الفن الخالد محاكاة لفكرة العبورو“إنكار الموت” كتاب يلامس اسئلة الكينونة
آخر تحديث GMT10:25:03
 العرب اليوم -

الفن الخالد محاكاة لفكرة العبورو“إنكار الموت” كتاب يلامس اسئلة الكينونة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفن الخالد محاكاة لفكرة العبورو“إنكار الموت” كتاب يلامس اسئلة الكينونة

غلاف كتاب إنكار الموت لمؤلفه أرنست بيكر
بقلم : دلال قنديل*

غلفت فكرة الموت فنوناً متنوعة ورافقت الاثر الفرعوني، لعل اهمها المقابر التي تمتد على عشرات الكليومترات في أسوان والأُقصر . زرتها مثل هذه الايام قبل عامين،كانت خالية من الزوار بسبب الوباء.اصوات خطوتنا في تلك الدهاليز المضاءة بفوانيس كهربائية صغيرة تثير القشعريرة في الجسد.كنا كأننا نذهب في طريق لا رجعة فيها.مأخوذين بسحر المنحوتات الجدارية في الاقبية بألوان تعشقتها. رهبة الموت وسطوته تصارع ألوان حية تضيء اقبية المقابر الضخمة التي تشهد على تاريخ حافل بأساطير حيكت بحكمة عن رعب الموت وتقليص المسافة اليه .

لفتني في تلك المقابر تخصيص حقبة كاملة من فنونها لفكرة العبور ، بينها ماخصص للأطفال الذين ينتقلون باكراً الى الضفة الاخرى.هاجس الخلود الذي طبع المرحلة الفرعونية قابلته فنون غربية جسدت الموت جزءاً من سيرورة الحياة طبعت حقبات عدة لأشهر المبدعين.تأتي الفكرة وتروح اما المعلقات والجداريات فتحاكي على مر العصوركل تفصيل بسيط منها تحدي زوال الانسان وتواضع قدراته امام تطويع الموت للحياة .

دفق الزوار للكنائس الايطالية لا يتوقف في فترة الاعياد هذه الايام. هو العام الاول بعد اجراءات الحد من الوباء. ابرزها كاتدرائية سيستينا في الفاتيكان التي تشهد لفنان عصر النهضة الاشهرمايكل انجلو  بإثارة جدل القيامة وتصويرها بملائكتها وشياطينها. لوحات انجلو بكل الصخب الذي اثير حول تعريتها الكائن البشري تقحمنا للتفرس بما ورائيات الحياة .
يتسلل للناظر رهاب الموت ورجاء العدالة المنتظرة، قد تأتي وقد لا تأتي. لكن متى كان للمتخيل ان يؤخذ بحسابات الواقع وجدليته؟
كل ما نحياه يشدنا لرؤية مغايرة للكامن خلف المعاش .
الموت لعله يقترب اكثر فاكثر، يلامس هذا الكائن العصري الهجين.

معظم ابناء بلادنا العربية يلسّعهم سوط الايام كعقاب لانهم تمردوا حتى على الموت، او ربما تمرد عليهم بعدم اراحتهم من عذاباتهم المستدامة في بلاد القهر والنهب والقمع والصراعات.
الفارق شاسع بين القصور والمنازل المحظية بالدفء وبين الشوارع حيث يئن الفقراء جوعاً ويموتون بصمت.
في زحمة الاعياد يكبر الفارق.

*دلال قنديل كاتبة وإعلامية لبنانية

قد يهمك ايضا:

تمثالان من البرونز للفنان الإيطالي مايكل أنجلو في لندن

وزير الخارجية الإيطالي ينتقد المجر ويعد بردٍّ أوروبي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن الخالد محاكاة لفكرة العبورو“إنكار الموت” كتاب يلامس اسئلة الكينونة الفن الخالد محاكاة لفكرة العبورو“إنكار الموت” كتاب يلامس اسئلة الكينونة



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة

GMT 09:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

لفائف لا مجلّد

GMT 09:15 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

حماس تخطف اللحظة والصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab