أطروحة العازف نصير شمة تثير الجدل من زوايا عدّة
آخر تحديث GMT14:01:21
 العرب اليوم -

منها الارتياب في مصداقية الجامعة المانحة

أطروحة العازف نصير شمة تثير الجدل من زوايا عدّة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أطروحة العازف نصير شمة تثير الجدل من زوايا عدّة

العازف نصير شمة
بغداد - نجلاء الطائي

انطلق الجدل بشكل ملحوظ بشأن أطروحة ماجستير لعازف العود العراقي نصير شمة، منها الارتياب في مصداقية الجامعة المانحة، والتشكيك في كون المجلس الأعلى المصري للثقافة مقراً مناسباً لمناقشتها، والسؤال عن مدى صلاحية إسناد رئاسة لجنة مناقشة أطروحة في الموسيقى إلى أستاذ في الأدب، وأخيراً التساؤل عن حق اللجنة نفسها التوصية بمنح الباحث درجة الدكتوراة عن الأطروحة ذاتها.

والأطروحة عنوانها "الموسيقى أسلوبياً... دراسة تحليلة... نماذج مختارة"، وتم تسجيلها لدى "الجامعة العربية المفتوحة لشمال أميركا"، التي شكلت لجنة المناقشة بإشراف حسن الأنصاري ورئاسة الناقد الأدبي صلاح فضل، وعضوية كل من زين نصار، وإيناس عبدالدايم. وقال نائب رئيس جامعة حلوان السابق لشؤون البحوث والدراسات العليا علي عبدالعزيز، إنه لا توجد قاعدة أو لائحة في جامعات العالم تنص على تجاوز درجة علمية إلى أخرى أعلى، حتى وإن كان البحث المقدم على درجة كبيرة من التفوق العلمي، موضحاً أنه في بعض جامعات أوروبا وأميركا يمكن تسجيل درجة الدكتوراة مباشرة من دون تسجيل درجة الماجستير، لكن هذا يكون محدداً سلفاً؛ تبعاً لقواعد صارمة، ليس مِن بينها أن يتقدم الباحث لنيل الماجستير فيحصل على الدكتوراه.

وهذا التصريح يناقض ما ذكره رئيس "الجامعة العربية المفتوحة لشمال أميركا" صالح الرفاعي، الذي أكد أن الجامعة تتبع النظام الأميركي والكندي في التعليم، وقال إنه "طبقاً لهذا النظام، فإنه يحدث أحياناً منح الدكتوراة مِن دون المرور بالماجستير، إذا رأت اللجنة ذلك؛ كما حدث في حالة نصير شمة".

 وأضاف الرفاعي: أن "الجامعة تذهب إلى ما ذهبت إليه لجنة المناقشة، وتصدق على قرارها، باعتبار أنه قرار الجامعة حتماً". وتابع "نحن نعتبر انتساب فنان كبير مثل نصير شمة، إضافة نوعية إلى منظومة التعليم عندنا، لاسيما أننا دخلنا في حوارات معه أضاءت عمق معرفته ووضوح فلسفته للفن عموماً والموسيقى بخاصة، كما أنني على المستوى الشخصي كنت في تواصل معه، ومع المشرف المثابر حسين الأنصاري للوقوف على ما في ذهن هذا الباحث الفنان".

واستطرد "كان بحثه متميزاً وفيه رؤية نافذة جعلت اللجنة تمنحه الشهادة وتقرر حقه في الدرجة الأعلى، مع توصية بطبع أطروحته. هذا هو المنهج الذي تتبعه الجامعه في دعم المبدعين والوقوف معهم والحصول على جواهر الإنجاز منهم". وفي ما يخص الانتقادات الموجهة لاختيار صلاح فضل، رئيساً للجنة العلمية، كونه ناقداً أدبياً، قال الرفاعي "معرفته الواسعة في الأسلوبية التي هي محور الأطروحة فرضت علينا اختياره لتلك المهمة، وهو يعد ضمن قليلين مِن المبدعين في الأسلوبية فكراً ومنهجاً".

وأما صلاح فضل، فقال إنه "قبل ثلاث سنوات أهديت نصير شمة كتابي "علم الأسلوب: مبادئ وإجراءات"، وفوجئت أنه أخذ الأمر على عاتقه، وتقدم إلى "الجامعة العربية المفتوحة لشمال أميركا"، لنيل الماجستير في بحث عن تطبيق الأسلوبية على الموسيقى، واستمر نصير يحاورني في الأمر إلى أن أخبرني أنه أنجز بحثه. وبعدها تلقيت رسالة من الجامعة المذكورة بقرار تشكيل اللجنة العلمية التي ستناقش هذا البحث، وفوجئت بأنني عينت رئيساً لهذه اللجنة". وأضاف: "هنا يبدو السبب واضحاً في اختياري رئيساً للجنة، من كون شمة استخدم المنهج الخاص بي في بحثه، وكان عليَّ التأكد من صحة استخدامه له، أما في ما يخص القضية الموسيقية فكان الحكم فيها لأساتذة الموسيقى". وقال فضل رداً على سؤال عن الأسباب التي جعلت اللجنة توصي بمنح شمة درجة علمية أعلى من الدرجة المتقدم لنيلها: "هو استخدم خبرته الجمالية ومعرفته العلمية، وذكاءه الإبداعي وشجاعته في تناول الأمور في شكل لا نظير له، واستطاع أن يقدم رؤية جديدة للتحليل الموسيقي معتمداً على المبادئ الأسلوبية، وملتزماً المهنج، ومتوصلاً لنتائج لم يصل إليها أحدٌ من قبل".

وتابع: "لهذا وجدت أن الأطروحة أكبر من كونها لنيل الماجستير، وبما أنني عملتُ في جامعة مدريد لخمس سنوات، ومارست التدريس زائراً في بعض الجامعات الأوروبية الأخرى، أعرف أن هناك تقليداً في هذه الجامعات يعطي الحق للجنة العلمية، اقتراح إعطاء الباحث درجة أعلى من التي تقدَّم للحصول عليها". وأوضح فضل أنه اتصل بأعضاء اللجنة المتخصصين في الموسيقى، فأجمعوا على أن الأطروحة بالغة التميز، وفائقة القيمة، وإن لصاحبها أعمالاً في المجال ذاته ترقى إلى مستوى الإبداع؛ "وبالتالي اجتمعت اللجنة وقررت منحه الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، مع التوصية بمنحه درجة الدكتوراة، ورفع المشرف هذه التوصية إلى رئيس الجامعة الذي وافق على تبنيها فوراً".

 ولفت فضل إلى أن "البعض فسر توصية اللجنة، بأنها قرارها القاطع، وهذا ما أحدث كثيراً من اللغط". وانتقد ردود الأفعال السلبية على توصية اللجنة، ووصفها بـ "الغبية"، قائلاً: "تلقينا ردود فعل غبية من كثير من الإعلاميين الذين أخذوا يطعنون في قرار اللجنة، ويتصورون أوهاماً، ويقولون إن الجامعة وهمية، ويتهموننا بأننا نُجامل نصير شمة. هم لا يعرفون أن الدرجات العلمية ليست فيها مجاملات. هذه التعليقات تدل على فقدان روح الإبداع والابتكار، وتكشف أننا مازلنا في عصر التردي الثقافي، ولا سبيل لأن ندخل مجال العلم والإبداع".

وفي سؤاله عن كيفية مناقشة الأطروحة المقدمة إلى جامعة دولية في مقر المجلس الأعلى للثقافة المصري، أوضح فضل أن ذلك يندرج في أن قانون الجامعة المفتوحة يسمح للطالب بمناقشة بحثه في أي مكان. وقال الأمين العام للمجلس نفسه حاتم ربيع: "لا يوجد في لوائح المجلس ما يمنع استضافة مناقشة الرسائل العلمية، وقد خاطبني الفنان نصير شمة وأعضاء اللجنة لاستضافة المناقشة، فوافقت باعتبارها فعالية ثقافية كتلك التي يستضيفها المجلس من حين إلى آخر".

وأبدى ربيع انزعاجه من الانتقادات الموجهة إلى المجلس متسائلاً: "لماذا جاءت الانتقادات بعد مناقشة الأطروحة وليس قبلها، على رغم أن هناك ما يقرب من 19 موقعاً إلكترونياً، نشر أخباراً عن الجلسة قبل أسبوع من انعقادها؟". وقال: " إذا كان المجلس رفض استضافة الفاعلية، لانقلبت عليه الصحافة أيضاً".

و"الجامعة العربية المفتوحة لشمال أميركا"، تأسست عام 2006، ومقرها الرئيس في واشنطن، وهي عضو في "المنظمة الدولية للتعليم"، وتضم طلاباً من مختلف أنحاء العالم، وفق "النظام الأميركي والكندي". والشهادات التي تمنحها تلك الجامعة تصدق عليها ولاية واشنطن ووزارة الخارجية الأميركية، وكذلك سفارة دولة الطالب في واشنطن.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطروحة العازف نصير شمة تثير الجدل من زوايا عدّة أطروحة العازف نصير شمة تثير الجدل من زوايا عدّة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
 العرب اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab