نظمت هيئة الشارقة للكتاب اليوم ضمن مبادراتها التي تسبق الدورة الـ12 من مؤتمر الناشرين "برنامج التدريب المهني للناشرين العرب" بالتعاون مع “كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك” بمقر غرفة تجارة وصناعة الشارقة بمشاركة 200 ناشر من الوطن العربي.
تضمَّن البرنامج ورشتين تدريبيتين ناقشتا الخطوات التي يمكن من خلالها لشركات النشر الصغيرة والمستقلة أن تطور أعمالها والأساليب التي تمكِّن الناشر من توسيع نطاق عمله واستهداف جماهير القراء من مختلف الثقافات خاصة في وقت تضاءلت فيه المسافات وأسهمت التقنيات الحديثة في ازدياد التقارب بين الشعوب.
يهدف البرنامج إلى تزويد الناشرين العرب بأفضل الممارسات العالمية والخبرات الرائدة التي تضمن مواكبة التطورات المتسارعة في مجال صناعة وتسويق الكتاب والمحتوى المعرفي عالمياً وإمدادهم بخطط وسياسات التواصل مع الموزعين الدوليين وآفاق تطوير القطاع بما يتلاءم مع التقنيات والأساليب الحديثة في نشر المعرفة والوصول إلى القراء.
وأكد منصور الحساني مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب أهمية "البرنامج التدريبي المهني للناشرين العرب" في تحفيز صُناع الكتاب على البحث عن وسائل وطرق جديدة للوصول إلى القارئ مشيراً إلى أن ذلك يجعل التفكير في إيجاد استراتيجيات مبتكرة للتسويق أولوية تطرح نفسها على مختلف اللقاءات التي تجمع المهتمين بصناعة النشر.
وقال الحساني : “ يحفل قطاع النشر بأهمية كبيرة على المستويين المعرفي والتطبيقي وهو يمثل صناعة لها أثرها الراسخ في حياة المجتمعات الثقافية ومن هنا كان العمل عبر البرنامج ينصب في الاستفادة من الأفكار المعرفية لأبرز الأكاديميين أصحاب المعارف الرائدة في جامعة نيويورك مدعومة بالتجارب العملية لرواد الصناعة من شركات رائدة أثبتت نجاحاتها".
و تحدثت أندريا تشيمبرز مديرة مركز النشر في كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك حول أهمية المعرفة في قطاع النشر والتي يعتمد عليها نجاح الناشر في تنمية أعماله ، مشيرة إلى ضرورة التركيز على التطورات العلمية والأكاديمية التي طرأت على قطاع النشر وأنها تؤثر إيجاباً في إمداد الناشرين من كل أنحاء العالم بالمهارات التي تضمن خدمة هذا القطاع بما يستحقه.
ولفتت أندريا إلى أن الدراسات الأكاديمية تحفل بالبرامج العلمية والمساقات الدراسية التي تفيد الناشرين وتساعدهم على توسيع آفاق الناشرين للمساعدة على النمو والاستقلالية وتحديد الأسواق والطرق التي تزود الناشرين بالاستراتيجيات التي تعزز مهارات الناشرين التسويقية والمهنية وأن فهم المستقبل يساعدنا كثيراً على فهم متطلبات القطاع.
وتحت عنوان: "النطاق المحدود: فرص لامتناهية" تحدثت كريستي ميلفيل رئيسة دار أندروز مكميل للنشر في الجلسة الأولى من البرنامج حول تأثيرات جائحة كوفيد 19 التي أفرزت حاجة ضرورية إلى تطلع قطاع النشر للبدائل التي تضمن وصول المعرفة إلى المستهدفين خاصة من فئات الأطفال واليافعين لافتة إلى أن الفضاء الرقمي وضع الناشرين أمام فرص كبيرة جداً من أجل الوصول إلى القراء بشكل مباشر ودون وسيط.
وأكدت كريستي أنه على الناشر المستقل أن يكون بارعاً ومتكيفاً مع الظروف المختلفة والطارئة وهذا يستدعي الصبر والتحلي ببعد النظر واستشراف المستقبل ومواكبة سلاسل التوريد والإنتاج المتطورة والاستعانة بمنصات التسويق التي تعتمد على الحوسبة السحابية وتقدِّم خدماتها عبر تقنياتها .. مشيرة إلى أهمية العمل على وسائل التواصل الاجتماعي في توسيع نطاقات أعمال الناشرين والتي لها أهمية في التواصل السريع والمتنامي مع الجمهور.
و في الجلسة الثانية من "البرنامج المهني للناشرين العرب" والتي جاءت تحت عنوان: "الطريق إلى العالمية: كيف يصل الناشر المحلي إلى العالمية" تحدث أديسون جارسيا مدير أول قسم المبيعات الدولية في مجموعة إنجرام و ناقش خلالها السبل التي توظف التسويق الذكي والطرق الكفيلة باكتشاف الأسواق الجديدة التي تضمن للناشر الوصول إلى شركاء تجاريين للمساعدة على زيادة المبيعات .. مشيراً إلى أهمية البيانات في تسويق الكتاب عالمياً فالبيانات هي الأداة التي تزود العملاء العالميين بمعلومات عن الكتاب وأهميته لدى مجتمع القراء.
وفي ختام الورشتين فتح المشاركون باب الأسئلة النقاشية من الناشرين والتي تفاعلوا من خلالها مع العروض التقديمية والأفكار التي طرحها المتحدثون وتركزت على المناهج العملية التي تمكّن الناشرين العرب من الاستفادة من التجارب العالمية وإمكانية تطبيقها على مجتمع القراء في العالم العربي.
و أكد المشاركون أن هناك قواسم مشتركة بين القراء والتي لا يمكن لأي ناشر تجاوزها في التسويق والوصول إلى المستهدفين من مختلف الثقافات وهو ما يفسر حركة الترجمة المتنامية عالمياً والتي تتيح المعارف وتسهم في مد جسور التعارف العالمي.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك