8 قطع زجاجية هشمها إنفجار مرفأ بيروت تسافر إلى لندن ضمن إتفاقية مع المتحف البريطاني لترميمها
آخر تحديث GMT17:23:04
 العرب اليوم -

8 قطع زجاجية هشمها إنفجار مرفأ بيروت تسافر إلى لندن ضمن إتفاقية مع المتحف البريطاني لترميمها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - 8 قطع زجاجية هشمها إنفجار مرفأ بيروت تسافر إلى لندن ضمن إتفاقية مع المتحف البريطاني لترميمها

المتحف البريطاني
بيروت - العرب اليوم

باقي من الزمن أسبوع ليكمل انفجار مرفأ بيروت عامه الأول. حدث في ثوانٍ وآثاره لا تزال باقية، مسّ الدمار والموت الكثير، ولكن يد الحياة محمّلة بالإصرار والأمل تحاول جمع القطع المتكسرة ولحمها مرة أخرى سوياً، قد لا تعود كاملة مثل قبل، ذلك لا يهم، فهي ستعود وكفى وستعيش مثالاً على العزيمة والإصرار وحب الحياة. قبل عام كان المتحف الأركيولوجي بالجامعة الأميركية في بيروت محملاً بكنوزه الأثرية الضاربة في عمق التاريخ، تحمل خزائنه قطعاً من تاريخ الأرض والشعوب التي مرت عليها. حملت خزائنه قطعاً نفيسة من الزجاج الذي يعود بعضها لعصور ما قبل التاريخ، وبعضها صنع على يد صانعين حرفيين في دول مجاورة مثل سوريا ومصر. بعد الانفجار تناثرت قطع الزجاج في كل مكان، من يستطيع جمعها وإعادتها لحالها الأول؟ رأينا صوراً للعاملين في المتحف والخبراء من داخل البلاد وخارجها يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بثت شبكة «سي إن إن» فيلماً لخبيرات الترميم وهن يحاولن جمع قطع الأحجية سوياً، قالت إحداهن «أسهل أن نبحث عن قطع الأحجية المتناثرة وأن نعيد تركيب إناء زجاجي دمر عن أن نحاول جمع أشلاء هذا البلد».

خبراء الترميم في بيروت قاموا بجهود جبارة لإعادة بعض الذي دمره الانفجار، ولكن بسبب نقص الإمكانيات والخبرات العالمية الدقيقة تم الاتفاق مع المتحف البريطاني في لندن لإرسال ثمانية أوعية زجاجية لمعامل الترميم بالمتحف بدعم مؤسسة الفنون الرفيعة الأوروبية (TEFAF) بحسب ما أعلن أمس. تعود القطع إلى الحقب الرومانية والإسلامية وكانت ضمن إحدى خزانات العرض بالمتحف الأركيولوجي بالجامعة الأميركية في بيروت والذي يقع على بعد 3.2 كيلومتر من المرفأ. من شدة الانفجار انخلعت الخزانة من مكانها متسببة في تحطيم محتوياتها الثمينة وتناثرها على الأرضية مختلطة مع زجاج آخر متناثر من النوافذ وأبواب خزانات العرض. المشروع الجديد سيشهد جمع المئات من قطع الزجاج المتكسر ومحاولة لحمها سوياً داخل معامل الترميم في المتحف البريطاني بلندن.

74 قطعة كانت في خزانة العرض تمثل نماذجاً لصناعة الزجاج من العصور البيزنطية والإسلامية، معظمها تحطم وتناثرت شظاياه ما يجعلها غير قابلة للترميم، وتبقت 15 قطعة عدّها الخبراء قابلة للترميم ثمانية منها في حال يسمح لها بالسفر إلى المتحف البريطاني، حيث الأجهزة والخبرات اللازمة لإصلاح وترميم هذه القطع. يقول هارتفيج فيشر، مدير المتحف البريطاني «مثل بقية العالم شاهدنا بكل رعب مشاهد الدمار في بيروت في شهر أغسطس (آب) الماضي. وعلى الفور عرضنا مساعدة المتحف البريطاني لزملائنا في مدينة بيروت. والآن ونحن نقترب من الذكرى الأولى للانفجار نشعر بالسعادة لاستطاعتنا تقديم الخبرة والموارد اللازمة لترميم تلك القطع الأثرية المهمة حتى تبقى في لبنان لتوفر المتعة لزوار المتحف لسنوات قادمة».

على إثر الانفجار في بيروت قامت الخبيرة الفرنسية كلير كيوبير في معهد التراث القومي الفرنسي French Institut national du patrimoine بمتابعة الخطوات الأولية التي قام بها فريق المتحف الأركيولوجي ببيروت لجمع وتصنيف قطع الزجاج المتناثرة في الحطام والتي اختلطت بزجاج النوافذ والخزانات المحطم. عملية دقيقة تمت للتعرف على القطع الأثرية وفصلها عن الركام. وقد عادت كيوبير إلى بيروت في بدايات الشهر الحالي (يوليو/تموز) لتقود عملية التعرف على قطع الأحجية وتنسيقها لجانب القطع المماثلة ومحاولة الوصول للقطع المكونة لكل وعاء وتقرير القطع التي يمكنها شحنها إلى لندن. ينبغي الإشارة إلى أن ذلك الجهد تم بدعم مجموعة أصدقاء قسم الشرق الأوسط بالمتحف البريطاني. من جانبه، يعبر جيمي فريزر، المسؤول في قسم بلاد الشام القديمة والأناضول بالمتحف البريطاني، عن سعادته بالتعاون مع المتحف الأركيولوجي في الجامعة الأميركية ببيروت في المشروع الذي يصفه بـ«المتميز»، مضيفاً «لقد عاشت القطع الزجاجية الأثرية عبر كوارث عديدة على مدى 2000 عام ليهشمها انفجار المرفأ في 2020».

هيدن فان سيغيلين، رئيس منظمة مؤسسة الفنون الرفيعة الأوروبية(TEFAF) ، علقت بأن الدمار الذي طال تلك القطع التاريخية إنما هو نتيجة لكارثة أكبر يعيشها سكان بيروت. وأضافت، أن المؤسسة «فخورة بدعم أعمال ترميم القطع الزجاجية من خلال صندوق المؤسسة للترميم المتحفي، خاصة أن القطع تحمل أهمية تاريخية وفنية إضافة إلى أهميتها التراثية. أن تعود تلك القطع لهيئتها الكاملة إنما يعد رمزاً قوياً للشفاء والجَلد في أعقاب الكارثة».

تجدر الإشارة إلى أن القطع الثماني ستعرض في المتحف البريطاني بعد ترميمها لفترة وجيزة قبل إعادتها للمتحف الأركيولوجي ببيروت.

تحمل القطع الثمانية أهمية خاصة وتعتبر جزءاً أساسياً من سرد قصة تطور صناعة الزجاج بالنفخ في لبنان منذ القرن الأول قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت ثورة في صناعة الزجاج. وقد أتاحت وسيلة نفخ الزجاج السائل للتحكم في أشكاله صناعة ضخمة وواسعة للقطع الزجاجية بأشكال مختلفة وجعل من تلك المادة التي كان امتلاكها حكراً على طبقة رفيعة، في متناول العامة لاستخدامها في المنازل.من القطع الثماني في طريقها للترميم قطعتان يعدهما الخبراء أمثلة على حرفة نفخ الزجاج والتجديد في الأشكال والوظائف. هناك قطعتان يعود تاريخهما إلى الفترة البيزنطية المتأخرة والعصور الإسلامية الأولى، ويعتقد أن تكونا قد استوردتا من مراكز للصناعة الزجاج في بلدان مجاورة مثل سوريا ومصر.ساندرا سميث، رئيسة قسم العناية بمجموعة المقتنيات في المتحف البريطاني، تعرض جانباً تقنياً في عمليات الترميم «يعد الزجاج من أكثر المواد صعوبة في إعادة التركيب، ليس فقط بسبب أن الشظايا تمتد وتخرج عن إطار شكل الإناء وبالتالي تكون عملية إعادة القطع النافرة للشكل الأساسي دقيقة للغاية». مديرة المتحف الأركيولوجي ببيروت نادين بانايوت، تقول إن الانفجار تسبب في خسارة عدد كبير من الآنية الزجاجية التي تعود للعصر الروماني بعضها يعود للقرن الأول قبل الميلاد، وهي «خسارة ثقافية فادحة للبنان والشرق الأدنى». تعرب عن امتنانها للمتحف البريطاني «للمساهمة في ترميم القطع الثماني التي تحطمت بفعل الانفجار»، ويمتد شكرها للمؤسسة الأوروبية للفنون الرفيعة (تيفاف) «لكرمها ومساندتها للمشروع».

قد يهمك ايضا 

المتحف البريطاني يعتزم إعادة قطع خزفية بعد اكتشاف تزوير أوراقها

متاحف العالم تطلق تحديًا مخيفا ينشر الفزع عبر "تويتر"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

8 قطع زجاجية هشمها إنفجار مرفأ بيروت تسافر إلى لندن ضمن إتفاقية مع المتحف البريطاني لترميمها 8 قطع زجاجية هشمها إنفجار مرفأ بيروت تسافر إلى لندن ضمن إتفاقية مع المتحف البريطاني لترميمها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab