أديس بابا - عبد الرحمن الشريف
كشفت مجموعة صور عن نساء قبيلة مرسي الذين يعيشون في حديقة ماجو الوطنية في إثيوبيا حيث تقوم النساء بتمديد شفاههن من خلال وضع أطباق في سن المراهقة حتى يزيد حجم شفاههن تدريجيا، وصنعت هذه الأطباق من الطين ويبلغ قطرها 5 بوصة، وتستخدم الأطباق للاحتفال بالشعائر التقليدية للمرور وينظر إليها باعتبارها علامة على الجمال، وتبدأ نساء القبيلة في وضع الطبق في الشفاه في عمر 15 عاما ويتم قطع شفاههن بواسطة أحد أعضاء القبيلة حتى تمتد الشفاه وتستوعب حجم الطبق فيما يشفى القطع بعد ثلاثة أشهر، وذهب موظف الإعلانات سيزاري فيلو (54 عاما) من وارسو في بولندا إلى إثيوبيا لرؤية القبيلة والتقاط مجموعة من الصور المذهلة.
وذكر فيلو " أنا مهتم بالقبائل التي على وشك أن تتلاشى فهناك جاذبية لها في التصوير وأحرص على الاحتفاظ بسجل خاص لي من الصور لهؤلاء الناس الذين لا مثيل لهم، وترتدي النساء من قبيلة مرسي فقط طبقا" في شفاههن وهي مصنوعة من الطين وثقيلة، ويمكن للمرأة تكبير حجم الطبق تدريجيا لتمديد الشفاه السفلية، وكلما كان حجم الشفاه كبيرا كان ذلك أفضل، وتبدأ الفتيات الصغيرات بأطباق صغيرة ثم يقمن بتكبير حجم الأطباق مع مرورالوقت، ويتم ارتداء الأطباق على الشفاه حاليا يوميا من دون مناسبة خاصة".
وأوضح فيلو ان نساء القبيلة يزلن الطبق من شفاههن في وقت الوجبات في حين تستطيع بعض النساء تناول الطعام مع وجود الطبق في شفاههن، وبالإضافة إلى أطباق الشفاة تتميزنساء قبيلة مرسي بزينتهن الخاصة من أغطية الرأس والخرز والأبواق والتاتو تحت الجلد والقلائد والأشياء المعلقة على الرأس،
وأضاف فيلو " هناك عدة أراء بشأن الأطباق حيث يعتقد البعض أنها للتصدي للرجال صيادي الرقيق والرجال من القبائل الأخرى على الرغم من أن هذه الأراء معيبة، ويقول الأثيوبيون أنها أمور تتعلق بالجمال مثلما هو الحال في الثقافة الغربية فمن المقبول الوشم والمكياج وغيرها، وبالنسبة لي تبدو القبائل سعيدة بمظهرهن وأسعد منا كثيرا وبالتأكيد لا يهتمون أن يصبحون مثلنا".
وتابع فيلو " للقاء قبيلة مرسي ذهبنا إلى حديقة ماجو الوطنية لأنه نادرا ما يشاهد هؤلاء الناس خارج هذه المنطقة، وبمجرد وصولك تراهم على طول الطريق يؤدون وظائفهم اليومية، وعندما وصلنا إلى القرية كان علينا الاتفاق مع رئيسها من خلال دليل محلي يعرف لغتهم وعاداتهم، وبعد دفع 100 بر (3.16 أسترليني) لكل شخص وبعض الهدايا مثل البن القابل للذوبان سمح لنا بزيارة القرية، وكان علي أن أتظاهر أنني غير مهتم بالتقاط الصور لمدة 20 دقيقة حتى أعطاني الدليل إشارة السماح بإظهار الكاميرا".
وأفاد فيلو أن النساء ذوات الأطباق في الشفاه يتم إعطائهن 2 بر للصورة الواحدة، ويزيد المبلغ بناء على عدد الصور وعدد الأشخاص في الصورة، وبيّن فيلو " إنهم يطلبن رؤية الصور حتى يتمكن من عدها، إنهم يسمعون صوت نقرات الكاميرا ويعدون الصور جيدا، ولعبت زوجتي دور الصراف الآلي حيث حملت حقيبة مليئة بالنقود وقام الدليل المحلي بكل المفاوضات، وأسرعت أحدى الفتيات مع زوجها والتقطت بندقية للتصوير بها، وتعرف نساء قبيلة مرسي كيف يبدين جذابات للغرباء فلا يمكنك أن تكون هناك دون أن تتم ملاحظتك وأن تختلط بالحشود، كما يملكن حسا" عاليا" من الفكاهة، لقد كانت تجربة رائعة ومثيرة مثل الحلم ولدي العديد من الصور لهذه الزيارة".
أرسل تعليقك