روما ـ ريتا مهنا
تميَّزت العلامة التجارية الإيطالية "ميسوني" بتبني الخطوط والتعرجات في أزيائها لمدة 60 عاما، وتلك هي الميزة الواضحة لمعرض ميسوني للألوان الفنية في متحف الأزياء والنسيج في لندن، حيث يشاهدها الزوار منذ دخول المعرض من خلال الأضواء المنشأة خصيصا أعلى مكتب الاستقبال. وافتتح المعرض في الأصل في متحف "ماغا" في "غالاراتي" في إيطاليا العام الماضي،، ويركز المعرض على الربط بين تصميمات الشركة والفن الحديث والمعاصر.
وينقسم المعرض إلى 4 صالات ولا تضم الأولى منها أي ملابس على الإطلاق، لكنها تضم لوحات من تصميم فناني المدرسة المستقبلية "جيامكو بالا" و"أورفيست سونيا ديلوناي" كوسيلة لإظهار أثر التلوين على التصميمات في ميسوني. وجاءت بعض اللوحات من المجموعة الفنية لدى العائلة، وتقول سيليا جيوسي مديرة المتحف " كان الفن في قلب كل شئ يفعلونه، لقد مارسوا التصميم لمدة 60 عاما وكانوا نزيهين دائما وواضحين بشأن كيفية استلهام أعمالهم".
وتقف 42 نموذجاً من "المانيكان" على الدرج هرمي الشكل في الغرفة الرئيسية لعرض الملابس المصممة بواسطة ميسوني منذ 1953 حتى 2014، وظهرت ملابس من قطعتين لسترة أرجوانية وفستان من تصميم ميسوني عام 1966 على غلاف مجلة Graziaوفازت الملابس بجائزة المتجر الأميركي "نيمان ماركوس" عام 1973. وأضافت جويسي " هناك أنوثة ظاهرة في ملابس التريكو وهو ما يوضح كيف تغيرت الأزياء من أواخر الستينات فصاعدا، حيث بدت العارضات غير مرتدية حمالات صدر تحت الملابس التريكو الشفافة ما تسبب في فضيحة في عالم الأزياء".
ويلاحظ طلاب تاريخ الأزياء حاليا الفساتين ذات الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء والتي كانت جزءا من تصميمات ربيع وصيف مجموعة 1969، والتي جعلت ميسوني تجذب انتباه ديانا فريلاند رئيس تحرير المجلة الأميركية "فوغ"، وفي لقاء روزيتا ميسوني لتقديم العلامة التجارية ركزت فريلاند على الفستان متسائلة: "من قال أن هناك سبعة ألوان في قوس قزح فقط؟ هناك درجات"، ويعني دعم فريلاند للعلامة التجارية أنها حظت بشعبية واسعة في الولايات المتحدة ما ساعدها على التوسع خارج أوروبا.
وأُنشئت ميسوني بواسطة أوتافيو ميسوني وزوجته روزيتا عام 1953، وبدأ ميسوني الذي كان رياضيا أوليمبيا سابقا، بتصميم ملابس رياضية لدورة الألعاب الأولمبية عام 1948، وتم ارتداؤها بواسطة فريق إيطالي، وأطلقت العلامة التجارية بعدها بخمسة أعوام واستفادت العلامة التجارية من ذوق أوتافيو في الألوان ومعرفة روزيتا بالمنسوجات، وكانت عائلة روزيتا تمتلك مصنعا لتصنيع الشال واستغلت مهارتها التقنية في صقل التقنية التي أدت العلامة التجارية ميسوني اليوم لما هي عليه، وتتميز ميسوني اليوم بتصميم الملابس للفنادق فضلا عن ملابس الأطفال.
وتوفى أوتافيو عام 2013 ولكن ظلت الشركة ضمن أعمال العائلة، وصممت ابنة الزوجين أنجيلا مجموعة أزياء المنصة منذ 1997 وأشرف شقيقها لوكا على الأرشيف، ولا تزال روزيتا ميسوني (84 عاما) تشرف على التصاميم الداخلية، وركز المعرض على تاريخ العلامة التجارية مع إبراز مساهمات أوتافيو من خلال عرض فنه، ويتم عرض مجموعة لوحات من الفن الإيطالي بعد الحرب في الغرفة الرئيسية والطابق العلوي، وتظهر مخططات تصميمات النسيج بألوانها الزاهية بواسطة Dadamaino والمنحوتات الوترية المصنوعة بواسطة Bruno Munari.
أرسل تعليقك