عمان - منى المصري
كُشف اخيرًا، عن أقدم أداة معروفة للملاحة البحرية من حطام سفينة غرقت جراء عاصفة عنيفة قبالة ساحل عمان عام 1503، وبيّن علماء الآثار أنّ أداة الملاحة، المعروفة باسم الإسطرلاب، كانت تستخدم من قبل البحارة في عصر الاكتشاف لقياس موقع الشمس في الرحلات البحرية عبر المحيطات، وتم استرجاع هذه الأداة من سفينة تسمى "ازميرالدا" والتي غرقت في المحيط الهندي مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، بما في ذلك قائدها الذي كان عم المستكشف البرتغالي الشهير فاسكو دا جاما، أما الإسطرلاب الذي يبلغ قطره 17.5 سم وأقل من 2 مم، فقد استخدمه البحارة لقياس ارتفاع الشمس أثناء الرحلات، وعندما وجد الباحثون هذه الأداة، لم تكن هناك علامات واضحة، إلا أن عمليات المسح التي أجرتها جامعة وارويك أظهرت آثارا حول حافة هذه الأداة، والتي تفصل كل منها 5 درجات - تثبت أنها إسطرلاب.
وتسمح هذه العلامات للبحارة بقياس ارتفاع الشمس فوق الأفق عند الظهر لتحديد موقعهم حتى يتمكنوا من العثور على طريقهم في أعالي البحار، كما أن النقش المحفور بعلامة الشعار البرتغالي والشعار الشخصي لمون مانويل الأول ملك البرتغال من 1495-1521، ويقول العلماء إنه أقدم مثال معروف على الإسطرلاب منذ عدة عقود، وقال ديفيد ميرنز من "Blue Water Recovery"، الذي قام بالحفر عن حطام السفينة إنّه "كانت الإشارة الأولى إلى الإسطرلاب البحري عام 1480م، من السفينة التي غرقت في عام 1533".
وقال السيد ميرنس، الذي هو أيضا مؤلف The Shipwreck Hunter "إنه وجَد بسفينة ترجع إلى عصر الاكتشاف - فترة ما قبل الاستعمار قبل بناء الإمبراطوريات، فمنذ أواخر الخمسينيات، كانوا يحتفظون بتصنيف من جميع أنحاء العالم لكل إسطرلاب يتم العثور عليه، هذا هو الإسطرلاب البحري رقم 108 المكتشف في العالم"، وكان إزميرالدا جزءا من الرحلة الثانية إلى دا غاما إلى الهند وهي أقدم سفينة وجدت من العصر الذهبي للاكتشاف، وكان الإسطرلاب واحدا من ما يقرب من 3000 شيء مسترد من الحطام، على الرغم من أنه تم العثور عليه في عام 2014، لم يتم تأكيده على أنه إسطرلاب بحري حتى الشهر الماضي عندما أكد معهد علم الآثار بحري في تكساس "A & M" ذلك.
وقال السيد ميرنز لقناة بي بي سي "إنه لشرف عظيم أن نجد شيئا نادرا جدا، وشيء مهم جدا تاريخيا كهذا، أي شيء سوف يدرس من قبل المجتمع الأثري، إنه ليس مثل أي شيء آخر كنا قد رأيناه، وأنا على علم أنه كان شيئا هاما جدا لأنه يمكننا أن نرى أنه كان له هذين الشعارين"، وأضاف:
"نحن نعلم أنه تم صنعه قبل عام 1502، لأن ذلك هو الوقت الذي غادرت فيه السفينة لشبونة و لم يصبح دوم مانويل ملكا حتى عام 1495، وهذا الإسطرلاب لن يحمل شعار الملك إلا إذا كان يخص الملك، أعتقد أنه من المرجح أن نقول إنها ترجع تقريبا إلى الفترة ما بين 1495 إلى 1500، لا نعرف السنة بالتحديد - ولكن في تلك الفترة الضيقة"، وكما قام فريق من شركة " Blue Water Recoveries " البريطانية ووزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان باستكشاف أول موقع في جزيرة الحلانية قبالة سواحل عمان في عام 2013، وكشف الغواصون أيضا عن عملة نادرة بشكل لا يصدق موجودة في الحطام ، تم العثور على العملة بين الحجارة والسيراميك وغيرها من الحطام.
أرسل تعليقك