المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية
آخر تحديث GMT20:30:31
 العرب اليوم -

المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية

الروائي المغربي عبد المجيد سباطه
الرباط _ العرب اليوم

يتحدث الروائي المغربي عبد المجيد سباطة عن العلاقة المعقدة، كما يسميها، بين الحياة والرواية، مشيراً إلى أن مهمة الروائي تتلخص في طرح الأسئلة، حول الماضي والحاضر، وأحياناً المستقبل، مشيراً إلى سعادته بصدور أي عمل مغربي جديد، سواء كان مؤلفه شاباً أو من جيل الرواد، باعتباره «حجراً يلقى في بركة المشهد الثقافي المغربي». من دون أن يخفي أن «هناك من اعتقد، وما زال يعتقد، أنه قادر على محاربة» جيل الشباب، وذلك «باستخدام الأدوات نفسها التي كانت فعالة في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي». ويروي في حواره لـ"الشرق الأوسط" أن الرهان على جدوى الكتابة وقدرتها على التغيير، رغم إصرار كل الظروف على إثبات العكس، والمطالعة المستمرة والانفتاح على التجارب السردية المتنوعة من مختلف أنحاء العالم، والعمل الدؤوب من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتصحيح أخطائها وتجاوز نقاط ضعفها، ثم الإيمان بأن القادم سيكون دائماً أفضل، ما دمنا قادرين على الكتابة. وحول علاقة الكاتب بالجوائز يقول إنه كما هو معلوم، فإن معدلات القراءة في المغرب والمنطقة بشكل عام ما زالت بعيدة كل البعد عن المأمول، وإن كان الزخم الحالي يبشر بمستقبل أفضل. تقريباً لا وجود لأي كاتب مغربي أو عربي يعيش من إيرادات كتبه، وبالتالي، جاءت الجوائز الأدبية لسد هذه الفجوة، خصوصاً مع التغطية الإعلامية التي تواكبها، بما يسهم في التعريف بعدد من الأعمال وتقريبها من القارئ وسط طوفان النشر الحالي، كما أن الجوائز تخلق جواً من المنافسة - يفترض بها أن تكون شريفة طبعاً - بين الكتاب، المتحفزين لتطوير أساليبهم والدفع بخيالهم الإبداعي نحو عوالم جديدة، ولكن هذا لا يعني السقوط في فخ «الكتابة للجوائز». يكتب المبدع ويسعى للوصول إلى عقل القارئ ووجدانه، ثم يأتي الاعتراف والتتويج بالجوائز بعد ذلك، عاجلاً أم آجلاً. روعة الإبداع، وربما مشكلته، تكمن في نسبيته، وبالتالي فإن جدل التمييز سيبقى حاضراً دوماً، وهو في نظري نقاش صحي يبث الحياة في المشهد الثقافي المغربي والعربي ويسهم في الحفاظ على نشاطه بشكل دائم. وتحدث عن علاقته بالرواية مؤكدا أنه لطالما كانت علاقته بالرواية قوية منذ سنوات طفولتي،قائلاً " كانت الرواية وسيلتي الوحيدة للهروب من قسوة الواقع وربما تفاهته، قرأت القصة القصيرة والشعر والمسرح بطبيعة الحال، لكنني وجدتني مشدوداً أكثر للرواية، باعتبارها – من وجهة نظر شخصية - الفضاء القادر على استيعاب كل ما يستهويني: تعدد الشخصيات والفضاءات والأزمنة وتفرع الأحداث وتعقيد الحبكة (أو حتى بساطتها في بعض الأحيان)، وهو ما لن توفره لي أجناس أدبية أخرى. وأضاف أنه صحيح، الكتابة والهندسة يرتبطان بالبناء، وهو ما أشرت إليه في الصفحات الأولى من رواية «الملف 42»، عندما اعتبرت أن اختلال جزئية واحدة في البناء الروائي قد يؤدي لانهياره بالكامل. إذا انطلقنا من هذا التعريف، فسأقول إن مهمة المهندس تتوقف عند تشييد البناء - لنعتبره عمارة مثلاً - وتقوية أساساته والتأكد من متانتها، أما الروائي فمطالب ببث الحياة في هذه العمارة، بخلق الشخصيات والأحداث وتأثيث الفضاء بعلاقات وصراعات وخيانات، في إطار حبكة جامعة ومتوازنة، ما يجعل مهمته أصعب من مهمة المهندس بمراحل. وأضاف أنه معقدة هي تلك العلاقة بين الحياة والرواية. افتتحت رواية «الملف 42» باقتباس للكاتب اللبناني ربيع جابر: «الحياة فقط تقلد الروايات»، كما ورد في رواية «ساعة الصفر» أن «الحياة مجموعة أسئلة نقضي أعمارنا باحثين عن إجاباتها». مهمة الروائي طرح الأسئلة، حول الماضي والحاضر، وأحياناً المستقبل، اليوم «سؤال الهوية» و«سؤال الكرامة»، وغداً ربما «سؤال الذاكرة» أو أسئلة أخرى، من يدري؟، وعلى القراء البحث عن إجابات، قد تختلف بين قارئ وآخر. هنا تتجلى نسبية الأدب وانفتاحه على كل الاحتمالات. وحول تأثره ببعض الروائيين قال "من البديهي اعتبار القراءة حجر زاوية أي مشروعاً روائياً، لا يمكن لمن لا يقرأ أن يكتب، أو على الأقل أن يواصل الكتابة بالزخم ذاته. أتعامل مع قراءة كل كتاب جديد كتجربة مختلفة تؤثر في بطريقة ما. ربما أظهرت رواية «الملف 42» ميلي للتجارب السردية التجريبية والحداثية، وما كتبه كالفينو وبيريك وأوستر وكورثاسار ودون ديليلو وغيرهم، ولكن هذا لا يعني تجاهل الأدب الكلاسيكي، الذي أعتبره قاعدة للانطلاق، من دوستويفسكي ودوماً إلى همنغواي وزفايغ، مروراً بكافكا ووايلد وكونان دويل، وينطبق هذا أيضاً على اهتمامي الأدبي العربي، من أشعار المتنبي ومقامات الحريري، إلى روايات محفوظ ومنيف ومينه وجابر وزفزاف، والقائمة طويلة بطبيعة الحال! وعن علاقته بالروائي محمد زفزاف أوضح أن زفزاف من بين الكتاب المغاربة القلائل الذين يستحقون لقب الكاتب الكبير، وعن جدارة. آمن زفزاف بجدوى الكتابة رغم تكالب الظروف وإصرار البعض على محاربة تجربته ودفعه للانزواء بعيداً عن المشهد الثقافي المغربي والعربي، لكنه قاوم حتى النهاية، وما زالت أعماله تقرأ حتى الآن، بعد مرور سنوات طويلة على وفاته. انحاز زفزاف للهامش فعلياً، ما دام منتمياً له، عكس من اعتبروا الكتابة عن الهامش موضة لا بد من ركوب موجتها في وقت معين. أعتز بقراءتي للأعمال القصصية والروائية الكاملة لزفزاف، وأعتبر استحضاره في رواية «الملف 42» عرفاناً رمزياً بسيطاً ببصمته في الأدب المغربي. وبالنسبة لتفوق الجيل الحالي في الكتابة أشار إلى أن الحديث عن تفوق جيل على آخر يوحي بوجود صراع معين، وهو ما أرفضه شخصياً، العلاقة بين الأجيال علاقة تكامل لا تنافر، يستفيد الشباب من الرواد، ويؤمن الرواد بحق الشباب في التعبير عن أنفسهم بالطريقة والشكل الذي يرونه مناسباً، ففي الإبداع لا سلطة لأحد على أحد. أنا أقرأ وأسعى باستمرار لتطوير أسلوبي وكتابة وترجمة أعمال أفضل من سابقتها، وأسعد بصدور أي عمل مغربي جديد، سواء كان مؤلفه شاباً أو من جيل الرواد، باعتباره حجراً يلقى في بركة المشهد الثقافي المغربي. هناك من اعتقد، وما زال يعتقد، أنه قادر على محاربة جيلنا باستخدام الأدوات نفسها التي كانت فعالة في السبعينات والثمانينات. هذا رهان خاطئ طبعاً، وقد أثبتت الأيام ذلك. وعن تجربة الترجمة للروايات أضاف إن تجربة الترجمة كانت وستبقى مفيدة جداً بالنسبة لي، فقد مكنتني من الانفتاح على الآداب العالمية، وساعدتني على تجويد لغة الكتابة، واعتماد ما يمكن تسميتها بالصرامة المنهجية في التعامل مع كل مشروع روائي جديد. خضت، ولأول مرة، تجربة التعامل مع مترجم بارز ومحترف، هو البريطاني جوناثان رايت، عندما اشتغل على ترجمة فصل من رواية «الملف 42» إلى الإنجليزية، في إطار ترجمة فصول من الروايات المرشحة ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، حيث طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بفهم أدق تفاصيل الرواية، سعياً منه لصياغة ترجمة أمينة، فكنت مرتاحاً ومطمئناً لعمله، وبالفعل كانت ترجمته للفصل الذي صدر فيما بعد ممتازة للغاية. لا أنتظر من مترجم إحدى رواياتي مستقبلاً سوى أن يعامل النص مثلما أعامل أنا أي نص أترجمه، تحري أقصى درجات الأمانة، وإن كانت الأمانة المطلقة في الترجمة أمراً بعيد المنال، نظرياً على الأقل، وصرامة البحث والتنقيب والتدقيق في التعامل مع أدق التفاصيل، خصوصاً تلك التي قد تكون إلى حد ما بعيدة عن ثقافة المترجم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية المغربي سباطة يؤكد أن روايته «الملف 42» تنافست بقوة على جائزة بوكر العربية



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab