محمد عمر يتمسك بصناعة الأثاث التقليدي الخشبي ويرفض اعتزالها
آخر تحديث GMT13:31:20
 العرب اليوم -

أكد لـ"العرب اليوم" أنَّها تتراجع يوميًا وتقترب من الانقراض

محمد عمر يتمسك بصناعة الأثاث التقليدي الخشبي ويرفض اعتزالها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محمد عمر يتمسك بصناعة الأثاث التقليدي الخشبي ويرفض اعتزالها

محمد عمر
مراكش_ثورية ايشرم

كشف الصانع التقليدي محمد عمر، أنَّ حرف الصناعة التقليدية بشتى أنواعها من أكثر الأمور التي تميز مدينة مراكش وتجعلها القبلة السياحية لعشاق هذه الأمور لاسيما أنها تتوفر على أسواق تقليدية تمتاز بعرض مخلف المنتجات التقليدية التي تتطلب من الصانع التقليدي الوقت لصناعتها والجهد لتزيينها بمختلف الزخارف والنقوش لجعلها جاهزة للزوار الذين يحطون رحالهم في المدينة الحمراء من كل بقاع العالم والتي تعرض أمامهم بكل جمالية وإتقان وروعة تجذبهم إلى الاقتناء منها واختيار القطع الراقية والمميزة التي يمكن اعتمادها إما في الأثاث المنزلي أو الديكور وإضفاء لمسة من الفخامة والرقة على مختلف الفضاءات.

وأكد محمد عمر في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أنَّ "ولوجي إلى عالم الحرفة وصناعة الأثاث التقليدي الخشبي ورثتها عن أبي الذي كان حرفيا معروفا في مراكش يمتلك محلا في المدينة العتيقة ويقوم بصناعة وتصميم مختلف الأثاث من الكراسي والكنبات والأسرة ومختلف القطع المهمة والضرورية لتأثيث المنزل فضلا عن مجموعة من القطع الراقية الخاصة بالديكور".
وأضاف: "لقد ورثت هذه المهنة عنه حيث تركت الدراسة وأنا في السنة الثالثة إعدادي ودخلت مجال العمل رفقة أبي الذي علمني أصول الحرفة الجيدة وإتقان أصولها ومكنني بفضل مساعدته ودروسه التي أتلقاها يوميا كباقي الصبيان الذين يقصدون محله لتعلم أصول الصناعة التقليدية التي تعتبر من أهم الأمور التي يجب على الفرد تعلمها".

وتابع: "بدأت بالأمور الصغيرة فقط وشيئا فشيئا انتقلت إلى الكبيرة وبعد مرور عام تقريبا 16 عاما وجدت نفسي حرفيا ومتعلما أستطيع صناعة مختلف الأثاث وأسير شؤون المحل بشكل جيد فضلا عن قدرتي عن العمل في مختلف الورش منها بعض الفيلات التي كنا نتكفل بصناعة الخشب فيها في المناطق السياحية في مراكش بأصوله وجماليته ونقوشه ومختلف الزخارف التي تزيين الفضاءات".
وأوضح أنَّ "هذه الحرفة المميزة التي يعيش منها آلاف الأشخاص في مدينة مراكش بدأت تشهد بعض الانقراض  والعزوف الكبير من الشباب لاسيما في ظل الأزمة التي تشهده الحرفة التقليدية بصفة عامة، خصوصًا بعد أن اجتاحت مراكش فئات كبيرة من سكان الصحراء المغربية لا سيما منطقة كلميم والعيون الذين تسببوا في انتشار هذه الحرفة في مختلف أرجاء المدينة وبأبخس الأثمان ودون جودة في الصناعة ولا المواد، ما أدى إلى العزوف الكبير من قبل الشباب المراكشي عنها لاسيما الصناع الحرفيين والمتقنين لعملهم والذين يجدون أنفسهم أمام التنازلات عن أسعارهم المعتادة مقابل الخدمة الجيدة والجودة التي يقدمونها للزبائن في هذه الحرفة".

وأشار إلى أنَّ "أزمة الأسعار أصبحت خانقة بالنسبة لهم ما دفعهم إلى ترك الحرفة والتوجه إلى العمل في مختلف المجالات ، إلا من وجد نفسه غير قادر على تغيير الوجه أو لعدم إتقانه شيئا آخر في الحياة سوى حرفة صناعة الأثاث التقليدي الخشبي بشتى أنواعه".
وبيَّن محمد عمر، أنَّه "على الرغم من العزوف والمشاكل ومختلف العراقيل التي تعاني منها هذه الصناعة التقليدية المميزة هناك إقبال عليها من طرف الدول العربية لاسيما الإمارات والسعودية الذين يقبلون على الصناعة التقليدية المغربية لاسيما صناعة الأثاث الخشبية، والتي يعتمدون زخارفها وجماليتها في منازلهم ومختلف الفضاءات كالمكاتب والفنادق والمساجد وغيرها".

واستدرك: "هذا لا يعني أنَّ المغرب لا يقبل على هذه الحرف، على العكس فأنا منذ ولوجي هذا المجال وأنا أعمل مع مختلف المؤسسات السياحية من منتجعات وفنادق ودور الضيافة فضلا عن الإقامات الخاصة والفيلات والمنازل في معظم الأحياء الراقية وحتى الهامشية والأحياء البسيطة والسكنية ، إضافة إلى أني متمسك جدا بهذه الحرفة التي لا أتقن غيرها ولا ارغب في القيام بشيء آخر، فأنا أعشقها منذ الطفولة واخترتها منذ الطفولة وحققت فيها نجاحا واسعا، ومنها يعيش عدد كبير من العمال الذين يساعدونني في ورشتي".

واسترسل محمد قائلا إنَّ "الحرفة التقليدية مهمة جدا فكما يقول المثل: الحرفة إن لم تغنِ فهي تشبع، وأنا لا أستطيع أن أبارح مكاني أو أغيرها فهي إرث بالنسبة لي ولا أستطيع أن أتركه أو أبيعها إلى غيري ولا أرغب حتى في عصرنته رغم أن هذا المجال عرف بعض التطور والتقدم وهذا شيء جميل وأستفيد منه أنا من ناحية الآلات وغيرها إلا أن الزخارف والنقوش والصناعة التي أقدمها بقيت محافظة عليها كما هي، رغم أني أدخلت عليها بعض التغيرات واللمسات الراقية التي تعتبر من بصمتي الخاصة".

واختتم: "أني مازلت أحافظ على الأصالة والعراقة المغربية المنبثقة من الثقافة المغربية والبربرية والتي اعتمدها في الأثاث و الديكورات ومختلف الإكسسوارات المكلمة للديكور في مختلف الفضاءات،  والتي تحقق إقبالا كبيرا من طرف الأفراد لاسيما زوار المدينة من مختلف الجنسيات وهذا بالنسبة يبقى كافيا وأكون سعيدا جدا عندما أرى سائحا يقدم على اقتناء قطعة من تصميمي وهو في غاية الفرح والسرور بها كونها تعتبر بالنسبة له تذكارا تاريخيا من المدينة الحمراء".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد عمر يتمسك بصناعة الأثاث التقليدي الخشبي ويرفض اعتزالها محمد عمر يتمسك بصناعة الأثاث التقليدي الخشبي ويرفض اعتزالها



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab