حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة
آخر تحديث GMT13:31:20
 العرب اليوم -

شعوب اخترعت المرحاض وأمضت حياتها بلا جيش

حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة

المنحوتات القديمة فى حضارة السند
لندن ـ كاتيا حداد

تعد حضارة السند من الألغاز التي حيرت علماء الآثار لعقود من الزمن، حيث ازدهر نهر السند الذي عرفته الثقافات الحضارية العظيمة منذ عام 2600 إلى 1900 قبل الميلاد ثم اختفى فجأة من السجلات التاريخية، ويُعرف القليل عن الناس الذين غادروا المنطقة دون أن يتركوا دليلا أثريا على الصراع، وكانوا يتواصلون بواحدة من أكثر الكتابات تعقيدا في العالم.
ويعتقد أحد الخبراء حاليا أننا على وشك الاقتراب من فك رموز هذه النصوص القديمة باستخدام التكنولوجيا الرقمية التي يمكنها إيجاد بعض النماذج في رموزها غير العادية، وأوضح مؤلف كتاب "حضارة السند الضائعة" أندرو روبنسون أن "البحوث تقدمت بشكل كبير بشأن الإمبراطورية".

حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة

وامتدت إمبراطورية السند لأكثر من مليون ميل مربع عبر سهول نهر السند بداية من بحر العرب حتى نهر الجانج، هو موقع باكستان وشمال غرب الهند وشرق أفغانستان حاليا، وعاش شعب السند الذين يمثلون نحو 10% من سكان العالم بجانب الأنهار  بسبب اعتمادهم على الأراضي الخصبة المروية سنويا، ولكن ما تبقى من مستوطناتهم يقع في منطقة صحراوية شاسعة بعيدا عن أي نهر متدفق.
وظل شعب السند منسيا حتى فترة العشرينات، وكشفت سلسلة من الأبحاث منذ ذلك الحين الثقافة الحضرية المتطورة وطرق التجارة الداخلية بها التي لا تعد ولا تحصى، واكتشفت حتى الآن أكثر من ألف مستوطنة من مستوطنات السند تغطي باكستان وشمال غرب الهند، وتعد أكبر مستوطنتين "موهينجو دارو" و"هارابا" بالقرب من نهر السند.

حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة

وذكر روبنسون في تقريره "ابتكر شعب السند المراحيض الأولى المعروفة في العالم والأوزان الحجرية المعقدة والقلائد المصنوعة من الأحجار الكريمة المحفورة بإتقان، وتضم لغتهم ما لا يقل عن 400 حرف، بالإضافة إلى 600 رمز متميز، بما في ذلك ما وصفه العلماء برموز unicorn، وعندما رأيت الأحجار المنقوشة أصبحت مغرما بها في أواخر الثمانينات، عندما كلفت بالبحث في نقوش السند من قبل شركة منتجة للأفلام الوثائقية".
ونشر العالم الأكاديمي بشكل جماعي أكثر من 100 محاولة لفك رموز هذه النصوص القديمة، وربما يقترب الباحثون الآن من اكتشاف معناها أخيرا، وعلى سبيل المثال اكتشف في الأعوام الأخيرة اتجاه الكتابة من اليمين إلى اليسار من خلال دراسة شكل الحرف في النقوش المختلفة.

حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة

وبيّن روبنسون أن الجامعة التقنية في برلين أنشأت أول نصوص هندوسية إلكترونية مجمعة وأتاحتها للجمهور العام، واستخدم عالم الكمبيوتر راجيش راو في جامعة "واشنطن" في سياتل، التحليل الرقمي لاكتشاف أنماط هذه الرموز، وحسب الفريق مدى العشوائية في هذه النصوص باستخدام لغة برمجة الحاسب "فورتران"، ووجد الباحثون أن لغة الهندوس متماثلة مع اللغة السومرية، ولم يصبح فك رموز اللغة مجرد لغز فكري، ولكنه أصبح متشابكا بعمق مع التاريخ الثقافي لجنوب آسيا.
وأضاف خبير الهندوس في جامعة "واشنطن" راجيش راو، في حديثه إلى "Ted Talk" أن "هذه النصوص أصبحت ساحة معركة بين ثلاثة أنواع مختلفة من الناس، ويعتقد النوع الأولى أن نصوص الهندوس لا تمثل أي لغة على الإطلاق، ويرى الفريق الثاني أن نصوص الهندوس تمثل اللغة الهندو أوروبية، بينما تظن المجموعة الثالثة أن شعوب الهندوس هم أسلاف الناس الذين يعيشون في جنوب الهند اليوم".

وبالإضافة إلى صعوبة فك رموز هذه اللغة، لا أحد يعرف حتى الآن سبب اختفاء هذه الحضارة العظيمة، وظهر رأي عام 2012 يشير إلى أن تغير المناخ أدى إلى انهيار حضارة السند القديمة منذ أكثر من 4000 عام.
وأثارت إحدى الدراسات نقاشا طويل الأمد على مصدر ومصير نهر "ساراسفاتي" المقدس في الأساطير الهندوسية، وعمل فريق دولي من الباحثين لمدة خمسة أعوام على إنشاء خرائط رقمية للتضاريس التي شيدت بواسطة نهر السند والأنهار المجاورة بالاستعانة بصور من الأقمار الصناعية والبيانات الطبوغرافية، وعنى الفريق بالحفر وفحص الخنادق المحفورة يدويا أيضا.

حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة

وذكر المؤلف المشارك  للدراسة "دوريان فولر" وهو عالم آثار في جامعة كلية لندن "عندما تجتمع لدينا المعلومات عن التاريخي الجيولوجي للمكان يمكننا إعادة النظر فيما نعرفه بشأن هذه المستوطنات، وتجلب هذه البيانات رؤية جديدة في عملية تحول السكان شرقا والتحول إلى مجتمعات زراعية صغيرة مع تراجع المدن في الأوقات الأخيرة في مستوطنة Harappan".
وتشير الدراسة إلى تراجع الأمطار الموسمية ما أدى إلى إضعاف النهر ولعب دورا حاسما انهيار ثقافة الهندوس، ولا يزال هناك الكثير ليتم كشفه عن هذه الحضارة العظيمة.
وأشار روبنسون إلى أنه "برغم اكتشاف العديد من النقوش في باكستان والهند إلا أنه لم يزد طول هذه النصوص عن 26 حرفًا، حيث تم حفر أقل من 10% من مواقع السند المعروفة، وتكمن الصعوبة في الطبيعة المضطربة سياسيا لهذه المنطقة بصرف النظر عن تمويل عمليات الحفر"، وفي حالة حفر المواقع المتبقية ربما يستطيع الباحثون فك أسرار نصوص السند.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة حضارة السند الغامضة تحير علماء الآثار بسبب المنحوتات القديمة



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab