يعلن الجمهوري جيب بوش الاثنين عن ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية الاميركية حاملا معه ارث شقيقه الرئيس السابق جورج بوش في العراق ومواقف مثيرة للجدل في السياسة الداخلية، وهو يأمل ان يجذب المؤيدين الذين رفعوا سقف توقعاتهم.
وبالنسبة لبوش، حاكم فلوريدا السابق، فان صلته الاسرية كابن وشقيق رئيسين اميركيين سابقين قد تشكل نعمة او لعنة على المستقبل السياسي الذي يطمح له.
وبالطبع تضمن له هذه الصلة ظهورا يفوق مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين. وبرغم ان وسائل الاعلام واستطلاعات الرأي وضعته على رأس لائحة المرشحين الجمهوريين للعام 2016، الا انه لم يرق حتى الآن الى المستوى المطلوب بأعين الناخبين.
وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي، اعلن جيب بوش انه يدرس خيار الترشح للرئاسة، وظهرت مؤشرات تشير الى احتمال هيمنته على المنافسة بين الجمهوريين، الا انه لم يثبت ذلك فعليا حتى الآن.
وتم تناقل معلومات، ناتجة عن تصريحات غير علنية لمساعدين لبوش لوسائل الاعلام وجامعي تبرعات، بان الهبات المستقلة لبوش في طريقها لتصل الى مئة مليون دولار بحلول نهاية حزيران/يونيو، ما يؤكد انه يحصل على دعم العديد من الممولين من اصحاب الملايين.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا عن مصدرين مقربين من حملة بوش "الحق في النهوض" انها قد تجمع ما يقارب المليار دولار.
واقحم جيب بوش نفسه في مأزق الشهر الماضي حين لم يفصح بشكل واضح عما اذا كان سيسمح بغزو العراق. واظهر ذلك ان قضية غزو العراق ستشكل واحدة من التحديات للمرشح الجمهوري اذ عليه تخطي ارث شقيقه جورج بوش وسياسته العراقية المكروهة.
وقال جيب بوش في تالين في استونيا الجمعة في رحلة الى اوروبا قبل اطلاق حملته الانتخابية "اتمنى ان تكون الرسالة واعدة ومتفائلة والا ترتبط كثيرا في الماضي".
واعلن بوش الاسبوع الماضي تعديلات في حملته الانتخابية اذ عين داني دياز كمدير للحملة بدلا من ديفيد كوهيل الخبير الاستراتيجي من ايوا الذي كان يتحضر لتولي هذا المنصب.
وكتب اريك اريكسون المحافظ في موقع "تاون هول" الالكتروني ان "جيب يواجه بعض المشاكل، اولا هناك الكثير من الطهاة في مطبخه الذين سيتفيدون مستقبلا حتى وان خسر" الانتخابات، في اشارة الى وجود الكثير من المستشارين الذين برزوا خلال الاشهر الاولى وذلك لتفادي انضمامهم الى حملات منافسة.
وتابع اريكسون ان المشكلة الثانية تكمن في اسم عائلته، اما "الثالثة فهي ان تصريحاته قبل وصوله الى منصب حاكم فلوريدا تختلف عن ادائه كحاكم فعلي اذ اظهر انه محافظ اكثر من شقيقه جورج بوش حين كان حاكما لتكساس".
وابهر سجل جيب بوش في فلوريدا الكثيرين الا انه غادر منصبه منذ ثمانية اعوام، ويشكك المحافظون في قدراته على اعتبار انه منذ انتهاء ولايته لم يقدم اي مشروع محافظ جذاب.
وقد تبعد قضيتان اساسيتان المحافظين عن جيب بوش، الاولى هي دعمه للتعديلات على سياسة الهجرة والتي تضعه الى يسار الجمهوريين، اما الثانية فهي دعمه لمبادرة معايير حكومية في نطاق التعليم ومرفوضة من المحافظين.
ومعركة جيب بوش الانتخابية في ولاية ايوا تحديدا تبدو صعبة. ففي هذه الولاية ستجرى اول انتخابات تمهيدية، وحيث وضع استطلاع رأي الشهر الماضي جيب بوش في المرتبة السابعة بين المرشحين الجمهوريين المعلنين والمحتملين.
اما على الصعيد الوطني، يتصدر بوش غالبية استطلاعات الرأي الا انه لا يمكن اعتباره المرشح القوي الذي توقعه الكثيرون.
وبحسب استطلاع للرأي لموقع "ريل كلير بوليتكس" حاز بوش على المرتبة الاولى بحصوله على 11,3 في المئة، الا ان الفارق مع المرشحين الستة الاخرين يصل الى 4%، ومن بينهم حاكم ويسكنسن سكوت والكر، الذي حاز على المرتبة الاولى في استطلاع ايوا.
لم يمارس جيب بوش السياسة يوما من مركز السلطة في واشنطن، وقد يواجه صعوبات في النأي بنفسه عن صلته العائلية برئيسين سابقين. لذلك فهو يحاول اظهار نفسه كرجل مستقل، اذ يسعى للقاء الناخبين في محاولة للتواصل معهم واقناعهم بان له استقلاليته.
وقال بوش في شريط مصور من 90 ثانية بث الجمعة "انا بحاجة لاشاطر ما في قلبي واظهار القليل من تجربتي في الحياة".
المصدر أ.ف.ب
أرسل تعليقك