احتفل الأردنيون الخميس، بعيد الاستقلال الواحد والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية، وشارك العاهل الأردني الملك عبد الله والملكة رانيا العبد الله، الاحتفال الرسمي الذي أقيم في قصر رغدان العامر، حيث عُرضت خلال الاحتفالية "حكاية الاستقلال"، التي أبرزت دور البناة الأوائل في تشكيل الدولة، ورسم معالمها على أسس راسخة قوامها العلم والمعرفة، والإيمان بقدرات المواطن الأردني وطاقاته، بوصفه رأس مال الدولة وعنوان تقدمها ورفعتها.
وتناولت الحكاية، التي قدمها الفنان الأردني حمد نجم، مفاصل مهمة في تاريخ الدولة منذ التأسيس، التي ارتبطت بالصبر والإنجاز والتضحيات والشهادة، والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية ونصرة الأشقاء والوقوف إلى جانبه، كما صاحب عرض "حكاية الاستقلال" مقطوعة موسيقية، وفيلم يبرز تاريخ الدولة الأردنية، ومفاصل مهمة لمراحل بنائها، وترسيخ عناصر قوتها.
وبإطلالة فنية تحاكي الماضي والحاضر، شهد الاحتفال مشاركة للفنانة اللبنانية سميرة توفيق، والفنانة الأردنية زين عوض، اللتين قدمتا أغنيتين وطنيتين "فدوى لعيونك يا أردن"، و"أردن للكوفية الحمرا"، وتم تقديمهما باللهجة الأردنية، إضافة إلى أغنية "بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل"، وهي أغنيات ترسخت في الوجدان الأردني عبر سنوات
طويلة،فيما قدم الفنانون عبير عيسى، وزهير النوباني، ونبيل صوالحة، وتيما الشوملي، ولارا الصفدي، وشايش النعيمي، مجموعة من المؤسسات الوطنية الرائدة، وكوكبة من الشباب الأردني المبدع، الذين حققوا نجاحات لافتة في شتى الميادين، وكان لهم دور بارز في مسيرة البناء والعطاء والإنجاز.
ورافق تقديم هؤلاء الفنانين عرض لأفلام سلطت الضوء على إنجازات هذه المؤسسات والشباب المتميزين والرياديين، فيما أكد عريف الحفل، الإعلامي الأردني مهند الخطيب، أن هذا الوطن ومنذ تأسيسه كان وما يزال حاضنًا ومحفزًا وداعمًا للإبداع والمبدعين، بقيادة هاشمية تؤمن بأن ثروة الوطن هو الإنسان.
ومن جانبه، أنعم الملك على مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز/ إربد، بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى، تسلمته مديرة المدرسة مريم المعابرة، وذلك تقديرًا لدور المدرسة الريادي كحاضنة للإبداع وتميزها بإعداد ورعاية طلبتها، الذين حققوا مراكز متقدمة على مستوى المملكة منذ تأسيسها عام 2002، حيث حصلت المدرسة وعبر سنوات متتالية على العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية، التي كان أخرها فوز فريق الروبوت وتتويجه بلقب بطل العالم في المسابقة العالمية للروبوت لعام 2017، حيث يعتبر أول فريق في العالم يحصد أربع جوائز في نفس المسابقة.
ومنح الملك منصة "إدراك"، إحدى مبادرات مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، تسلمه السيد نافذ الدقاق، تقديرًا لدور المنصة في رفد المجتمعات العربية بالتعليم النوعي المتميز، حيث تشكل هذه المنصة فرصة فريدة ومهمة أمام المتعلمين العرب، للالتحاق عبر شبكة الإنترنت بمساقات توفرها أفضل المؤسسات والجامعات
العربية والعالمية مجانًا، حيث تعد إدراك أول منصة عربية إلكترونية "للموكس" بالشراكة مع "إدكس"، وهي مؤسسة مشتركة بين جامعة هارفرد ومعهد ماسشوستس للتكنولوجيا، ويصل محتوى إدراك حالياً لأكثر من مليون مُتعلّم ناطق
باللغة العربية من مختلف أرجاء المنطقة، كما أنعم الملك على جوقة دوزان وأوتار، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن
الحسين للتميز من الدرجة الأولى، تسلمه السيد قسطندي متري منى، تقديرًا لإنجازات الجوقة الفنية والموسيقية المتميزة وتألقها في تمثيل الأردن على الساحة الموسيقية الدولية وتعزيز صورته التنافسية في هذا المجال، بالإضافة لجهودها النوعية في مجال العمل التطوعي والاجتماعي على المستوى المحلي، وأيضًا أنعم الملك على السيد أحمد رافع محمد الهنداوي، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثانية، تقديرًا لدوره الكبير وجهوده المميزة التي بذلها خلال فترة عمله في الأمم المتحدة، كأصغر وأول مبعوث أممي للشباب، في دعم قضايا الشباب وتسليط الضوء على مشاكلهم وتمكينهم وتبني السياسات التي تلبي طموحاتهم على المستويين المحلي والدولي، حيث يعد أنموذجا للشباب الأردني الواعد.
وفي سياق متصل، أنعم الملك على المرحوم خالد خليل عوض الله الشعيبات، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تسلمه نجله عبد الله، تقديرا لمسيرة المرحوم الرياضية المتميزة على مدار سنوات عديدة، والتي قاد خلالها المنتخب الوطني لكرة القدم، لتحقيق العديد من الإنجازات التي أسهمت في إحداث نقلة نوعية في رياضة كرة القدم في الأردن، وقد كان من اللاعبين المشهود لهم بالأخلاق والروح الرياضية العالية، كما أنعم الملك على المهندس ناصر حسين محمد صالح، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرًا لجهوده الريادية في تأسيس شركة مدفوعاتكم، والتي أسهمت في التسهيل على المواطنين من خلال عملية الدفع الإلكتروني، لتصل خدماتها لمعظم البنوك، كما توفر أكثر من300 خدمة متنوعة، وما يزيد عن 100 فرصة عمل للشباب الأردني.
وخلال الاحتفالية، أنعم الملك على مركز القنطرة لتنمية الموارد البشرية، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تسلمه كل من السيد ركان الرواد، والسيد محمد دويرج، تقديرا لإسهامات المركز المتميزة في دعم
المبادرات الشبابية في محافظة معان، حيث عمل، ومنذ تأسيسه، على تمكين الشباب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من خلال برامج بناء القدرات وتعزيز المهارات والمشاركة الشبابية ورعايتهم، فضلاً عن ترسيخ ثقافة التطوع لدى
الشباب، حيث استفاد من خدماته ما يقارب 5 آلاف شاب وشابة، كما أنعم الملك على السيد سديم زياد سالم قديسات، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرًا لإسهاماته النوعية في مجال البحث العلمي والطبي فيما يخص الكشف المبكر عن مرض السرطان، واختراعه جهازًا يعمل على إسقاط العينات في المختبرات الجينية في المستشفيات بشكل آلي، مما يوفر على المرضى الكثير من الوقت والجهد، كما أسهم أيضًا في تعزيز الدور الريادي للأردن في معالجة مرض السرطان على مستوى المنطقة، فضلاً عن جهوده التطوعية في مركز الحسين للسرطان.
وأنعم الملك على السيد سهيل سالم جريس بقاعين، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرا لجهوده الدؤوبة في إثراء الفن التشكيلي ومبادراته التطوعية، وخصوصاً تلك الموجهة لفئة المكفوفين، حيث أطلق مبادرة "قارئ اللون" بالتعاون مع أكاديمية للمكفوفين، والتي أسهمت في رفع قدرة الطلبة المكفوفين في التعبير عن مكنوناتهم وأحاسيسهم، بالإضافة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودمجهم بالمجتمع، حيث أصبحت مقتنياتهم الفنية حاضرة في العديد من الهيئات والمؤسسات والأكاديمية الأردنية والعربية، وذلك فقد أنعم الملك على السيدة سناء سالم شرقي قدحات، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرًا لجهودها التطوعية المتميزة، من خلال رئاستها لجمعية سيدات الينابيع الخيرية في محافظة عجلون، التي تقدم أفضل الخدمات للمجتمع المحلي من خلال بناء وصيانة المنازل، وقد استفاد من خدمات الجمعية ما يزيد على 500 أسرة فقيرة، وتعمل الجمعية على تنفيذ أعمال البناء والصيانة عبر فرق متطوعين من مختلف دول العالم.
ومنح الملك، السيد نور "محمد تيسير" طالب خريس، وسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرًا لجهوده الريادية ومساهمته بتأسيس منظومة الألعاب الإلكترونية في الأردن، حيث ساهم بإدارة الجانب التقني لمختبرات الألعاب الإلكترونية التي تم إنشاؤها بمبادرة ملكية من خلال صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية، وترأس فريق عمل الألعاب الأردنية، الذي أطلق بوابة لمحتوى مطور ألعاب الهواتف الأول في منطقة الشرق الأوسط، التي وفرت فرص التدريب للشباب وتطوير أفكارهم الإبداعية، كما أنعم الملك على السيد عبد الرحمن علي محمد الزغول، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرًا لجهوده الريادية في مجال تمكين وتشجيع الشباب على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، وتوفير فرص التعليم لأكثر من 500 فرد من الطلبة المحتاجين، بالإضافة لدوره المتميز في خدمة المجتمع والعمل التطوعي من خلال إطلاق مبادرة "الخبز من أجل التعليم"، التي تقوم على جمع الخبز الزائد وبيعه لتوفير منح دراسية للطلبة الفقراء، فيما أنعم الملك كذلك على المخرجة ساندرا الياس يوسف قعوار، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرًا لدورها في رفد المسيرة الفنية الأردنية، كمخرجة وفنانة ومنتجة، حيث فازت بالعديد من الجوائز، منها: جائزة أفضل إخراج من فئة السينما الدولية (لمرتين)، في مهرجان دلهي السينمائي الدولي في الهند، عن فيلم "ضوء" عام 2017، ولها الكثير من الأعمال والمشاركات المهمة عربيا وعالميا على صعيد الإخراج والإنتاج.
وفي نفس السياق، أنعم الملك على المهندس مؤيد محمد أحمد عوض، بوسام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرا لجهوده ومساهمته في الحفاظ على حياة عدد من المواطنين، حيث استند إلى علمه وفكره في قراءة مؤشرات ودلالات لتقييم حجم الخطر قبل انهيار مجموعة مباني في جبل الجوفة، حيث ضرب مثالاً يحتذى بحسه الوطني والإنساني، والحرص على المصلحة العامة، وكذلك فقد أنعم الملك على الطالبة جود صفوان محمد المبيضين، بميدالية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتفوق من الفئة الذهبية، تقديرًا لأفكارها الريادية والإبداعية، التي ترجمتها على أرض الواقع لتصبح أصغر روائية عربية، بعد أن أصدرت روايتها (جرح الياسمين) عام 2017، وكتاب (التحدي يليق بك/ أروع ما قرأت)، عام 2016. كما أنها صاحبة مبادرة (على عتبة كل باب كتاب) الهادفة إلى تشجيع القراءة للمساهمة في الوصول إلى جيل مثقف وواعِ، وفازت بالعديد من الجوائز العربية، كما شاركت في عدد من المعارض والمهرجانات الثقافية.
وأنعم الملك أيضًا على الطفلة إيمان ينال يحيى بيشه، بميدالية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتفوق من الفئة الذهبية، تقديرًا لأدائها الفني المتميز، وموهبتها في الغناء الأوبرالي، الذي مَكَّنَها من الفوز بواحدة من أهم المسابقات العربية، وحصولها على لقب نجمة برنامج المواهب العربية، لعام 2017، وهي في سن الثامنة من عمرها، كأصغر متسابقة تفوز بهذا اللقب.
وحضر الاحتفال عدد من السادة الأشراف، وكبار رجال الدولة من مدنيين وعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة، وعدد من ممثلي الفعاليات الشعبية والأحزاب والهيئات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.
أرسل تعليقك