هامبورغ - لينا العاصي
عرض دار شانيل الفرنسي العريق، بعد الكشف عن مجموعة " "Metiers d'Art" في عدة مدن أهمها روما وباريس، مجموعته الجديدة في مدينة هامبورغ الألمانية في قاعة Elbphilharmonie الشهيرة بأنها من أهم وأكبر قاعات الحفلات الموسيقية في العالم، وهذا العام تمثل الاحتفال الرابع عشر للبيت الباريسي، حيث تنظم "شانيل" هذه المجموعة لتكريم المشاغل والحرفيين الذين يزودونها بمختلف أنواع الأقمشة المطرزة والدانتيل، وتعد آخر مشاركة في تقويم الأزياء والذي يحدث قبل أيام قليلة من احتفالات عيد الميلاد.
وفي ديسمبر الماضي، قام كارل لاغرفيلد، المدير الإبداعي للعلامة، بتنظيم عرض وطني مبهج في فندق ريتز باريس الذي أعيد افتتاحه حديثًا، وكان العرض مؤثرًا بشكل مضاعف بمناسبة الذكرى العشرين لوفاة الأميرة ديانا، التي انتهت لحظاتها السعيدة الأخيرة هنا، ولأن كوكو شانيل قضت أعوامها الأخيرة في الفندق ذاته.
وهذا العام، انتقل مصمم الأزياء العالمي لاغرفيلد -مصمم شانيل الإبداعي- إلى مزيد من الأراضي الشخصية مع عرض في مسقط رأسه هامبورغ، والتي كانت بمثابة مصدر الإلهام له كعاصمة ثقافية جديدة لألمانيا، حيث أقيم معرض المنصة في إلبفيلهارموني، وهي قاعة هيرتسوغ ودي مورون الجديدة للحفلات الموسيقية، إنه مكان مذهل مع سلالم منحنية تحمل حشدًا متألقًا إلى قاعة الحفلات الموسيقية في قلب المبنى الذي أقيم فيه المعرض.
وعودة لاغرفيلد إلى مسقط رأسه في هامبورغ لم تكن بدافع الحنين إلى الجذور كما صرح، ولكن للاستفادة من كل المقومات الهندسية التي تقدمها دار الأوبرا الجديدة في المدينة، والتي قيل إن هندستها ومؤثراتها الصوتية تضمن الحصول على أنقى صوت ممكن على الإطلاق، فملابس البحارة في مدينة هامبورغ خلال ستينيات القرن الماضي شكلت مصدر الإلهام الأساسي لهذه المجموعة من التصاميم التي حافظت أيضًا على طابعها العصري بامتياز. وكنزات وجوارب صوفية سميكة، سترات ومعاطف تزينت باللمسات البحرية، تايورات من الصوف الملون وبالتأكيد تايورات التويد الأيقونية...حضرت جميعها في إطلالات العارضات.
أما أزياء السهرات، فتزينت بالتطريزات الأنيقة، الخيوط اللامعة، والخامات الشفافة بالإضافة إلى تفاصيل من الترتر ولمسات من الريش، وغطت جميع العارضات رؤوسهن بقبعات مستوحاة من أزياء البحارة تم لفها بأوشحة شفافة بطريقة مبتكرة، وجاءت الحقائب التي رافقت الأزياء مستوحاة أيضًا من حقائب البحارة والمستوعبات التي تُنقل فيها البضائع من وإلى ميناء هامبورغ.
مرة جديدة تبهرنا مجموعة Metiers d’Art بالحرفية العالية التي تتميز بها مشاغل هذه الدار الفرنسية العريقة، وذلك من خلال تقديم تصاميم تخرج عن حدود "اللحظوية"، التي تحكم عالم الموضة، لتبقى متألقة في كل زمان ومكان.
أرسل تعليقك