للمرة الأولى ديور تُبدع حقائب يد بخطوط فرنسية وشخصية سعودية
آخر تحديث GMT12:18:26
 العرب اليوم -

للمرة الأولى "ديور" تُبدع حقائب يد بخطوط فرنسية وشخصية سعودية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - للمرة الأولى "ديور" تُبدع حقائب يد بخطوط فرنسية وشخصية سعودية

دار «ديور» الفرنسية
لندن - العرب اليوم

كيف يمكن أن يتحول الفن إلى موضة تُعيد الاعتبار إلى منطقة بكاملها؟ وكيف يتحول إلى توثيق لمراحل مهمة من التاريخ الإنساني والاجتماعي والسياسي بلغة راقية وأنيقة؟ هذه وأسئلة كثيرة أخرى أجابت عنها الفنانة السعودية منال الضويان في لقائنا الافتراضي عبر كاميرا الـ«واتساب» منذ أيام. تأتي المقابلة نتيجة تعاونها مع دار «ديور» الفرنسية والذي أثمر عن ثلاث حقائب يد بخطوط فرنسية وشخصية سعودية بحتة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن منال هي أول فنانة عربية تدخل عالم الموضة من بوابة دار «ديور»، أو بالأحرى من خلال «ليدي ديور آرت»، وهي مبادرة فنية أطلقتها الدار منذ ست سنوات وتدعو فيها فنانين من كل أنحاء العالم لوضع لمساتهم على تصميمها الأيقوني «ليدي ديور». في شهر سبتمبر (أيلول) من 2020. تلقت منال الدعوة للمشاركة على أن يجهز تصميمها في عام 2021. تقول منال: «أول ما قمت به بعد الموافقة، أني اتصلت بأخواتي أسألهن المساعدة كوني لا أميل إلى الماركات العالمية بمعنى الـ(براندات) وكل أزيائي صناعة محلية. أخواتي في المقابل يتابعن خطوط الموضة العالمي بشغف». تستطرد أن الفكرة لم تكن فقط الاستفادة من خبرتهن، بل أيضاً حجة للتواصل معهن بشكل منتظم للخروج من العزلة الخانقة التي سببها الحجر الصحي. تقول: «صحيح أن عملي كفنانة يتطلب العمل الانفرادي في أغلب الأوقات، إلا أني اجتماعية، وعكس الصورة النمطية للفنان الانطوائي أستمتع بالعمل مع الناس وسماع قصصهم وتجاربهم في الحياة وهو ما تعكسه أعمالي الفنية عموماً». وربما هذا ما أثارها وحفزها للعمل مع فريق «ديور»، مشيرة إلى أن ما أعطى التجربة رونقها ومُتعتها «التعامل مع فريق يقدر الفن ويفهمه». فهو لم يتدخل أو يقم بأي محاولة للتأثير أو تقييد أفكارها، إلى درجة أنها تفاجأت بأن كل فكرة كانت تقترحها تُقابل بالترحاب ولم تكن تسمع سوى «وي... وي أليزي».

عندما بدأت ديور هذا التقليد منذ ست سنوات، كانت توفر للفنانين المتعاونين، وعددهم في كل عام 12 فناناً، فرصة زيارة ورشاتها ومتحفها الخاص إلى جانب معاملها الخاصة بالجلود والأقمشة، لكن في هذه السنة كل شيء جرى عبر عالم افتراضي. ومع ذلك فإن «الدار لم تُقصر أبداً»، حسب قول منال: «لقد تلقيت صناديق وصناديق تحتوي على نماذج وألوان متعددة من الجلود والريش والتطريزات لكي أختار منها. ورغم أنني في كل أعمالي أتعامل مع حرفيين سواء كانوا في مجالات السدو والحياكة أو نساجين ونحاتين، فإن تجربة التعاون مع حرفيي دار ديور وعن بُعد كان متعة من نوع جديد. ما إن كنت أشرح لهم وجهة نظري أو فكرتي حتى أراهم يعودون من المعمل باقتراحات يمكن أن تخدم هذه الفكرة. كانت العملية بالنسبة لي ساحرة على كل المستويات».

عندما أسألها إن كانت التجربة ستُدخلها عالم الـ«براندات» بما أنها استمتعت بالتجربة ترد ضاحكة: «ليس إلى هذا الحد، سأكتفي في الوقت الحالي بالتصميم، علماً بأني لست ضد الموضة ما دامت مصنوعة بحرفية وتتمتع بروح. كل ما في الأمر أني لا أميل إلى فكرة التشابه بدرجة تمحي شخصية الفرد وتميزه عن الآخر وتحول كل شيء إلى رمادي. كفنانة أنا أبحث دائماً عن هذا التفرد سواء كان في منظر طبيعي أو في حالة إنسانية. فمثلاً، لا أجد منظر عشر نساء يحملن نفس الحقيبة أو يلبسن نفس الأزياء في مناسبة ما مثيراً. من هذا المنظور، أفضل موضة تنسجها وتحيكها أنامل حرفيين يدويين وصناع موضة يهتمون بالتفاصيل الدقيقة. وربما هذا ما شجعني على التعاون مع «ديور أرت»، لأني آمنت بأنهم في هذا المشروع يهتمون بالجانب الحرفي والفني أكثر. ورغم أنها حقائب تحمل توقيع الدار، فإن هذا (اللوغو) يأتي في المرتبة الثانية بعد العمل الفني».

أول شيء انطلقت منه منال أنها اقترحت عليهم تغيير حروف «ديور» بأن تكتبها بالعربي. كان الأمر سابقة بالنسبة للدار الفرنسية، لكنهم وافقوا عليها دون تردد. «في البداية حاولنا استعمال الخط العربي لكني شعرت بأنه رغم كل جمالياته يبدو مفتعلاً لا يعبر عني، لهذا كتبت الحروف بخط يدي حتى تكون النتيجة أكثر واقعية ومصداقية» حسب قولها. كان الاتفاق الأولي أن تقدم تصميماً واحداً، لكنها وما إن بدأت برسم الاسكيتش، حتى تولدت لديها عدة أفكار وأشكال. الرسمة الأولى لم تتجسد كحقيبة في أرض الواقع لكنها فتحت الباب «لولادة ثلاث أفكار قدمتها لاختيار واحدة منها، ليأتيني الرد بأنهم أعجبوا بكل الاقتراحات، وإن كانت هناك إمكانية لتنفيذها كلها». ليس هذا فحسب، بل وافقوا على فكرة مختلفة تماماً لم تتوقع منال أن يتقبلوها، وكانت عبارة عن تصميم بعيد كل البُعد عن «ليدي ديور» التي تعتبر النجم الأول في مشروع «ليدي ديور آرت». تصميم على شكل منحوتة استلهمتها الفنانة من وردة الصحراء، وهو تكوين رملي نادر يتكون طبيعياً بفعل المحاليل المحملة بأكاسيد المعادن، التي عندما يتبخر الماء منها يترك أكاسيد على هيئة زهرة ببتلات متلاحمة. لا تخفي منال أن هذا الكريستال جزء من تاريخها الفني والإنساني كونه متجذراً في الذاكرة منذ الطفولة. فهو لا يوجد سوى في الصحاري، ومنها المنطقة الشرقية حيث وُلدت وترعرعت.

تقول: «وردة الصحراء كانت دائماً حاضرة في حياتي فلقد تربيت في أسرة يعمل معظم أفرادها في مجال البترول بأرامكو، فهم إن لم يدرسوا أو يتخصصوا في الجيولوجيا فهم يعشقون الصخور وأحجار الكريستال، لهذا كان من الطبيعي أن أسمعهم منذ طفولتي وهم يتغنون بخصائص هذه الأحجار وأشكالها. الآن أستعملها في العديد من أعمالي الفنية، لما توحيه لي من أنوثة وخصوبة وقدرة على التغير والتحول إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة». تقول هذا وهي تشير إلى أن حالات التغير جزء من فنها المستمد من بيئة سعودية غنية تركز فيه على تطور دور المرأة في المجتمع. وهذا ما تؤكده كل من حقيبتي «ذي بويز» أي الأولاد و«مشهد من طبيعة الفكر». هذه الأخيرة تتحدث فيها عن علاقة الإنسان بالمكان، استوحتها من صور لـ«تنكات» بترول التقطتها من منزل والدتها بالظهران منذ سنوات. وحتى تُخفف من صرامتها، أضفت عليها أشكال نخيل وحمامة، وكتبت على ظهرها كلمات «أموت في اللحظة وأعيش فيها». أما حقيبة «الأولاد» والتي يظهر فيها مجموعة من الشبان بالثوب السعودي، فلا تقل خصوصية أو احتفالاً بالهوية السعودية. عندما أذكرها بأن هناك خيطاً رفيعاً بين الاحتفال بالهوية والوقوع في مطب الفولكلور ترد باستنكار: «كامرأة سعودية وكفنانة، لا أنكر أن كل أعمالي مستلهمة من البيئة السعودية. في بداية حياتي العملية، أتذكر أن بعض الناس كانوا ينصحونني بأن أبتعد عن هذه البيئة إن أردت أن أكون عالمية، وكنت دائماً أرفض هذا النوع من التفكير لأنه يمحو الأثر أو الجانب الإنساني في العمل الفني». وتتابع: «الطريف في نظري الآن أنني مصنفة كفنانة معاصرة إلا أن أعمالي لم تعد معاصرة بقدر ما هي توثيق لتاريخ متطور سواء كان عن قيادة المرأة، أو عن المرأة والأمل وغيرها. وكما ترين فإني أستمد أعمالي من تجاربي الإنسانية لم يضطرني للتنازل، بل العكس أعتقد أن العالم تقبلني لهذا السبب تحديداً، بدليل أني دخلت هذا الميدان منذ عقود طويلة ولي معارض في كل أنحاء العالم. كل هذا من دون أن أنسلخ عن جلدي وبيئتي».

الصورة التي تجسدها حقيبة «ذي بويز» أو «الأولاد» أكبر دليل على قولها. فهي صورة تنتمي إلى مجموعة أعمال صدرت لها في عام 2016 وتلعب فيها على مفهوم الهوية السعودية الجديدة وعلاقتها بالماضي. بيد أن قصة هذه الصور الحقيقية تعود إلى عام 1962، عندما التقطها والدها ولاحقاً قدمها لها هدية ضمن صور أخرى بالأبيض والأسود وعمرها لا يتعدى الـ12 عاماً. أثارت اهتمامها منذ الوهلة الأولى، حيث كانت تلعب بها بتصنيفها حسب مواضيعها «مثلاً أضع صور الأفراد على حدة، وصور الطبيعة على حدة، وأخرى التقطها والدي في السعودية وأخرى في أميركا وهكذا... هذه الصورة كانت ولا تزال مصدر إلهام لا ينضب، وظهرت في الكثير من أعمالي ومعارضي. وكانت دائماً توقظ بداخلي تساؤلاً مُلحاً: «ماذا يحدث للذاكرة عندما تفقد القصة معناها أو صاحبها؟. هناك حلان لا ثالث لهما: إما أن تموت أو تعود للحياة بصوت جديد. هذه الصورة اكتسبت أهمية كبيرة بالنسبة لي في هذه الفترة تحديداً لما يشهده بلدي من تغيرات جُذرية. فعندما التقط والدي هذه الصور كان متوجهاً للدراسة في الولايات المتحدة، في فترة كانت فيها هوية جيله كلها موضع تساؤل. وأذكر أنه عندما عاد منها بدأ مثل العديد من أبناء جيله يلبس أزياء أوروبية. كان الاعتقاد السائد آنذاك، أنك إذا ارتديت أزياء تقليدية، فأنت إما غير متعلم أو تنتمي لطبقة فقيرة. الآن استرجعنا هويتنا بمعانقتنا موضة نابعة من تراثنا الإنساني. لم يعد ارتداء الأزياء التقليدية رمزاً للتخلف بقدر ما أصبحت منبع فخر ورسالة تحدٍ». تستدل على قولها بالعباءة التي تشهد حالياً إقبالاً كبيراً من قبل الفتيات رغم أنها لم تعد مفروضة عليهن اجتماعياً. الأزياء الرجالية وعلى رأسها الثوب أيضاً واكبت هذه النهضة والحركة الشبابية التي نجحت في استعادة هويتها.

قد يهمك ايضا 

حذاء "دي بلاير" D-Player الرياضي من "ديور" لمسة جديدة للأحذية الرياضية

"ديور" تعلن عن مجموعتها للألبسة الجاهزة للنساء لموسم ربيع وصيف 2022

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للمرة الأولى ديور تُبدع حقائب يد بخطوط فرنسية وشخصية سعودية للمرة الأولى ديور تُبدع حقائب يد بخطوط فرنسية وشخصية سعودية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
 العرب اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 07:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل
 العرب اليوم - حزب الله يطلق صواريخ من لبنان ويصيب 19 شخصًا في وسط إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
 العرب اليوم - حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 10:43 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
 العرب اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%

GMT 12:23 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد ضحايا فيضانات فالنسيا في شرق إسبانيا إلى 205
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab