بيروت- العرب اليوم
يشتهر لبنان بكونه من الوجهات السياحيّة الدينيّة المميّزة، خصوصاً أنه يزخر بالعديد من المعالم والمقامات الدينية التاريخية والمقدّسة العائدة لمختلف الطوائف والديانات. من بين هذه المعالم مزارات السيدة مريم العذراء المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، والتي ترتبط بالثقافة المحليّة والممارسات الدينية، وأصبحت مع الوقت تمثل أماكن مقدّسة ومحجّاً للمؤمنين، الذين يقصدونها للصلاة والتبرّك من مختلف أنحاء العالم. قد يكون الـتأمل والصلاة أكثر ما نحتاجه في هذه الأيام العصيبة، لذلك يُستحسن لنا أن نتعرّف معاً إلى 5 من أشهر مزارات السيدة العذراء في لبنان.
مزار سيدة لبنان - حاريصا
يُعدّ هذا المزار من الأشهر في لبنان والعالم، فهو يتميّز بموقعه فوق تلّة تُعرف بـ "تلة الصخرة"، ويتمتّع بمناظر خلابة وإطلالة ساحرة على خليج جونية.
بُني هذا المزار لتكريم العذراء مريم في العام 1908، ويضمّن تمثالاً كبيراً للسيّدة العذراء. صُنع التمثال في ليون من البرونز المصهور والمطلّي باللون الأبيض، وهو يتكوّن من سبع قطع، تمّ جمعها فوق القاعدة. يبلغ ارتفاع التمثال 7.5 أمتار، ويصل وزنه إلى 15 طنّاً.
وضع التمثال فوق بناء مخروطيّ، يلفّه درج لولبيّ، وفي جوفه مصلّى صغير يحتوي تمثالاً للعذراء من خشب الأرز. يزور هذا المزار آلاف المؤمنين من أنحاء العالم كلّها لما يُمثّله من قيمة دينية ومكاناً للدّعاء والتأمّل.
مقام سيدة زحلة والبقاع - زحلة
ما إن تصل إلى مدينة زحلة حتى يظهر أمامك تمثال سيّدة زحلة والبقاع، الذي يستريح فوق برج يُعدّ الأعلى في لبنان. شُيّد تمثال السيدة العذراء في العام 1968 بارتفاع ثمانية أمتار ونصف المتر، ليُشكّل معلماً مميّزاً من معالم مدينة زحلة. صمّم التمثال المصنوع من البرونز الفنان الإيطالي بياروتي، وتظهر فيه العذراء وهي تحمل على ساعدها طفلها، وبيمينها عنقود عنب، فيما الطفل يسوع يحمل بشماله ثلاث سنبلات قمح، ومن يمينه تنطلق البركة.
تحوّل مزار السيدة العذراء إلى محجّ للمؤمنين من مختلف الطوائف والمناطق، خصوصاً بعد أن أدرجته وزارة السياحة وكنيسته على لائحة المواقع السياحية الدينية في لبنان منذ العام 2018.
مزار سيدة المنيطرة - مغدوشة
هو عبارة عن برج عالٍ يصل ارتفاعه إلى 28 متراً، يعلوه تمثال برونزيّ للعذراء مريم، وهي تحمل طفلها على ذراعيها. صُنع التمثال في إيطاليا من البرونز الكامل، ويبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار ونصف متر المتر. في موقع البرج، كان ينتصب برج صليبيّ قديم، بناه الملك الفرنسي لويس التاسع. شُيّد المزار بجوار مغارة صغيرةٍ محفورة في الصخر، حيث يُعتقد أنّ العذراء مريم كانت تنتظر فيها عودة ابنها خلال جولاته التبشيرية في صور وصيدا ومنطقتهما.
في أسفل البرج، يوجد كابيلا جميلة، زُيّنت بلوحة زيتيّة كبيرة تمثّل العذراء مريم جالسة عند مدخل المغارة، والسيد المسيح في وسط الغمامة يضع يده على رأس ابنة المرأة الكنعانية التي شفاها، إضافة إلى مشهد راع يحمل على كتفيه نعجة، وهي التي سقطت في ثقب سقف مغارة المنيطرة، وساهمت في الكشف عنها. يُمكن رؤية المزار بوضوح من الطريق الساحلية التي تربط العاصمة بيروت بالجنوب.
مزار سيّدة المعبور - جزين
يقع مزار سيّدة المعبور في مدينة جزين، وهو عبارة عن تمثال "عذراء الحبل بلا دنس". يرتفع المزار أمام "معبر" جزين الذي حُفر في العام 1898، ليشكّل الممر الاستراتيجي والأساسي الذي يربط جزين بصيدا.
صمّم التمثال الفنان يوسف غصوب في العام 1955، وهو مصنوع من البرونز، ويصل وزنه إلى 1200 كلغ وعلوه يبلغ مترين و70 سنتيمتراً. أصبح المزار معلماً بارزاً من معالم جزين، وهو يجذب المؤمنين لزيارته من مختلف المناطق اللبنانية.
مزار سيدة الحصن - إهدن
يرتفع تمثال السيدة العذراء فوق قمّة جبل السيّدة، وتحديداً فوق كنيسة جديدة بُنيت بالقرب من كنيسة سيّدة الحصن التاريخية، التي تُعرف بـ"شفيعة إهدن التاريخية".
يُشرف التمثال على مدينة إهدن، ويُشكّل اليوم مع كنيسة سيدة الحصن مزاراً مريميّاً يقصده أهالي إهدن واللبنانيون والسيّاح من مختلف أنحاء العالم للتبرّك به وأخذ النعم. تحتوي الكاتدرائية الحديثة المستديرة الشكل على العديد من الأيقونات والرسوم المميّزة.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك