تُوفّر مجموعة جزر "Chausey" الفرنسية الصغيرة في خليج غرانفيل هذا الأرخبيل المحمي والخالي من السيارات قبالة ساحل نورماندي، مناظر بحرية ساحرة ومتغيّرة، إذ تتميّز بشواطئها الجميلة ذات الرمال البيضاء التي تدعوكم إلى الاستمتاع بالسباحة ومنازل الصيادين ومسارات للتجوّل سيرا على طول الساحل، ومناطق لصيد القشريات وحيواناته ونباتاته.
ويمتدّ إلى الأفق منظر طبيعي من النتوءات الصخرية التي ترتبط بقطع رملية منحدرة، والطحالب الخضراء الزاهية ومجموعات من الأعشاب البحرية الداكنة تتشبث بتلال الغرانيت، لكنّ هناك شيئا آخر يجعلها مكانا ساحرا إذ يصطدم الطين والرمل بين أصابع قدميك أثناء تجولك، مع رياح مياه البحر الباردة التي تلامح خديك، وصوت الطيور البحرية من حولك.
توجد جزر تشاوسي-Chausey على بعد 11 ميلا من غرانفيل في البر الرئيسي نورماندي، إنها أكبر أرخبيل في شمال أوروبا عند المد المنخفض، أي هذه الجزر ترى بعضا من أكبر المد والجزر في العالم، وهو ما يصل إلى 15 مترا خلال المد الربيعي، وهناك 365 جزيرة صغيرة ومع وجود مرشد خاص بك يمكنك المشي بين بعضها والاستمتاع بالمشاهد الخلابة والمناظر الطبيعية التي لا مثيل لها في العالم..
قد يندفع البحر بسرعة مذهلة، ويتدفق على طول قنوات متعددة، لذا في الصيف يمكنك التوجه إلى شاطئ غراندي جريفي الرملي الذي يكون خاليا من الازدحام في الكثير من الوقت.
ويمكن الوصول من جرانفيل إلى جزر "Chausey" عبر رحلة بالعبارة لمدة ساعة إلى Grande-Île، وهي أكبر جزيرة مأهولة بالسكان، وبعد ساعة من انطلاقك من غرانفيل، تظهر الجزر على شكل صخور في الأفق، وبعضها يخترق الماء بالكاد، ويمكنك تناول ما ترغب في القناة جنوب غراند إيل لتناول غداء من المحار المحلي والبيض مع قطع من الخبز الفرنسي، قبل أخذ الزورق لاستكمال الرحلة.
لا يتعدى طول Grande-Île 1 ونصف كم وعرض نصف كم فقط، لكنها غنية بمجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية مع ستة شواطئ رملية ومنحدرات وتلال مذهلة، ومع تتبع المسار الساحلي، ستدخل إلى عالم خالٍ من السيارات من الزهور البرية، والمنازل الريفية الرائعة.
يتدفق الفلاحون عبر الشجيرات، والفراشات تطير حولهم وتعد هذه الجزر المحمية غنية بالحياة البحرية، فهي موطن الدلافين ومستعمرات الطيور البحرية.
يذكر أنه منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى الخمسينات من القرن العشرين، كان هناك ما يصل إلى 500 من عمال المحاجر يعيشون هنا، حيث كانوا يستخرجون الجرانيت الذي كان يبني كل شيء من دير مونت سان ميشيل إلى أرصفة باريس.
واليوم أصبحت موطنا لعدد قليل من المقيمين الدائمين على الرغم من أن جحافل من الفرنسيين الموجودين في رحلات يومية يسافرون في الصيف وفي عطلات نهاية الأسبوع.
تاريخ جزر "Chausey" هو أبرز أوجه التنافس بين إنجلترا وفرنسا حيث كانت غالبا ساحة معركة على مر القرون، ويمكنك التجول بين الحصن الذي بناه نابليون في عام 1859.
في الحرب العالمية الأولى، والذي كان يضم 300 سجين ألماني ونمساوي ويعد اليوم موطنا لعدد قليل من عائلات الصيد وبين خط الساحل الذي يهيمن على إحدى الشواطئ الفارغة "شاتو" ويعود إلى القرن السادس عشر، والذي اشترته واستعادته شركة تصنيع السيارات لويس رينو في عشرينات القرن الماضي، وهو الآن مملوك ملكية خاصة.
بعد قضاء يوم في Grande-Île يعود معظم الزائرين إلى غرانفيل، وهي مدينة جميلة، مع متحف Christian Dior في منزل طفولته، وشواطئها الرملية الضخمة إلى الشمال ومنتجعاتها المغرية إلى الجنوب.
أرسل تعليقك