لندن ـ ماريا طبراني
تعدّ ألديرني واحدة من أصغر جزر القنال الإنجليزي التي تقع على بعد 14 ميلًا قبالة الساحل الفرنسي، وتتميز بصغر حجمها حيث تبلغ ثلاثة أميال طول ميل ونصف عرض، ويمكنك المشي بسهولة على مسارها الساحلي في يوم واحد. وتتمتع الجزيرة بالشواطئ الرملية المثالية للرحلات العائلية، إضافة إلى المرتفعات المذهلة و المناظر الطبيعية الخلابة، والصخور البحرية التي تعج بالطيور. مع نباتات الهيثر والغورس والشمس الساطعة في السماء الغائمة.
وعلى خلاف طبيعتها المذهلة إلا ان ألديرني لديها ماضي غير مشرق، ففي يونيو/حزيران 1940، تم إجلاء 1500 شخص من سكان الجزيرة قبل غزو الجيش الألماني. ومنذ ذلك الحين وحتى تحريرها في أيار / مايو 1945، كانت مقاطعة نازية، وحصنا سريا تقع فيه جميع أنواع الظلم بعيدا عن أعين الناس.
ويقال أن جميع الطيور تركت الجزيرة أيضا، وحلت محلها الكثير من الأسلحة، وقد أغرقتها الكثير من طلقات النار والدماء على أرضها. وقد تم شحن العمال العبيد بالآلاف لبناء حواجز دفاعية ملموسة ضخمة كجزء من جدار هتلر الأطلسي ضد الهجوم. وكانت هناك حصون، وخنادق مدفعية، ومعسكرات اعتقال نازية أيضا، الوحيدة في الأراضي البريطانية وقد تُوفي أعداد غير معروفة من السجناء، وألقيت أجسادهم في البحر. وكانت هناك أيضا أميال من الأنفاق تحت الأرض منحوتة من الصخور من قبل هؤلاء العبيد بالأدوات البدائية وأيديهم العارية.
ما كانت عليه بالضبط ما زال مجهولا، وقد كشف أحد الخبراء العسكريين المحليين، أن الأنفاق كانت تضم صواريخ V-2 تهدف إلى استهداف البر الرئيسي لإنجلترا على بعد 60 ميلا. ويبدو أن سكان جزر القنال ينقسمون إلى ما يمكن أن يقوم به هذا التاريخ الفريد لهذه الجزيرة التي تختلف كثيرا عن جزر القنال الأخرى المحتلة، حيث كان العديد من السكان يعيشون جنبا إلى جنب مع الألمان ولكن نتسائل هل هذا التاريخ قاتم جدا لدرجة تعرقل السياحة؟ هل من الأفضل التركيز على الرمال الذهبية، والمناظر الخصبة فقط؟ والإجابة هي اننا علينا أن ننسي ماضي ألديرني والتي بالتأكيد تحتوي على المزيد من المميزات جنبا إلى جنب مع اليخوت التي تملء الميناء، وفندق برايي بيتش المذهل الذي يطل على الخليج، وحتى السكك الحديدية المتاحة للتنزه. عليك أن تنسى الماضي والتركيز على الترفيه والمتعة. وفي معظم أوروبا، تم محو علامات الحرب وتم بناؤها من جديد، وهو ما تفتقده هذه الجزيرة الرائعة والتي ينصح بزيارتها للتمتع بأجواء صيفية مذهلة.
أرسل تعليقك