لندن ـ ماريا طبراني
رَوَت مُحرّرة صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، كلير ويب، تفاصيل رحلتها إلى مكان ولادة الزعيم الجنوب الأفريقي الراحل، نيلسون مانديلا، وقالت: "بعد السير في طريق ترابي لمدة 5 دقائق، وصلنا إلى منزل في دائرة، حيث منزل بيبتو بسمول بينك، هناك لوحة صغيرة معلقة من السياج السلكي، مكتوب عليها "Kwa Nokrimesi Homestay"، إنها العلامة الوحيدة التي تشير إلى أننا في المكان الصحيح، إنها القرية التي دفن فيها نيلسون مانديلا."
وأضافت كلير ويب: "الدجاج حولنا وصفوف الخضار الرائعة، ثم ظهر زوجان مبتهجان، قال زيميسيلي: "مرحبا بكم في كونو"، لم يتحدث كثيرا، حيث توجهنا إلى زوجته نوكسولو، وذهبنا إلى المنزل التقليدي، حيث ننتظر وجبة الغذاء، وهي سلطة البطاطس والشمندر والجزر الطازج، وأجنحة الدجاج الشهية، والسبانخ والأرز، والهريس، وصلصلة المهر، وهي الغذاء الأساسي الذي فضله مانديلا طيلة حياته"، وأشارت: "توجد كونو عبر واد في المراعي المتعرجة في كايب الشرقية التي تحدها جبال دركنسبورغ في الشمال والمحيط الهندي الصاخب في الشرق. ينتمي مانديلا إلى عشيرة ثيمبو الناطقة باسم خوزا، وولد في مكان قريب في قرية ميفيزو في العام 1918، حيث يترأسها الآن حفيده. انتقلت والدته إلى كونو، بعد خسارة والده أرضه وقيادته لصالح قاض من أصحاب البشرة البيضاء، حيث كتب مانديلا لاحقا الطبيعة كانت ملعبنا".
ولفتت: "ذهبت إلى منطقة الأكواخ التي كانت بها والدة مانديلا، حيث أكواخ الطبخ والنوم، وبجانبها المدرسة التبشيرية، والتي يحفر فيها صبي يبلغ من العمر 7 أعوام، اسم مانديلا على صخرة غرانيت، ويوجد هناك 3 مقابر دفن فيها أولاده، وحين تقاعد مانديلا عن العمل السياسي، عاد إلى كونو، وحين دخل ماديبا إلى غرفة مانديلا، كان من الممكن الشعور بوجوده، وقال زيميسيلي، مستخدما اسم عشيرته، كان ولد قروي مثلي، لقد أحب الحياة هنا لأنها هادئة وسلمية".
وأوضحت: "المنزل الذي عاش فيه مانديلا متواضعا، لا يشبه منازل الرؤساء السابقين، لكنه لا يزال أكبر منزل في المنطقة. يوجد له تمثال في المكان لكنه ليس مفتوحا للعامة، كما توجد إشاعات أن عائلته تفكر في السماح بالوصول إلى مكان دفنه، حيث إن القبور في جنوب أفريقيا مكان مقدس، يسمح بزيارتها في أوقات معينة. ويوجد متحف صغير في القرية يخص مانديلا، لكنه مغلق الآن، ويأمل السكان في أن يعاد فتحه في العام المقبل، حيث سيجلب المزيد من الزوار في ركنهم النائي في كيب الشرقية."
وذكرت: "خلال فترة الفصل العنصري، كانت هذه المنطقة تعرف باسم ترانسكي، وخصصت كوطن مستقبلي لشعب خوزا، في الواقع، كانت دولة صغيرة غير معترف بها بائسة ويائسه. وبعد مرور 100 عام على ولادة مانديلا، لا يزال العالم بعيدا عن مدينة كيب تاون العالمية وجوهانسبرغ، حيث يذهب السياح لشراء الهدايا التذكارية من مركز تجاري فخم في ساحة مانديلا، ويصطفون في طابور مع تمثال يبلغ طوله 20 قدما.. معظم المسافرين الذين يذهبون إلى كيب الشرقية يتمركزون في شواطئ بورت إليزابيث وبارات آرتي ومحميات الألعاب".
ولفتت: "من كونو، سنتجه شرقا لمدة ساعة ونصف الساعة، حيث التلال المورقة، المليئة بالأزهار والنعناع، هناك يوجد فندق مريح وشاطئ طويل، يسمى خليج القهوة على اسم سفينة مخطوفة كانت تنقل القهوة، وهو يتمتع بشعبية بين الرحالة المغامرين، حيث يمكنك المشي والدخول إلى القوس الطبيعي المحفور في الصخور، وتقول الأسطورة إنه كان طريق الهروب من عذراء جميلة هربت مع الميرمان، ويمكن سماع غناء البحر في ليالٍ عاصفة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
- "جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة
- جولة روتينية تكشف الوجه الآخر لضواحي جنوب أفريقيا
أرسل تعليقك