البوسنة تعيد بناء نفسها وتتحول إلى واحة سياحية
آخر تحديث GMT00:06:05
 العرب اليوم -

حاضنة الجوامع والكنائس من يشرب من مائها لا بد أن يعود إليها

البوسنة تعيد بناء نفسها وتتحول إلى واحة سياحية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البوسنة تعيد بناء نفسها وتتحول إلى واحة سياحية

البوسنة
سراييفو - العرب اليوم

على مدى سنوات، كان الوضع في جمهورية البوسنة والهرسك ملتبساً، وكانت الأخبار التي تأتي من العاصمة «سراييفو» في بداية التسعينات غارقة بمآسي الحرب والحصار. لكن الحال تغير الآن، بعد أن أعادت هذه العاصمة بناء نفسها من جديد، وتحولت إلى واحة مسالمة تستحق الزيارة لمن يريد أن يتعرف على تعدد الثقافات والأديان، ويقف عند جمال الطبيعة الكامن في ثناياها الغافية على نهر «ملجاشا»، وترتمي في أحضان وادي خلاب تحيط به الأشجار من كل جانب وتطوقه  جبال الألب ولا شك أن الزيارة ستكون فرصة للسائح للتعرف على تاريخ المدينة، حيث تلوح من بعيد المساجد القديمة، وعلى رأسها مسجد غازي هوسريفي بك، الذي يعد تحفة معمارية نادرة، وحيث تربض الكنائس الرومانية العتيقة والبنايات ذات الطراز النمساوي الهنغاري.

ولعل هذا ما دعا إلى إطلاق لقب «قدس أوروبا» على سراييفو. فإلى جانب أمانها، توجد فيها طيور الحمام في كل ركن وزاوية، ويعمل أهل المدينة في الحرف اليدوية التقليدية بصمت وكبرياء، وكأنهم قد خرجوا من بطون واحدة من الحكايات القديمة؛ لا يطلبون من السائح الشراء، بل يدعونه كي يتمعن في السجاد وفنون النحاس والخشب والفضة والتطريز وصناعة الحلويات التقليدية، ويتركون له حرية الفرجة. أما في المقاهي المنتشرة في كل مكان، فإن الخدمة والنظافة وتنوع المشروبات الساخنة والباردة تغري بـالجلوس والتفرج على هذا العالم المسالم بكل معالمه التي تدعو للاسترخاء والدعة.

حضارات متناغمة وناس يعملون بصمت

تقع العاصمة سراييفو في قلب البلقان، وهي مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة، أكثر من نصفهم من المسلمين. وسط المدينة، يجد السائح لافتة كتب عليها «مجمع سراييفو للثقافات». وإذا اتجه شرقاً، يجد نفسه في سراييفو العثمانية ذات الغالبية المسلمة، التي يعود تاريخها إلى أساس نشوء المدينة في القرن الخامس عشر الميلادي. أما إذا اتجه إلى الغرب، فإن المشهد يتغير تماماً، حيث تبدو أمامه البنايات ذات الطراز المعماري النمساوي المجري التي تطوق المكان كما السوار. وما بين هذين الاتجاهين، تتوزع العاصمة على تاريخين منفصلين، ولكنهما متناغمين، ولا بد أيضاً من زيارة المنطقة المحيطة بمركز العاصمة، والسير في شارع «فرهادجيا»، وزيارة الحي القديم، حيث أماكن التسوق والبازارات والمطاعم والمقاهي ومحلات بيع البوظة والحلويات، والمشي نحو حي «ماريين دفور»، حيث تلوح بناية البرلمان ونزل «هوليداي إن سراييفو».

ويمكن التنقل في المدينة باستخدام الترام رقم 3 الذي يأخذ السائح عبر شرق وغرب المدينة بأوقات منتظمة وأسعار زهيدة، ولا تفوته أيضاً تجربة مياه الينابيع الأنقى في العالم، وهنا يقول الناس: «من يشرب من ماء سراييفو، لا بد أن يعود إليها مرة أخرى»؛ وكثيرون يعودون لها مرة أخرى، ولكن ليس بسبب الماء بالتأكيد.

1- برنامج السائح في سراييفو

جولة في مدينة «باشاريشيا» القديمة

لا يمكن زيارة سراييفو دون التجول في شوارع المشاة الرخامية في حي باشاريشيا التاريخي، فهو يعد نقطة الجذب السياحي الرئيسية للتعرف على مدينة بُنيت في القرن الخامس عشر الميلادي، وأصبحت اليوم بنصف حجمها الحقيقي، بسبب ما واجهته من حروب على مر التاريخ. ويقع هذا الجزء على الضفة الشمالية لنهر ميلجاكا، ويضج بالمتاجر والمطاعم والبازارات والمساجد، ويمكن شرب الماء النقي من النافورة الحجرية، والتمتع بمشاهدة فنون الخشب في ساحة السوق القديمة، إضافة إلى التجول في الشوارع الضيقة التي تقدم أنواع الطعام والحلويات التقليدية التي يصنعها عمال مهرة توارثوا المهنة عن أجدادهم.

2- السير على الجسر القديم Mostar Bridge

يعود تاريخ هذا الجسر إلى عصور قديمة، وكان يعد واحداً من أكبر الأقواس في العالم. أعيد بناؤه في القرن السادس عشر في مدينة موستار على نهر نيريتفا ليربط بين شطري المدينة. وقد تم تدميره في عام 1993 بسبب الحرب، وأعيد ترميمه وافتتاحه في 2004، وهو مدرج حالياً في قائمة اليونيسكو، لما يمثله من بقايا العمارة الإسلامية في منطقة البلقان، وما يحمله من تفاصيل رائعة وضعها المصمم المسلم حير الدين، الذي استغرقه تنفيذها نحو تسع سنوات. ويُعتقد أنه قد بني من ملاط مصنوع من بياض البيض، ويقال إن كلفة بنائه قد وصلت إلى ثلاثمائة ألف درهم من الفضة

3- الدخول إلى متحف نفق الأمل (Tunnel of Hope Museum)

عبارة عن نفق يبلغ طوله 800 متر. وقد تم حفره خلال الحصار الذي شهدته العاصمة سراييفو (من 1992 إلى 1996). وقد تمت العملية في سرية تامة بالأيدي، ودون ضجيج، خوفاً من افتضاح أمره، لا سيما أنه يقع تحت مدرج مطار كانت تحتله القوى المعادية في هذه الحرب. وكان هذا النفق بمثابة طوق إنقاذ للناس المحاصرين في المدينة، لأنه يربط سراييفو بجبل إيغمان الذي لا يخضع للحصار. وبذلك، تحول هذا النفق إلى شريان الحياة للناس في ذلك الوقت، يزودهم بالأكل والشرب والأدوية. والآن، تحول هذا النفق إلى متحف يروي الحكاية عن طريق لقطات فيديو ومعارض ومقاطع صوتية. ويمكن للزائر التجول داخله، والتعرف على الطريقة التي نجا بها الناس من المجاعة والموت، ويمكن أيضاً الدخول إلى المتحف، حيث تستغرق هذه الرحلة بضع ساعات بواسطة سيارة خاصة تتسع لثمانية أشخاص، وبأسعار معقولة.

4- زيارة الآثار في هاسليهان

هي بقايا آثار قديمة في وسط المدينة، تعود إلى جزء من نزل للمسافرين تم بناؤه في عام 1543، ويضم غرفاً تستوعب نحو 90 نزيلاً من التجار مع بضائعهم، لأنه مزود بقاعات لشحن وتفريغ هذه البضائع، مع إسطبلات تتسع لسبعين حصاناً. وهنالك فكرة لإعادة بناء نسخة طبق الأصل من هذا النزل، وتحويله إلى فندق مستقبلاً. ويحيط بهذا النزل بازار صغير مسقوف بالخشب يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، تتوزع فيه دكاكين صغيرة تبيع القطع اليدوية المصنوعة بحرفية ومهارة، وبعض الأزياء الرجالية والنسائية التي تحمل توقيع مصممين محليين شباب، إضافة إلى المجوهرات المصنوعة يدوياً. وكانت النجمة بيونسيه قد اشترت إحدى هذه القطع في أثناء زياراتها للمدينة، وظهرت بها في أغنية «Spirit».

5- مدينة كونيتش

هي واحدة من جواهر البوسنة والهرسك وأقدم مدنها، وتقع في جنوب غربي العاصمة سراييفو. وتتميز بطبيعتها المدهشة، وجسرها الحجري القديم الذي يربط ضفتي نهر نيريتفا ومتاحف فنون الخشب المدرجة في قائمة اليونيسكو. ويوفر نهر المدينة فرصاً للسائح لممارسة رياضة التجديف في المياه البيضاء، ورياضة المشي لمسافات طويلة، وصيد سمك السلمون المرقط، والرياضة المائية في بحيرتين قريبتين. وتوجد خارج المدينة بعض المتاحف والمعارض التي تقدم لمحات عن التاريخ السياسي القديم لجمهورية البوسنة والهرسك منذ عهد الرئيس تيتو.

ويمكن زيارة المدينة باستخدام القطار المنطلق من سراييفو، وبتذكرة ذهاب وإياب لا تتعدى 6 جنيهات إسترلينية، وغالباً ما يكون الشارع الرئيسي في المدينة مغلقاً أمام حركة المرور، عندما يزدحم بالسياح أو السكان المحليين الذين يبيعون سلعهم في السوق على طول النهر.

6-تذوق الطعام البوسني وشرب الشيشة

سراييفو من أهم العواصم العالمية التي يجد فيها السائح ما يناسبه من الطعام بسبب التنوع في الطعام الشرقي والأوروبي. وسواء اتجه السائح إلى المطاعم الراقية أو الشعبية، فإن مستوى النظافة هو نفسه، وكذلك الحال مع الحرص على استخدام أفضل أنواع اللحوم والخضراوات الطازجة. ويمكن تجربة طبق بوسني نموذجي، مثل «apevapi» أو«ćevapčići»، وهو سجق من اللحم المفروم المشوي المتبل، يقدم مع الخبز الحار، أو طبق لحم الرافيولي بالكريمة الحامضة والثوم، أو طبق ساراجفسكي ساهان، المصنوع من الفلفل والبصل المحشو مع مكعبات طرية من لحم العجل. وأخيراً، يمكن التحلية بطبق «تفاهيجا»، وهو عبارة عن تفاحة مخبوزة محشوة بالجوز المفروم، ومغطاة بالكريمة وصلصة الشوكولاته. وتوجد كثير من المطاعم قرب مسرح سراييفو الوطني، تقدم الأكلات البوسنية الشعبية، مع الشاي والقهوة وعصير العنب الطازج، كما أنهم يفخرون بصناعة أفضل أنواع البقلاوة المحشية بالمكسرات أو القشطة والمربى والفواكه المجففة، مع نوع من الحلوى الشعبية التي يسمونها «هلفة». ويمكن أيضاً شرب الشيشة، ولعب طاولة الزهر، وتناول الشاي والقهوة المنكهة بحبات الهال، في كثير من المقاهي الشعبية المنتشرة في الشوارع والأزقة الضيقة.

7- القيام بجولات سياحية مع دليل

وتتوفر الفرصة للقيام بجولات سيراً على الأقدام مع دليل. وتنطلق هذه الرحلات من مركز سراييفو، وتأخذ السائح إلى أغلب مناطق المدينة، بشقيها الإسلامي والأوروبي، مع تناول الفطائر والمشروبات الساخنة والباردة، ثم تعود به إلى نقطة الانطلاق نفسها.

التكلفة: 28 جنيهاً إسترلينياً.

- يمكن تناول وجبة العشاء مع عائلة بوسنية، وتذوق الطعام المنزلي التقليدي والحلويات الشعبية والقهوة، مع فرصة للتحاور مع أفراد العائلة، وتوفر سيارة مريحة تأخذ السائح من مكان إقامته وتعود به أيضاً.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

اكتشاف بحيرة على ارتفاع 11 ألف قدم في جبال الألب يُثير قلق العلماء

جبال الألب الوجهة الشتوية الأكثر جذبًا لمحبي ومحترفي التزلج

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البوسنة تعيد بناء نفسها وتتحول إلى واحة سياحية البوسنة تعيد بناء نفسها وتتحول إلى واحة سياحية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي
 العرب اليوم - تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab