شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن
آخر تحديث GMT21:04:06
 العرب اليوم -

مع انطلاق المفاوضات مجددًا بين زعيمي شطري الجزيرة

شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن

شواطئ فاروشا المهجورة
نيقوسيا ـ كارلا أبو شقرا

يأمل السكان السابقون لشواطئ فاروشا المهجورة، قرب فاماغوستا، أن تعود كما كانت منذ أربعين عامًا قبلة للسياح في قبرص، خصوصًا مع انطلاق مفاوضات السلام مجددًا الجمعة بين زعيمي شطري الجزيرة المقسمة.

وتمتد الأسلاك الشائكة على كيلومترات عدة، ويمنع الجيش التركي الوصول إلى "ريفييرا قبرص" أو "سان تروبيه القبرصية" السابقة الشهيرة بمياهها الفيروزية ورمالها البيضاء.

وتطغى البيوت المهدمة والمباني المهددة بالانهيار على المشهد، والخراب نفسه في كل مكان، محطة الوقود ليست سوى هيكل من الخردة الصدئة، الوضع مهمل جدا، الأعشاب تغطي الطرقات، وتغزو واجهات المباني السكنية التي كانت توصف يوما بالفاخرة.

كانت فاروشا، الحي الأكبر في فاماغوستا حيث كان يسكن 45 ألف شخص، تعتبر "لؤلؤة" قبرص، صوفيا لورين كانت تملك منزلا هناك، والسياح، خصوصا من الدول الاسكندينافية، كانوا يتسابقون للاستمتاع بشواطئها ومياهها البلورية.

لكن في عام 1974 غزت القوات التركية الثلث الشمالي لقبرص بعد انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بهدف ضم قبرص إلى اليونان، ما تسبب في هروب القبارصة اليونانيين إلى الجنوب،  أما منازلهم التي تركوها في "جمهورية شمال قبرص التركية" فاحتلت تدريجيا من قبل القبارصة الأتراك أو الأتراك، وأغلق الجيش التركي فاروشا بالكامل وشيد حولها سورا، مانعا أي كان من الوصول إليها.

وشكلت خسارة فاروشا صدمة للقبارصة اليونانيين، ويتذكر جورج فيالاس الذي كان يبلغ من العمر 18 عامًا في 1974 قائلا "لقد كانت أفضل سنواتي، سنوات الحرية"، وأضاف: "كنا حقا شبابا مرحا، لدي ذكريات لأصدقاء يتنقلون بين الملاهي الليلية كل أحلامنا تلاشت" بالغزو التركي.

اميلي ماركيديس فقدت منزل الطفولة أيضا، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المدينة عن "مطاردتها"، تقول هذه الخمسينية انه إلى جانب الشواطئ الرائعة والحياة الثقافية "ما كان مميزا جدا في فاروشا وجود أشجار البرتقال والياسمين في كل مكان".

واقتناعا منها بأن المدينة ستعود إلى سكانها يوما ما، قدمت مشروعا عام 2006 للأمم المتحدة بدأ يتبلور قبل عامين بتحريض من ابنتها فاسيا، وتستند فكرة المشروع على تحويل فاماغوستا إلى مدينة بيئية بمجرد التوصل إلى اتفاق بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك لإعادة فتح فاروشا.

 ويعمل معماريون ومهندسون واقتصاديون ودعاة حماية البيئة، الذين يسكنون على جانبي "الحدود" معا على هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم مدينة فاماغوستا البيئية.

ووفقا لماركيديس: "سيتم هدم معظم المباني؛ لأنها معرضة للانهيار"، لكن الكيلومترات الست المربعة التي تمتد عليها فاروشا، تشكل "فرصة فريدة" لإنشاء "مدينة ذكية"، عبر الاستفادة من موارد الجزيرة، كالشمس، أو شبكة السكك الحديد الموجودة في فاماغوستا.

والفكرة تكمن أيضًا في تجنب أخطاء التخطيط التي ارتكبتها قبرص، خصوصًا في فاروشا، حيث كانت تحرم المباني من الشمس منذ منتصف النهار، وإذا اتخذ قرار إعادة فتح فاروشا، فإنَّ الجدل والنقاش مستقبلا سيكون حول ماذا يجب إزالته؟ من سيملك ماذا؟ ومن سيمول إعادة الإعمار، المالكون؟ أو تركيا التي تعتبر مسؤولة عن تدهور المكان؟ أم المستثمرون؟

وإذا كان تقييم تكلفة إعادة البناء قبل أن يتم السماح للخبراء بدخول فاروشا "صعبا للغاية"، فإنَّ الخبيرة الاقتصادية فيونا مولن تؤكد أنَّ التقديرات تشير إلى مبالغ حجمها خمسة مليارات يورو لإعادة إعمار فاروشا وحدها، وتصل إلى حوالي 15 مليار يورو لمشاريع التنمية الضخمة.

ورغم القلق الناجم عن إمكانية التغيير في فاماغوستا، فإنَّ غالبية الناس التي تعبت من العيش قرب مدينة ميتة والحرمان من دخول أجمل شواطئ المدينة، تأمل في إعادة فتح فاروشا؛ ولكن بحسب فيالاس، حتى لو حصل الاتفاق، فسيستغرق الأمر ما لا يقل عن خمسة إلى سبعة أعوام لإعادة الإعمار.

 

       

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن شواطئ فاروشا المهجورة أمل بعيد يتراكم على جدران الزمن



GMT 08:19 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 06:17 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab