يشهد مجال التصميم الداخلي، حالياً، تحولاً ملحوظاً، بفضل التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي (AI). وتظهر أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل: «ChatGPT»، و«Midjourney»، كأدوات قوية، تُحدث ثورة في الطريقة التي يتعامل بها الأشخاص مع ديكور منازلهم.
وتستفيد أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه من قدرات التعلم العميق، ومعالجة اللغة الطبيعية؛ لتوفير المساعدة والتوجيه والإلهام، التي لا تقدر بثمن لدى أصحاب المنازل، ما يجعل عملية التصميم الداخلي أكثر كفاءة وإبداعاً وتخصيصاً.
يقدم جيمس ميلان - ماتوليفيتش، المدير الإبداعي في استوديو التصميم الرقمي «Bobbi Beck»، نصائح إلى أصحاب المنازل، ومصممي الديكور الداخلي، المهتمين بتسخير هذه التكنولوجيا الجديدة؛ لإعادة تصميم مساحاتهم.
ويوضح ماتوليفيتش أن «التقدم السريع للذكاء الاصطناعي يعني أنه يتم إطلاق العشرات من أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة كل يوم. ومع ذلك، فإن معظم هذه الأدوات بدائية إلى حدٍّ ما في أحسن الأحوال، وغير قابلة للاستخدام في أسوأ الأحوال، وغالباً تتنكر في شكل ذكاء اصطناعي؛ لتبدو أكثر ابتكاراً مما هي عليه في الواقع». وسط هذا الحجم الهائل من الأدوات، لا يوجد سوى عدد قليل مختار من الأدوات الثورية حقاً، والقوية بما يكفي لتغيير طريقة تصميمنا، وتزييننا للديكورات الداخلية. وهناك أداتان بارزتان في ثورة الذكاء الاصطناعي هذه، هما: «Midjourney»، و«Chat GPT».
نظرة على «Midjourney»
أداة ذكاء اصطناعي؛ لتحويل النص إلى صورة. وبدلاً من البحث في قاعدة بيانات الصور الموجودة مسبقاً، فإنه يقوم بإنشاء صور جديدة تماماً، بناءً على المطالب النصية. ويحقق ذلك من خلال الاعتماد على مجموعة بيانات تدريب واسعة من الصور من الويب، باستخدام هذه المعلومات المرجعية؛ لإنشاء صور فريدة؛ بناءً على طلبات المستخدم.
ويمكن الوصول إلى «Midjourney»، من خلال «Discord»، وتعمل كغرفة دردشة عبر الإنترنت، ما يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع روبوت «Midjourney»، وتقديم طلبات بالصور التي يرغبون في رؤيتها. إنه يتفوق في توفير الإلهام البصري، خاصة لمفاهيم التصميم الفريدة، التي قد لا تحتوي على صور مرجعية متوفرة بسهولة.
على سبيل المثال، إذا كنت تتخيل «غرفة نوم متوسطية فاخرة باللونين الأبيض والأزرق»، لكن لا يمكنك العثور على الإلهام في المنصات التقليدية، مثل: «Instagram»، أو «Pinterest»، فيمكنك أن تطلب من «Midjourney» إنشاء صورة؛ بناءً على هذا الوصف. إنه قادر على تقديم تفسير دقيق، ما يسمح لك بتحسين أفكارك من خلال مطالبات مثل «غرفة نوم رئيسية فاخرة ذات تصميم متوسطي باللونين الأبيض والأزرق»؛ مع تأثيرات الطراز العربي أو غرفة النوم الرئيسية الفاخرة مع تصميم البحر الأبيض المتوسط باللونين الأبيض والأزرق؛ أو بتأثيرات النمط الكلاسيكي الجديد.
وعلى الرغم من أنها ليست أداة بحث عن الصور، فإن كل صورة ينشئها المستخدمون تذهب إلى مكتبة المشاع الإبداعي، ما يسمح للمستخدمين بالبحث عن الإلهام في التصميم الداخلي؛ استناداً إلى الصور التي تم إنشاؤها بواسطة «Midjourney». والجدير بالذكر أن هذه الواجهة خالية من الإعلانات، وغالباً توفر نتائج أكثر صلة؛ مقارنةً بالمنصات التقليدية.
ومع ذلك، هناك قيود على «Midjourney»، فهو ليس مجانياً، حيث يبدأ سعر الاشتراك فيه من 10 دولارات شهرياً. وهو يتفوق في مفاهيم التصميم الواسعة، لكنه قد يواجه صعوبة في تفاصيل محددة، مثل: الأثاث، والألوان، كما أنه ليس بديلاً عن أدوات تحرير الصور مثل «Photoshop»، وقد تنتج عنه تناقضات بصرية في الصور المعقدة.
نصائح «ChatGPT»
هو برنامج دردشة تفاعلي، اكتسب شعبية واسعة منذ إطلاقه في نوفمبر 2022. وعلى عكس «Midjourney»، الذي يركز على إنشاء الصور، يتخصص «ChatGPT» في تقديم نصائح مخصصة للتصميم الداخلي.
ويمكن للمستخدمين وصف تخطيطات غرفهم وأبعادها، ويمكن لـ«ChatGPT» اقتراح ترتيبات الأثاث، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل، مثل: نقاط الاتصال، وتدفق حركة المرور، والتوازن. فهو يساعد المستخدمين على استكشاف أنماط الديكور الخاصة بهم، وتحسينها، ويقدم الأوصاف والإيجابيات والسلبيات، وأمثلة لأنماط مختلفة.
كما يتميز «ChatGPT» بنصائحه المتعلقة بالغرفة والمشروع، حيث يقوم بتصميم توصيات؛ وفقاً للمعلومات المقدمة من المستخدمين. على سبيل المثال، يمكنه الإجابة على أسئلة مثل «كيف يمكنني أن أجعل حمامي الصغير أكثر إشراقًا؟»، مع نصائح محددة، وقابلة للتنفيذ.
وعلى الرغم من أن «ChatGPT» يتفوق في تقديم نصائح التصميم الشخصية، فإنه لا يتنبأ بالاتجاهات المستقبلية، كما أنه ليس بديلاً عن مصممي الديكور الداخلي المحترفين. ولا يتعامل مع مهام، مثل: تنسيق قوائم التسوق، أو إدارة الميزانيات، مع التركيز - بشكل أساسي - على أفكار وإرشادات الديكور في المراحل المبكرة.
باختصار.. يعد كلٌّ من «Midjourney»، و«ChatGPT» من الأدوات القيمة للمراحل الأولية للتصميم الداخلي. ويتفوق «Midjourney» في توفير الإلهام البصري، ويمنح واجهة نظيفة، وخالية من الإعلانات؛ لتصفح الصور التي ينشئها المستخدم. من ناحية أخرى، يقدم «ChatGPT» نصائح تصميمية مخصصة، تناسب الاحتياجات الفردية. ومع ذلك، لا يمكن لأيٍّ من الأدوات أن تحل محل الإبداع والخبرة، اللذين يتمتع بهما مصممو الديكور الداخلي من البشر، حيث يظل الديكور مسعى إبداعياً متجذراً في التعبير عن الوظيفة والشكل.
وفي السياق ذاته، يؤكد ماتوليفيتش الأهمية المستمرة للطاقات البشرية في مجال التصميم الداخلي. وفي حين أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعزز العملية، فإن البراعة الفنية الحقيقية للتصميم، تظل مسعى إنسانياً فريداً.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الإضاءة المنزلية تُضفي لمسة من الرُقي والأناقة إلى الديكور الداخلي
أهمية الإضاءة الداخليّة في الديكورات الشتوية
أرسل تعليقك