لندن - ماريّا طبراني
في أقل من أسبوع شاء القدر أن تبدأ بريطانية عهداً جديداً مع ملك جديد يخاف والدته التي تربّعت على العرش ٧٠ عاماً و رئيسة وزراء جديدة هي ليز تراس لتخلف بوريس جونسون في حكم البلاد ، وكذلك 15 دولة أخرى، بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا، وهي الدول التي تعترف بملك (أو ملكة) بريطانيا كرئيس لها.
انتهى عهد الملكة إليزابيث الثانية لحظة وفاتها. وفي تلك اللحظة انتقل العرش فوراً ودون أي جدل لابنها الأكبر وولي عهدها الأمير تشارلز، أمير ويلز السابق.
هذه هي الطريقة التي يعمل بموجبها النظام الملكي الوراثي، فوراثة العرش محكومة بقوانين يعود تاريخها الى القرنين الـ 17 والـ 18.
وعلى الأمير تشارلز أن يختار الإسم الذي يريد أن يخاطب به كملك جديد.
فهل سيحكم تحت اسم تشارلز الثالث، أم سيتخذ لنفسه اسماً جديداً كجورج السابع على سبيل المثال تيمناً بجده جورج السادس الذي كان يجلس على العرش إبان الحرب العالمية الثانية؟.
وسيعلن رسمياً عن جلوس الملك الجديد على العرش من قبل مجلس الولاية الذي يعقد في قصر سانت جيمس في لندن في الساعات الـ 48 المقبلة على الأرجح.
وهذه هي المناسبة الوحيدة التي يدعى فيها مجلس شورى الملك بكامل أعضائه الـ 500 بمن فيهم كبار الوزراء السابقين والحاليين إلى الاجتماع.
ويتم الإعلان عن تولي الملك الجديد العرش في بيان يتلوه مسؤول كبير من شرفة قصر سانت جيمس.
ويتبع هذا الإعلان إطلاق 41 طلقة مدفعية في منتزه هايد بارك وسط لندن، وإطلاق 62 طلقة مدفع عند برج لندن الشهير.
كما تتلى إعلانات عن تولي الملك الجديد العرش في مركز لندن المالي وفي قصر كارديف في ويلز وفي إيرلندا الشمالية.
حفل ديني
تختلف بريطانيا عن غيرها من الدول التي تسود فيها أنظمة ملكية دستورية، إذ لا ينظم فيها حفل لأداء الملك الجديد القسم لتولي العرش، بل يؤدي يميناً للمحافظة على كنيسة اسكتلندا أمام مجلس الولاية ويميناً آخر عند تتويجه ملكاً بشكل رسمي.
من الجدير بالذكر أن مراسم تتويج الملك في بريطانيا دينية وتقام في كنيسة ويستمنستر ويقودها كبار رجال الدين في كنيسة إنجلترا.
يعد حفل التتويج الذروة الرسمية لتولي الملك الجديد. وبغض النظر عن أهميته من الناحية الدينية إلا أنه ليس سوى خطوة رمزية.
وسيكون الواجب الأول للملك الجديد قيادة مراسم حداد البلاد على والدته. وقد انطلقت بالفعل عملية كبرى ومخطط لها بشكل دقيق في هذا الشأن.
وعلى الأرجح، سينقل نعش الملكة الراحلة بعد خمسة أيام من وفاتها في موكب عسكري مهيب من قصر باكنغهام إلى قصر ويستمنستر (مقر البرلمان البريطاني حالياً).
وسيسجى جثمان الملكة في ردهات ويستمنستر لمدة ثلاثة أيام لإتاحة الفرصة للعامة لإلقاء نظرة الوداع عليها.
صمت
بعد وفاتها بتسعة أيام سيجري التشييع الرسمي للملكة الراحلة في كنيسة ويستمنستر.
يذكر أن بريطانيا لم تشهد مراسم تشييع رسمية على مستوى الدولة منذ تشييع رئيس الحكومة السابق وينستون تشرشل في عام 1965، إذ أن حفلي التشييع اللذين نظما لوالدة الملكة في عام 2002 والأميرة ديانا في عام 1997 لم يكونا رسميين رغم المراسم الخاصة التي جرت لهما.
وسينقل جثمان الملكة محملاً على عربة مدفع تصحبها ثلة من رجال البحرية الملكية إلى كنيسة ويستمنستر.
وفي الساعة 11 صباحاً من ذلك اليوم سيقف البريطانيون دقيقتي صمت تقديراً لواحدة من أعظم الملوك في تاريخ البلاد.
وبعد التشييع الرسمي، ينقل جثمان الملكة إلى قلعة ويندسور، غربي لندن، وتدفن إلى جانب والدتها ووالدها في باحة كنيسة القديس جورج في القلعة، مقر ملوك وملكات بريطانيا على مدى ألف عام تقريباً.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك