رحلة علاج الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح تتصدّر مواقع التواصل
آخر تحديث GMT04:38:04
 العرب اليوم -

رحلة علاج الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح تتصدّر مواقع التواصل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحلة علاج الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح تتصدّر مواقع التواصل

وائل الدحدوح
غزة- العرب اليوم

انتشرت على منصة أكس (تويتر سابقاً)، صور لمدير مكتب قناة الجزيرة في غزة، وائل الدحدوح، وهو يتلقّى العلاج في مدينة حمد الطبية في الدوحة.وقالت القناة إن الدحدوح، بدأ رحلته العلاجية، بعد الإصابة التي تعرض لها منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال تغطيته القصف الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل زميله المصوّر سامر أبو دقة.

وخلال اليومين الماضيين، تابع مستخدمو المنصّة أخبار وصول الدحدوح إلى الدوحة، على متن طائرة إجلاء قطرية استقلها من العريش في مصر، بعد خروجه من معبر رفح الحدودي.
وحظيت رحلة خروج الدحدوح من غزة مروراً بمصر وصولاً إلى قطر، باهتمام بالغ، وتصدّر اسمه العبارات المتداولة على محركات البحث على الإنترنت، وعبر منصات التواصل، في عدد من الدول العربية.

تجربة الصحفي الخمسيني خلال الأشهر الماضية، مع تغطيته لحرب غزة، حوّلته إلى "أيقونة" للصبر والصمود، كما كتب كثر على مواقع التواصل، حيث بات يلقّب بـ"جبل غزة".
وكانت كلفة الحرب على الجسم الصحفي في غزة باهظة جداً، إذ قتل نحو 119 صحفي، بحسب الأرقام الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وكانت هيئات دولية تعنى بحقوق الصحفيين دقت ناقوس الخطر لارتفاع عدد الضحايا من الصحفيين الذين قتلوا خلال القصف الإسرائيلي، فيما قال الجانب الإسرائيلي إن جيشه لا يتعمد استهداف الصحفيين.

ومن بين الصحفيين الذين قتلوا، حمزة بن وائل الدحدوح (27 عاماً)، الذي سقط مع زميله المصوّر مصطفى ثريا (29 عاماً)، يوم 7 يناير/ كانون الثاني "جراء صاروخ من طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدف السيارة التي كانا يستقلانها قرب منطقة المواصي جنوبي غربي قطاع غزة"، وفق موقع قناة الجزيرة.
وكان مصطفى وحمزة في مهمة لتغطية أخبار النازحين لصالح قناة الجزيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي في تعليقه على الضربة، إنه استهدف "إرهابياً كان يشغل مسيرة شكلت خطراً على عمليات" عناصره.
ورفضت عائلتا ثريا والدحدوح تلك المزاعم، وقالتا إن توصيف الصحفيين بالإرهاب "مفبرك" و"زائف".

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال إنه يشعر بـ"أسف شديد" لمقتل حمزة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة، في اليوم التالي لمقتل الصحفي الشاب.
وقال بلينكن: "آسف جداً جداً على الخسارة التي لا يمكن تخيلها والتي عانى منها زميلكم وائل الدحدوح. أنا أب أيضاً، ولا أستطيع تخيل الفظاعة التي عاشها ليس مرة واحدة، بل مرتين".

مقتل حمزة كان الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة من المآسي التي عصفت بعائلة الدحدوح، منذ بداية الحرب، وكان وائل يواصل عمله في التغطية رغم ذلك، ما جعله رمزاً، حتى وصفه بعضهم بأنه "أيوب هذا العصر".
فخلال عمله وبعد رسالة مباشرة حول تطورات الحرب في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تلقّى وائل خبر استهداف منزل لجأت إليه أسرته مع عائلة ثانية، في مخيم النصيرات، جنوب قطاع غزة.

وأدى القصف الإسرائيلي يومها إلى مقتل أكثر من 12 شخصاً، من بينهم زوجة الدحدوح، آمنة، وابنه محمود (16 عاماً)، وابنته شام (6 سنوات)، وحفيده الرضيع آدم.
كذلك فقد الدحدوح زميله سامر أبو دقة، في الغارة استهدفت الفريق يوم 15 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال تغطية غارة جوية طالت مدرسة في خان يونس. وأصيب وائل في الغارة ذاتها.

ومع مقتل أكثر من 24 ألف فلسطيني - معظمهم من المدنيين - منذ بدء إسرائيل عمليتها على غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحوّلت صور وائل الدحدوح وتسجيلاته وتغطياته إلى تكثيف لمآسي كثر من جيرانه وأهله في القطاع، ممن فقدوا عائلاتهم، وهجروا من بيوتهم.
هذه ليست الحرب الأولى التي يغطيها وائل الدحدوح، فمنذ التحاقه بقناة الجزيرة عام 2004، أي قبل عشرين عاماً، غطى أحداثاً كثيرة، وشهد خلال عمله على مقتل عدد من أفراد عائلته.

وفي تقرير يلخص مسيرته بثته الجزيرة، تحدث عن مقتل أكثر من 20 شخصا من أقاربه، بينهم أخوته وأبناء عمومته، في غارات إسرائيلية على مدى السنوات.
وقال: "هذه من اللحظات الصعبة في حياة الصحفي الفلسطيني أن يتوجه لنقل الحدث ولنقل الصورة ففي حدث معين يكتشف أن الحدث هو شقيقه أو ابن عمه".

في تسجيل يتحدث الدحدوح عن اضطراره في أحيان كثيرة لإعطاء الأولوية لعمله، على حساب أسرته، وكيف اضطر خلال حرب غزة عام 2021 إلى توزيع أولاده على عدّة بيوت من بيوت أقاربه.
وقال: "لحظة التي يحتاجونك فيها الأشد احتياجا لك قوة الأب رمزية الأب دور الأب مفقود في أسرنا - نحن الصحفيين - وهذه ربما هي الميزة المؤلمة كما قلت عندما يحتاجونك يفتقدونك هذا مؤلم جداً".
وفي شريطة "خلف الكاميرا إنسان"، تتحدث زوجته الراحلة آمنة عن مصاعب عمل زوجها، وتقول: "أسوأ ما في العمل الصحفي لا توجد مواعيد لا حياة لا مناسبات اجتماعية"، فيمازحها قائلاً: "هل تريديني أن أترك العمل؟". 

خلال عمله كمدير لمكتب الجزيرة ومراسلاً لها في غزة، غطى الدحدوح أيضاً استهداف برج كان يضمّ مكتب القناة وعدداً من وسائل الإعلام الأخرى، خلال رسالة مباشرة.

ويقول في تقرير للجزيرة: "انهار البرج وتحطمت كثير من الذكريات لكن بقيت الإرادة والعزيمة صامدة وظلت الصورة والصوت عالياً".

الدحدوح المولود عام 1970 أراد في شبابه أن يصبح طبيباً، ونال منحة لدراسة الطب في العراق، لكنه اعتقل عام 1988، عقب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبقي في السجون الإسرائيلية سبع سنوات.
بعد خروجه من السجن، درس الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية في غزة، وبدأ في مجال الصحافة المكتوبة، في صحيفة القدس، حيث غطى الانتفاضة الثانية، لكنه انطلاقته الأهم كانت مع انضمامه لقناة الجزيرة.
بعيداً عن ميدان الصحافة، وقبل الحرب الأخيرة، كان الدحدوح المولود لعائلة مزارعين، يعمل في أرضه، ويعتني بالخضار والأشجار كل يوم قبل ذهابه إلى عمله في الميدان.

ومع مواصلته التغطية رغم الخسارات الشخصية التي لحقت به، صار الناس الذين يلتقونه خلال تغطيته الأحداث في غزة، يلتقطون الصور معه، خصوصاً الأطفال والشباب.
وفي فيلم بعنوان "وراء الكاميرا إنسان"، أنتج عام 2016، تحدث عن حمل الناس في غزة له على الأكتاف، خلال إحدى التغطيات.
وقال: "وجدت أن هذه أكبر جائزة ممكن أن أتلقاها، لأنه الناس وجدوا أنك كنت الوحيد عندما تخلى كل الناس عن هذا الشعب، وأنت كنت الوحيد ربما الذين شعروا أنك تدافع عنهم ولو بالصورة والكلمة والمعلومة".

  قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

وصول الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح من قطاع غزة إلى مصر

مقتل الصحافيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا بضربة إسرائيلية في خان يونس

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة علاج الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح تتصدّر مواقع التواصل رحلة علاج الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح تتصدّر مواقع التواصل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab