شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله في القمة السنوية لعالم شاب واحد، المنعقدة في مدينة مونتريال بكندا، حيث تناولت في كلمتها القضايا الإنسانية والأوضاع في فلسطين، وقد أكدت جلالتها أن استمرار الممارسات الإسرائيلية في فلسطين وحرب غزة لها تداعيات مستقبلية خطيرة على الأجيال القادمة، محذرة من اتجاه العالم نحو الفوضى.
شاركت جلالة الملكة رانيا عبر حسابها على إنستغرام، مقطع فيديو من كلمتها المؤثرة في القمة، والتي تناولت فيها المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني الجريح بمواصلة الحرب عليه لما يقرب من عام كامل دون رحمة أو إنسانية.
أمام حشد من الشباب من 190 دولة وأكثر من 250 منظمة، دعت الملكة رانيا إلى عالم يعتمد على العدالة والمساواة، حيث يسود حكم القانون بدلاً من القوة. كما أكدت على أهمية أن يتم تحديد قيمتنا من خلال إنسانيتنا فقط، وليس من خلال جواز السفر أو لون البشرة.
في سياق متصل، حثت جلالة الملكة رانيا العبدالله، الشباب على فهم تاريخ النزاع، مشيرة إلى أهمية التعرف على الروابط التاريخية للفلسطينيين مع الأرض. كما طرحت تساؤلات مهمة حول خياراتهم الإنسانية، داعية إياهم للاختيار بين القانون والفوضى، والمساءلة والإفلات من العقاب.
شددت جلالتها على ضرورة تسليط الضوء على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث أصبح الضم الإسرائيلي والحصار على غزة جزءاً من النظام العالمي الحالي. وأعربت عن قلقها إزاء التأثيرات المدمرة لهذه الأوضاع على مستقبل الشباب.
في إطار حديثها، أشارت الملكة رانيا إلى اليوم العالمي للسلام، حيث أبدت أسفها لمناقشة واقع الحرب في وقت يجب فيه الاحتفال بالسلام. استذكرت كيف وصفت غزة بأنها "سجن مفتوح"، مشددة على أن الأوضاع هناك قد أصبحت خانقة، ولا يقوى على تحملها بشر.
أوضحت الملكة رانيا أن استمرار الدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل يُرسل رسالة مرعبة عن مستقبل العالم. وتحدثت عن جيل كامل نشأ في غزة دون معرفة أي خيار آخر سوى القيود، مؤكدة أن الخيارات المتاحة لأهل غزة لا تعكس حياة كريمة.
نداء للأمل والعمل
استذكرت الملكة مشاركتها السابقة في القمة، حيث أكدت أن الأمل ضروري، ولكنه غير كافٍ. وحثت المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية للتغيير، مشددة على أهمية إنهاء الاحتلال غير الشرعي لفلسطين.
كما أعادت جلالتها التأكيد على أن السلام لا يحدث بالصدفة، بل هو خيار يجب أن نتخذه. وشددت على أن العالم يحتاج إلى اختيار طريق آخر، مشيدة بإمكانيات الجيل الجديد في تحقيق هذا التغيير.
شهدت القمة حضور عدد من الشخصيات العالمية البارزة، مثل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة مايكل مولر ورئيس حكومة بنغلاديش المؤقتة محمد يونس، مما يعكس أهمية القضايا التي تم تناولها خلال الفعالية، وأهمية وتأثير كلمة جلالة الملكة رانيا في حضور هذه الشخصيات.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى، التي تُعلن فيها الملكة رانيا العبد الله تضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية، بدعمها المُطلق لها من خلال كلمات تخاطب الإنسانية والضمير العالمي لحل الأزمة المشتعلة في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، دون النظر لأي اعتبارات شخصية، ولكن جلالتها تواصل العمل على إيصال رسالتها الإنسانية السامية في مختلف المحافل الدولية كلّما أُتيحت الفرصة لذلك.
قد يهمك أيضــــاً:
الملكة رانيا تؤكد أن الممارسات الإسرائيلية في فلسطين تجر العالم نحو حالة من الفوضى
الملكة رانيا تأسر القلوب بعد احتضانها حفيدتها الأميرة إيمان
أرسل تعليقك