حليمة عدن أبرز عارضة أزياء محجبة تحمل سجادة صلاتها معها في غرفة التبديل
آخر تحديث GMT20:39:40
 العرب اليوم -

تمكنت في غضون عامين فقط من أن تصبح واحدة من أكثر الوجوه شهرة

حليمة عدن أبرز عارضة أزياء محجبة تحمل سجادة صلاتها معها في غرفة التبديل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حليمة عدن أبرز عارضة أزياء محجبة تحمل سجادة صلاتها معها في غرفة التبديل

عارضة الأزياء حليمة عدن
لندن - العرب اليوم

في عالم الموضة، حيث الغلبة للملابس التي تظهر مفاتن الجسد، تمشي عارضة الأزياء حليمة عدن على منصة العرض وهي تضع الحجاب وترتدي أزياء تغطي كامل جسدها.

يشيد المعجبون بجمالها وشجاعتها، في حين ينتقدها آخرون بسبب صورها الجريئة قائلين: "لا مكان للمرأة المسلمة المؤمنة على منصات عروض الأزياء".

وصلت حليمة إلى الولايات المتحدة كلاجئة صومالية، وتربت في بيئة محافظة للغاية، ثم تمكنت في غضون عامين فقط من أن تصبح واحدة من أكثر الوجوه شهرة في عالم الموضة.

سجادة الصلاة في غرفة التبديل

تقول حليمة: "أحاول الصلاة خمس مرات في اليوم، ولكني لا أنجح في هذا الأمر دائما. أتذكر نفسي أثناء أسبوع الموضة في نيويورك وأنا أركض حاملة بيدي سجادة وأبحث عن مكان للصلاة. وغالبا ما يكون هذا المكان هو غرفة تبديل الملابس".

أثناء أسبوع الأزياء المحتشمة في اسطنبول، كانت حليمة لا تفوّت فرصة للتحدث مع أي شخص يمر قربها، أو أخذ صور شخصية مع العاملين على عرض الأزياء عن طيب خاطر. لكنها كانت تسير برفقة مديرة أعمالها وحارسها الشخصي، ومحاطة بمصورين ومصممي أزياء.


تبلغ حليمة عدن 22 عاما وأصبحت أول عارضة أزياء محجبة تظهر على غلاف مجلة فوغ البريطانية، وتظهر مرتدية رداء السباحة (بوركيني) على صفحات أميركان سبورتس إليستريتد - التي غالبا ما تنشر صور عارضات شبه عاريات.

ورغم أن طول حليمة لا يتعدى 166 سنتمترا - وهو أقل بكثير من المقاسات المطلوبة عادة من عارضات الأزياء - إلا أن ماركات تجارية فاخرة تدعوها باستمرار للمشاركة في عروضها. وقبل عامين، أصبحت أول عارضة أزياء محجبة في العالم توقع عقدا مع واحدة من أكبر وكالات الأزياء (IMG Models).

تقول حليمة: "لا تغيري نفسك، بل غيّري قواعد اللعبة"، فهدفها جعل صناعة الأزياء أكثر شمولية لفتح الطريق أمام الفتيات ليصبحن عارضات أزياء في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن انتمائهن العرقي أو الديني.

"لو لم أخض اختبارات الأداء فما كانوا ليختاروني في أي عرض. لم أفقد عزيمتي لأني أحمل إيماني معي دائما. فالإيمان هو ما يمنحني الثقة بالنفس"، هكذا تعبر حليمة عن نجاحها.

وعن أهم العبر في القرآن بالنسبة لها قالت
تجيب حليمة بلا تردد: "لا تطلق أحكاما على الناس أبدا، فالله وحده القادر على الحكم. ساعد الناس وامنحهم الحب. التفاعل مع أولئك الذين لا يشاركونك معتقداتك والذين ينظرون إلى الحياة بطريقة مختلفة عنك جزء مهم من إيماني".

وتضيف: "نشأت في مخيم للاجئين، وأدركت أنه يمكن لكل هذه الحياة الفاخرة أن تنتهي بلحظة، وأنا مستعدة للحظة كهذه".

ارتداء الحجاب في عقد العمل
ولدت حليمة في مخيم للاجئين في كينيا؛ فعائلتها فرّت من الصومال في منتصف التسعينيات بسبب واحدة من أكثر الحروب دموية في القارة الإفريقية. مشت والدتها 12 يوما قبل الوصول إلى كينيا. وعندما بلغت حليمة السادسة من عمرها انتقلت إلى الولايات المتحدة مع والدتها وشقيقها، وفقدوا التواصل مع والد حليمة بسبب الحرب.

تعيش عائلة حليمة في ولاية مينيسوتا التي تضم واحدة من أكبر الجاليات الصومالية في الولايات المتحدة، وتتذكر قائلة: "اعتقد أصدقائي في أمريكا أنني أميرة صومالية لأنني كنت أخبرهم كيف انتقلنا باستمرار من منزل إلى آخر في كينيا. لم يعرفوا أن المنازل التي عشنا فيها كانت مصنوعة من قناني بلاستيكية ومن ركام الأبنية. كان ذلك كل ما استطاعت والدتي العثور عليه".

وتضيف: "سخر زملائي مني وقالوا إنني أرتدي غطاء رأس لأن شعري متسخ كما كانوا يلقون نكات عن الإرهابيين. لكن كما تعلمين كنا في الثانوية".

عندما بلغت حليمة عامها التاسع عشر، أصبحت أول مشاركة على الإطلاق تظهر على المسرح مرتدية الحجاب ورداء السباحة البوركيني في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا.

تقول حليمة: "أردت دائما المشاركة في مسابقة ملكات الجمال. لكنني صومالية ولم يسبق لأي واحدة منا اتخاذ مثل هذه الخطوة. وبعد المسابقة أخبرت أصدقائي أنه بإمكانهن ارتداء بوركيني والشعور بالثقة وإن كن واقفات إلى جانب شابات أخريات يرتدين ثياب السباحة المكشوفة. إننا على الأقل نبدو مختلفات، لكن لا أحد يستطيع أن يحرمنا من فرصة تجربة شيء جديد".

وبعد المسابقة، تلقت حليمة عرضا للتعاون مع واحدة من أكبر وكالات الأزياء في العالم وهي (IMG Models)، ووافقت عليه لكنها وضعت شرطها: ارتداء الحجاب عند مشاركتها في التصوير والمشي على منصات العرض. "ارتديت الحجاب منذ الطفولة، لذا فهو بالنسبة لي جزء لا غنى عنه في خزانة ملابسي، كما هي الحال مع الأحذية التي لا يمكن الخروج دونها".

ولدى حليمة متطلبات صارمة تتعلق بالثياب التي تعلن عنها؛ فمعتقدها لا يسمح لها أن تكشف إلا عن وجهها ويديها وقدميها علنا، وقد كتب ذلك في عقود عملها.

وتضيف حليمة: "أرغب بتسهيل عمل المصممين غير المعتادين على العمل مع عارضات مثلي. كنت في السابق أحمل معي دائما حقيبة مليئة بأغطية شعر مختلفة وياقات قمصان وجوارب طويلة. أسافر دائمًا مع مديرة أعمالي، والتي ينبغي أن تكون امرأة دائما فتساعدني في تغيير الملابس عندما يكون طاقم العرض من الرجال".

يمكن ملاحظة أن بقية المشاركات في "أسبوع الموضة المحتشمة" يغيرن ملابسهن في غرفة مشتركة أمام أنظار الجميع، في حين تبنى في بعض عروض الأزياء غرفة منفصلة من جدران كرتونية عالية مطلية باللون الأسود خصيصا لحليمة لإخفائها عن أعين المتطفلين. تقول حليمة: "أنا مسلمة، ويجب أن أتذكر هذا خارج المنصة. لذلك، يبذل المصممون ومنظمو العروض كل ما بوسعهم كي يكون لدي غرفتي الصغيرة التي أشعر فيها بالراحة".

تعلق حليمة على ذلك: "بعض الفتيات لا يمانعن ذلك فقد اعتدن عليه. حتى مع وجود غرف خاصة، فإن العديد من العارضات يفضلن أن يكن معا. شخصيا لا أستطيع ارتداء الملابس في الأماكن العامة، لذلك أحتاج إلى غرفة منفصلة. لا أطلب الكثير. إن لم يناسب ذلك أحد المصممين فأنا جاهزة دائما للمغادرة".

"اعتقدت أمي أني سأمشي نصف عارية"
لا تزال والدة حليمة تعتقد أن العمل كعارضة أزياء يتعارض مع الإيمان، لكن حليمة تقول: "تعرف أمي أن بإمكانها الوثوق بي. لقد ربتني على نحو صحيح، لذا فهي إلى جانبي على أية حال. هي تدرك أيضا أنه إن لم يكن الأمر مناسبا لي، فلن أرضاه، سأقول لا ببساطة".

"في أوساطنا لم يسمع أحد عن واحدة منا عملت في مجال عرض الأزياء، لذا اعتقد كثيرون، بمن فيهم والدتي، أنني سأقوم بالتصوير وأنا نصف عارية. لكن الجميع الآن سعيد بنجاحي".

لكن والدة حليمة لم تحضر على الإطلاق أيا من عروض الأزياء التي شاركت بها ابنتها. تعلق حليمة على ذلك: "أمي لا تفهم اتجاهات الموضة ولا ألومها على ذلك. فبالنسبة لها الملابس شيء يمكنك رميه على نفسك ونسيان أمره".

وتضيف: "جل ما تتمناه لي هو التحصيل العلمي وتكوين عائلة وأن تكون حياتي بسيطة وعادية".

"الحجاب خياري الشخصي"
سألت المراسلة حليمة ما إن كانت ستقبل أن تمشي يوما على المنصة بدون حجاب لتظهر للنساء اللاتي لا يتمتعن بحرية اختيار نزع الحجاب أن ذلك أمر ممكن، فأجابت: "إذا كنا نريد العيش في مجتمع يضمن للمرأة حق اتخاذ قراراتها بنفسها، فعندئذ يكون سؤالك هذا لي خطأ. فقبل كل شيء هذا السؤال يسلبني حقي بارتداء ما يجعلني أشعر بأني جميلة وواثقة من نفسي. هذا حجابي. بغض النظر عن نمط الملابس الذي تختاره المرأة فهي تستحق الاحترام والدعم والحب. هذه هي رسالتي".

وتقول: "في أي بلد في العالم، لا ينبغي لأي امرأة ارتداء الحجاب دون رغبتها بذلك، ولا ينبغي لأي امرأة خلعه تحت الإكراه".

"أود أن أرى أمي حاضرة في عروضي"

تقول حليمة إنه إذا أراد أحد إحداث التغيير، فلا يحتاج إلى تغيير نفسه بل إلى تغيير قواعد اللعبة. ويبدو أن ذلك يحصل معها بالفعل. "يمكنك اليوم رؤية الكثير من العارضات المحجبات على منصات العرض ولدينا محجبات كثيرات في الوكالة - أعتقد أن هذا الأمر أصبح أمرا عاديا"، كما تقول.

وتضيف: "كل ما نسمعه عن النساء المحجبات يكتنفه السلبية ويكون مسيسا بشدّة. أريد تغيير ذلك. أنا شابة تعشق الأزياء والتصاميم، ولدي روح ومشاعر، ولا أختلف عن أي شابة أخرى".

يبدو أن حليمة تمكنت من تحقيق ما تطمح إليه وما كانت تحلم به: مصممون مشهورون يصطفون للعمل معها؛ معجبون يلاحقونها من عرض إلى آخر، وأكبر مؤسسات الإعلام العالمية تدعوها لإجراء المقابلات. ومع ذلك، فلدى العارضة حلم معلّق: "أود فعلا أن تجلس والدتي في الصف الأول في أحد عروضي لمرة واحدة. لكن هذا يجب أن يكون أكبر عرض أزياء في حياتي. آمل أن يتحقق هذا في يوم من الأيام".

قد يهمك أيضا:

"حليمة عدن" عارضة أزياء صومالية بدأت من مخيم لاجئين ووصلت إلى العالمية

أزياء حليمة عدن بين العصرية والاحتشام بعد أن جذبت أهم دور الأزياء العالمية إليها

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حليمة عدن أبرز عارضة أزياء محجبة تحمل سجادة صلاتها معها في غرفة التبديل حليمة عدن أبرز عارضة أزياء محجبة تحمل سجادة صلاتها معها في غرفة التبديل



GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 20:59 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تكرم الأميرة الراحلة ديانا بطريقتها

GMT 22:20 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستعد لحدث ملكي مهم وغياب الملكة كاميلا

GMT 20:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة
 العرب اليوم - هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
 العرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 18:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يبحثان العلاقات الأخوية

GMT 06:25 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab