أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية
آخر تحديث GMT10:42:20
 العرب اليوم -

أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية

الأفغانيات
إسلام آباد ـ العرب اليوم

أفادت دراسة حديثة نشرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بأن القمع الذي تعاني منه النساء والفتيات الأفغانيات منذ سيطرة طالبان على السلطة في آب/أغسطس 2021، لا مثيل له من حيث حجمه وتأثيره الذي سيمتد لأجيال، على الرغم من أن حقوق المرأة في أفغانستان ظلت دائما مثار صراع شرس على مدار أنظمة وأجيال متعاقبة في أفغانستان.

وبحسب الدراسات والمشاهدات، فإن ما تواجهه النساء في أفغانستان هو جريمة ضد الإنسانية، كما يقول الناشطون الذين يطالبون بالاعتراف من قبل الأمم المتحدة.

عندما توصلت سيما سمر وغيرها من النساء الأفغانيات إلى مصطلح “الفصل العنصري بين الجنسين” في تسعينيات القرن العشرين لوصف القمع المنهجي الذي تواجهه النساء والفتيات تحت حكم طالبان، لم تتخيل أبدًا أن هذا المصطلح سيصبح سلاحًا رئيسيًا في الكفاح من أجل محاسبة نظام طالبان الثاني على جرائمه بعد عقدين من الزمن.

وتقول سمر، التي شغلت منصب وزيرة شؤون المرأة بعد الإطاحة بطالبان في عام 2001 وتعيش الآن في المنفى: “عندما سقط نظام طالبان الأول، بدا من المستحيل أن نرى مرة أخرى الاضطهاد والعزلة والقمع العنصري والمنهجي لنصف السكان الأفغان على أساس جنسهم. لكن الآن، في عام 2024، يحدث هذا مرة أخرى وهذه المرة يجب أن نجد طريقة للنضال من أجل العدالة”.

في نهاية عام 2023، انطلقت حملة للمطالبة بالاعتراف بالفصل العنصري بين الجنسين في أفغانستان وتدوينه من قبل الأمم المتحدة باعتباره جريمة ضد الإنسانية، كجزء من محاولة يائسة من جانب النساء الأفغانيات المقيمات خارج البلاد لحمل المجتمع الدولي على وقف هجوم النظام الجديد على النساء والفتيات.

وكما تقول سمر فإن “الفصل العنصري جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي منذ عام 1973. استبدل كلمة “عنصري” بكلمة “جنساني” وهذا ما يحدث للنساء والفتيات الأفغانيات”.

منذ توليها السلطة في أغسطس/آب 2021، أصدر طالبان أكثر من 80 مرسومًا يقيد حياة النساء والفتيات، فقد منعوا الفتيات من الذهاب إلى المدارس الثانوية، ومنعوا النساء من جميع أشكال العمل المدفوع الأجر تقريبًا، ومن الوصول إلى نظام العدالة أو المشي في الحدائق العامة.

وقد نصوا على أن المرأة يجب أن تغطي نفسها بالكامل في جميع الأوقات خارج المنزل وألا تسمع أصواتها في الأماكن العامة، والآن يمكن رجم النساء حتى الموت في جرائم مثل الزنا.

وتقول سمر: “لم ينجح أي إجراء أو إدانة من جانب المجتمع الدولي في وقف الاعتداء على حقوق المرأة. لذا فقد أصبح لزاماً على النساء الأفغانيات أن يتحركن”.

ومع ذلك، مع إسكات أصوات النساء والفتيات داخل أفغانستان إلى حد كبير، تقول الناشطات الإناث اللاتي يعشن في المنفى، واللاتي كن يطالبن باتخاذ إجراءات لإنهاء إفلات نظام طالبان من العقاب، إنهن وجدن أنفسهن يتعرضن للرفض بشكل متزايد في دوائر صنع السياسات والدبلوماسية الدولية لأنهن لا يمثلن بدقة واقع حياة المرأة الأفغانية.

وتقول مريم صافي، مؤسسة ومديرة منظمة أبحاث السياسات ودراسات التنمية (دروبس): “لقد وجدنا أنه أصبح من السهل على صناع السياسات وصناع القرار الدولي تجاهل النساء الأفغانيات في المنفى اللاتي يقولن أشياء تتعارض مع ما يرغبن في سماعه” .

وتضيف: “إن ما يصعب تجاهله هو البيانات والأدلة المتعلقة بتأثير حكم طالبان على النساء داخل أفغانستان، لذا فإن هذا هو ما نركز على محاولة الحصول عليه”.

وينضم مشروع صافي “بشناو”، وهو عبارة عن منصة رقمية تجمع البيانات من آلاف النساء الأفغانيات من جميع أنحاء البلاد من خلال الاستطلاعات الهاتفية والمقابلات وجهاً لوجه، إلى مبادرات أخرى أطلقها الأفغان الذين يعيشون في المنفى، والذين يحاولون تقديم أدلة رئيسية لدعم محاولاتهم للحصول على الاعتراف بسياسات طالبان على أنها جرائم ضد الإنسانية.

وتقول صافي إن بياناتها، بالإضافة إلى الحملة الرامية إلى تدوين الفصل العنصري بين الجنسين بموجب القانون الدولي، تساعد في إعلام محاولات أخرى لمحاسبة طالبان من خلال المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

في يناير/كانون الثاني، سأل مشروع بشناو أكثر من 3600 امرأة من 19 مقاطعة في مختلف أنحاء أفغانستان عما إذا كن يعتقدن أنهن يعشن في ظل نظام الفصل العنصري على أساس الجنس.

ومن بين النساء المشاركات في الاستطلاع، وجد أن 67% منهن اتفقن على أن القيود التي يعشن تحت وطأتها تشكل “قمعًا منهجيًا” للنساء والفتيات.

وعندما سُئِلن عما إذا كن يرغبن في أن تستخدم الأمم المتحدة مصطلح “الفصل العنصري بين الجنسين” لوصف وضعهن، وافقت 60% منهن على ذلك.

ووجد استطلاع آخر أن 83% من 2100 امرأة أفغانية قلن إنهن تأثرن سلباً بحظر طالبان السماح للنساء بتوزيع المساعدات الإنسانية، فيما وجد استطلاع آخر حول زواج الأطفال أن 69% من النساء قلن إنهن يعرفن فتاة تزوجت في “سن غير مناسب” منذ استيلاء طالبان على السلطة.

يشعر الناشطون بتفاؤل متزايد بشأن إمكانية اعتراف الأمم المتحدة بنظام الفصل العنصري في أفغانستان خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار أعمال الجمعية العامة.

ورغم وجود شكوك حول ما قد تحققه هذه الخطوة في نهاية المطاف ــ وما إذا كانت قد يكون لها تأثير سلبي في مجالات مثل مستويات المساعدات لأفغانستان ــ فإن سامر ترى أنها بمثابة اعتراف حاسم وخطوة أولى نحو اتخاذ إجراءات ملموسة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

مجلس الأمن يدين قرار طالبان بحظر عمل الأفغانيات مع الأمم المتحدة

الدنمارك تمنح الأفغانيات حق اللجوء بسبب ممارسات «طالبان»

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية أفغانيات يكافحن لمحاسبة طالبان على جرائمها ضد الإنسانية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab