أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر
آخر تحديث GMT21:01:04
 العرب اليوم -

خشيت من الوقوع في أيدي عصابات تجارة الأعضاء

أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر

السورية لينا باغ مع أحد أطفالها
القاهرة - محمد الشناوي

صعدت لينا باج 25 عامًا إلى الشاحنة مسرعة بعد أن عقدت الحبل حول أطفالها الثلاثة حتى لا يسقطوا أثناء رحلتها في الصحراء من السودان إلى مصر، واحتوت الشاحنة على 21 شخصًا آخرين 7 منهم أطفال، وقامت باج بالرحلة مع أطفالها هالة 10 أعوام وعبد الله 9 أعوام وعمر 4 أعوام بينما لا يزال زوجها محتجز في سورية.

وأوضحت باج من مكتب مدرسة مستقبلنا في القاهرة حيث تعمل حاليا كمعلمة أن "القدوم إلى مصر من السودان كان تجربة سيئة، أعتقد أنه كان من الأفضل البقاء في سورية والتعامل مع القنابل لو كنت علمت بهذه التجربة"، وغادرت باج مسقط رأسها حمص للانضمام إلى والديها في مصر بعد أن أدركت أنه ليس هناك شيء لتبقى من أجله، وتواصل والدها مع شبكة تهريب عبر "واتس آب" ونظّم رحلتها من السودان، وليس هناك تأشيرة مطلوبة للسوريين لدخول البلاد، وتسلّط رحلتها الضوء على الطرق التي تحظى بشعبية على نحو متزايد بين السوريين الهاربين من الحرب، وتشير وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "UNHCR" إلى وجود ما يقرب من 117 ألف لاجئ سوري مسجّل في مصر إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد يصل إلى الضعف، وهناك 15,740 سوريًا سُجّل لدى المفوضية في مصر عام 2016 جاء 60% منهم من خارج السودان بشكل غير منتظم، ويستخدم هذا الطريق العديد من المهاجرين من أفريقيا من جنوب الصحراء الكبرى وخاصة الأريتيريين.

أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر

وتواعدت لين وأطفالها مع عصابة تهريب بعد الطيران من دمشق إلى العاصمة السودانية الخرطوم ومزيد من الكبار والصغار المهاجرين وسافروا إلى بورت سودان ومروا في 3 نقاط تفتيش، وذكرت لين أن "الوضع كان مخيفًا جدًا وكان المهرب يصرخ فينا وطلب منا عدم فتح الستائر من الحافلة الصغيرة بسبب الشرطة"، ووضع المهاجرون في منزل في بورت سودان وبحلول الظلام تم وضعهم في شاحنة متجهين إلى الصحراء، وتابعت لين "شعرنا بالهلع، إنه أمر خطير، كانوا يقودون بسرعة حتى أن الأطفال كان ممكن أن يقعوا، جلست وساقي بجانبي واعتقدت أنني سأسقط وإن حدث لن ينقذك أحد، وهناك سلطات أو قطاع طرق ربما يقبضون عليك، خاطرنا باحتمالية إطلاق النار علينا، وسمعنا صوت الطلقات في إحدى النقاط".
وينعدم القانون في المناطق الصحراوية في شمال السودان، ما يضطر المهاجرون إلى التعامل مع عصابات اللصوص والمسؤولين الفاسدين أيضا، وأعربت عائلة أخرى أنهم كانوا يخشون عصابات تجارة الأعضاء، وفي حين يستحيل التحقّق من ذلك إلا أن مبيعات الأعضاء في السوق السوداء تعد من السمات المشتبه فيها للاجئين والمهاجرين، واعتقلت السلطات المصرية في ديسمبر/ كانون الأول 45 شخصًا على صلة بتلك العصابات، وأكملت لين أنه "لا ينبغي أن يقوم أحد بهذه الرحلة، إنه طريق الموت"، ووصلت لين وأطفالها بعد يومين في الشاحنة إلى الحدود المصرية، مضيفة أنهم التقوا بسائق آخر من الجانب المصري، وقالت لين " كان المهرب في عجلة من أمره بسبب خوفه من الشرطة، كان يقود بجنون، كنا نهتز صعودًا وهبوطًا ونصرخ لكنه خرج لنا بعصا وأخبرنا أن نصمت".

وقضت لين نحو يوم كامل  من دون مياه، والتقت وأطفالها بسائق آخر باع لهم زجاجات المياه بسعر باهظ، حتى جاءت الشرطة إلى السائق وترك لين وأطفالها وغيرهم من اللاجئين في الصحراء وقاد السيارة ورحل، وعاد السائق بعد ساعتين ونقلت المجموعة من الصحراء إلى طريق عادي، وعندما وصلوا جنوب مصر إلى أسوان طُلب منهم أن يتفرقوا، وقضت لين وأطفالها ليلة في أحد المساجد قبل الذهاب إلى محطة القطار متجهة في رحلة لمدة 15 ساعة إلى القاهرة.

وأصيبت لين بصدمة من رحلتها وظلت تتذكرها لمدة أسبوع، ويرغب ابنها عمر في نسيان الرحلة لكنه ينتفض كلما رأى شاحنة صغيرة في الشارع، ويتلقى أطفالها الدعم النفسي والاجتماعي بفضل مشروع اليونيسيف والاتحاد الأوروبي في مدرسة مستقبلنا لمساعدة الأطفال اللاجئين في التعامل مع صدمة ما بعد الحرب، واتخذت لين دورها في تعليم الأطفال السوريين الذين سعوا إلى الحصول على منزل جديد في القاهرة، وتأمل العائلة حاليا في بناء حياتها  في سلام، وتقول لين إنه "يمكنني تحمّل المزيد لأنني قوية، لقد لعبت مع أطفالي ومرحت معهم في ظل الفوضى".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان إلى مصر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة
 العرب اليوم - هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
 العرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 18:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يبحثان العلاقات الأخوية

GMT 06:25 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab