تونس ـ كمال السليمي
يظهر الواعظ المتطرف هاني السباعي وهو يحمل أشياء ثقيلة ويدفع كرسيًا متحركًا، ما يشير إلى كذب إدعاءاته بشأن معاناته من مشاكل في الحركة، لكنه يدعي الحصول على 50.000 جنيه إسترليني بسبب إعاقته وفوائد أخرى بعد طرده خارج البلاد، الآن السباعي الذي يعتبر المؤثر الرئيسي وراء مجزرة شاطئ تونس، قد يواجه انخفاض صدقات دافعي الضرائب بعد التقاط صور له بواسطة صحيفة "الميل"، ما يشكك في إدعاءاته بكونه معاقًا.
ويدعي السباعي الذي تم ترحيله من بريطانيا منذ أكثر من عقد من الزمان، أنه لا يمكنه العمل حيث لا يستطيع المشي، فهو يواجه صعوبة شديدة في الحركة كما يطلب مساعدات في الرعاية الأساسية مثل الغسيل وارتداء الملابس واستخدام المرحاض، إلا أن الصور التي التقطت للسباعي توضح أنه يمشي بسهولة واضحة في ضوء الشمس، حاملا ماسحًا ضوئيًا في يده ويدفع كرسي متحرك باليد الأخرى متجها إلى سيارته، ويسخر السباعي من تقارير جريدة "الميل" التي تبحث عن مموليه ويقول بعض الأصدقاء "هو يقول أنه يعيش في منزل بقيمة مليون جنيه إسترليني".
ويواجه المتطرف الذي وصف تفجيرات لندن 7/7 بأنها انتصار كبير، التحقيق للاشتباه في احتياله بعد إرسال صورة إلى وزارة العمل والمعاشات، وأشاد نواب البرلمان والنشطاء بجهود جريدة "الميل" في كشف الانتهاكات المزعومة لنظام الفوائد.
وكشفت وزارة "الداخلية" البريطانية الليلة الماضية أنها كانت تقاتل في المحاكم من أجل ترحيل السباعي لأن وجوده في بريطانيا كان ضد الصالح العام، وكتب رئيس مجلس العموم للشؤون الداخلية كيف فاز، إلى مكتب وزيرة الداخلية تيريزا ماي، مطالبا بمعرفة سبب وجود السباعي في البلاد، قائلا "من يبقون في بلادنا يجب أن يتوافقوا مع جميع قوانيننا وقواعدنا".
وأوضح المحافظ فيليب هولوبون أن "قراء جريدة الديلي ميل وخصوصًا من ذوى الاحتياجات الخاصة سيغضبون عندما يعلمون أن شخصا متورطا في التطرف الدولي يحصل على استحقاقات من أموال الضرائب المدفوعة للمعاقين، هؤلاء يجب ألا يعيشوا في بلادنا ، وأتمنى أن تضمن السلطات سداد أي مبالغ مدفوعة له".
وادعى رئيس تنظيم "القاعدة" السابق السباعي اللجوء إلى بريطانيا عام 1994 ، وعمره 54 عامًا وهو متزوج ولديه خمسة أطفال، ويوصف السباعي بواسطة خبراء مكافحة التطرف بأنه المؤثر الرئيسي في تنظيم "أنصار الشريعة"، وهي الجماعة التي جندت ودربت المسلح سيف الدين رزقي منفذ مجزرة تونس، والتي راح ضحيتها 38 سائحًا منهم 30 بريطانيًا.
واستخدم السباعي المال العام لتمويل معركة قضائية لمنع ترحيله لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان، حيث ادعى أنه سيقتل أو يتم تعذيبه إذا أعيد إلى بلده الأم مصر، بعد إدانته غيابيا بتهمة التخطيط لشن هجمات متطرفة، ويعيش السباعي وزوجته في إحدى الجمعيات السكنية في Ravenscourt Park غرب لندن، ويتقاضون حوالي 48.000 إسترليني سنويا، ويحصلون على 26.000 إسترليني سنويا كفوائد بسبب مطالبتهم ببدل إعاقة للمعيشة، كما يطالبون ببدل لفرصة عمل وإعانة طفل وإعانة للسكن والاستفادة من ضرائب المجلس أيضا، وأوضح مصدر أنهم يحصلون على إعانة منزلية عالية كمعاقين يحتاجون إلى المساعدة في رعاية أنفسهم ويواجهون صعوبات في المشي.
وصرح السباعي بأنه يستطيع المشي لمسافات قصيرة دون مشقة شديدة، وأوضحت وثيقة من المحكمة اطلعت عليها جريدة "الميل"، قول السباعي إنه وزوجته من ذوي الإعاقة، كما ادعى أن زوجته تلازم الفراش، وبالتالي فهي لا تستطيع العمل في متجر أو رعاية الأسرة، فيما ذكر أحد جيران السباعي "إنه يمشي ويصعد ويهبط بشكل طبيعي دون مشاكل"، كما أوضح الجيران أنهم رأوا امرأة ترتدي النقاب تمشي من البيت إلى السيارة بشكل طبيعي، وبيّن جار أخر "لم أره يعرج أو يستخدم عصى للمشي أو شيء من هذا القبيل".
وينفي السباعي أي علاقة له بمجزرة تونس، وعند سؤاله عن الفوائد التي يحصل عليها علق بأنه أمر شخصي، وأوضح برنامج عمل الدوحة أنه في حالة تلقي أدلة أن أي شخص يحصل على فوائد لا تحق له سوف يتم فحص جميع الحالات.
أرسل تعليقك