انتفاضة الحجارة مستمرّة في القرى الفلسطينية على يد الأطفال
آخر تحديث GMT04:01:07
 العرب اليوم -

انتفاضة الحجارة مستمرّة في القرى الفلسطينية على يد الأطفال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انتفاضة الحجارة مستمرّة في القرى الفلسطينية على يد الأطفال

نيويورك ـ مادلين سعادة

أشار مراقبون إلى أن ثقافة الصراع والصدام التي تحكم تفكير الأطفال والصبية في الضفة الغربية المحتلة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود، ولفتوا إلى أن سلاحهم في ذلك يتمثل في إلقاء الحجارة. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقًا تناولت فيه اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمنزل الفتى الفلسطيني محمد أبو هاشم، البالغ من العمر 17 عامًا، واعتقاله ساعة الفجر أثناء نومه، خلال الشهر الماضي. وقالت الصحيفة "إن هذه هي المرة الرابعة التي يتم اعتقال محمد فيها على مدار السنوات الثلاث الماضية بتهمة إلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين والمستوطنين". وواجه إخوته الخمسة وهم أصغر منه اتهامات مشابهة، وشهد العام الماضي سجن الأب وثلاثة من أولاده في توقيت واحد. وأكّد محمد قبل أسابيع من اعتقاله أن الأطفال عادة ما تكون لهم هوايات، وأن هوايته هي رمي الحجارة، وأضاف "أن اليوم الحافل بالمواجهة أفضل من اليوم الذي يخلو من المواجهة". وفي الوقت الذي استأنف فيه المفاوض الإسرائيلي والمفاوض الفلسطيني محادثات السلام في واشنطن يستمر الأطفال الفلسطينيين في إلقاء الحجارة في منطقة بيت عمار، لتُذَكّر الجميع بالتوتر الدائم الذي يشوب العلاقات بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. وأشارت الصحيفة إلى أن قيام الشباب الفلسطيني بإلقاء الحجارة بات رمزًا يتعذّر محوُه للمقاومة والرفض الفلسطيني ضد إسرائيل. وقال تقرير للأمم المتحدة "إن 7000 صبي قاصر معظمهم في سن التاسعة تم اعتقالهم خلال الفترة من العام 2002 إلى العام 2012". وبات قذف الحجارة في قرية بيت عمار التي يسكنها 17 ألف فلسطيني بين بيت لحم ومدينة الخليل والمحاطة بالمستوطنات اليهودية، طقسًا من طقوس الحياة اليومية الفلسطينية، وعملاً مشرّفًا يُعبّر عن التحدي، وعلى الرغم من أن رَمْيَ الحجارة لا يُحدِث أثرًا لأنها ترتدّ من العربات المدرّعة إلا أنها تمثل عملاً من أعمال المواجهة. وعندما يخلو اليوم من إلقاء الحجارة يقوم الأطفال بممارسة لعبة العرب والجيش، وهي لعبة تعيد محاكاة أعمال الصراع والاعتقالات، وخلال شهر حزيران/ يونيو  الماضي استُقبل الصبيّ بلال عياد عوض، 17 سنة، استقبالَ الأبطال بعد خروجه من السجن الذي استمر فيه 16 شهرًا. وقال قائد عسكري إسرائيلي "إن حوادث إلقاء الحجارة تتراوح ما بين 5 إلى 15 حادثة أسبوعيًا. وأكّد مدرس فلسطيني في مدرسة ثانوية أن العام الماضي شهد غياب 20 صبيًا عن الدراسة بسبب سجنهم، الأمر الذي اضطرهم لإعادة السنة الدراسية. وأضاف موسى أبو حشاش الذي يعمل في جماعة "بيتسليم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن هذه القرية تقول إن الانتفاضة الفلسطينية لم تتوقف. وعزا سخونة الوضع في تلك القرية إلى موقعها على الطريق الرئيسي الذي يربط بين جنوب القدس والمستوطنات "غوش إتزيون"، التي استولت كما يقول الفلسطينيون على ثلث مساحة القرية، ومنذ أيار/ مايو الماضي يقوم الجيش بالاستعانة بحرس حدود من الشرطة لقمع عمليّات رَمْي الحجارة. وقام أطفال فلسطينيون، الخميس الماضي، في أعقاب مراسم دفن أحد المدرّسين المتقاعدين الفلسطينيين بإلقاء الحجارة على سيّارة تحمل لوحات إسرائيلية صفراء كانت تمُرّ على الطريق. سرعان ما توقفت السيارة وخرج المستوطنون منها وهم يسبُّون ويَلعنُون، وسرعان ما جاءت قوات الجيش ورفعت بنادقها وأعدّت الغازات المسيلة للدموع، وانتهى الأمر باعتقال سائق تاكسي فلسطيني. ويقول أحد المستوطنين الذي يسكن مستوطنة منذ العام 1984 إنه لم يعد يُحصي عدد حوادث إلقاء الحجارة على سيارته، التي عمل على تقوية زجاج نوافذها، ووصف ذلك بأنه "أعمال جنونية" وقال إنه فقد أحد أبنائه في حادث انقلاب سيارته العام 2011، بسبب تعرّضها لإلقاء الحجارة في الطريق نفسه. وتكمن المشكلة في أن حوادث إلقاء الحجارة تأتي في أعقاب المشاركة في جنازات دفن الموتى، والتي تمر عبر ذلك الطريق، الأمر الذي يجعل الصدام أمرًا حتميًا. واقترح أحد المدرّسين الفلسطينيين التبرّع بقطعة أرض لتكون مدفنًا جديدًا بعيد عن الطريق الرئيسي، ولكن السلطات الدينية رفضت فكرة نقل المدفن تلك. وقالت الصحيفة "إن هناك من يَرَى عدم جدوى إلقاء الحجارة، ولكن لا أحد يجرؤ على انتقاد ذلك علنًا". ويىأ البعض أن هؤلاء الذين يُلقون بالحجارة على المستوطنين والجنود محرومون من وجود حمّامات سباحة أم سينما أو تعلم الموسيقى، ويعانون من بطالة ولا سبيل لقضاء فراغهم سوى المشاركة في إلقاء الحجارة، وهم يفعلون ذلك أسوة بإخوتهم وآبائهم على سبيل الانتقام، وهناك حالة لطفل رفض الذهاب إلى المدرسة وفضّل المشاركة في عمليات قذف الحجارة. وقال والد الطفل إنه يرغب في أن يذهب إلى المدرسة والتطلع إلى المستقبل، ولكن الإسرائيليين يضعوننا في هذا المأزق. وأكد طفل فلسطيني سعادته بذلك قائلاً "أشعر بالسعادة وأنا أُلقي على الجنود الإسرائيليين الحجارة، فهم يحتلون أراضينا". ووصفت الصحيفة مشهد اعتقال محمد أبو هاشم فقالت "الجنود قاموا بتعصيب عينيه وسط صرخات إخوته البنات أثناء خروجهم به في الظلام". وكان أول اعتقال لمحمد أبو هاشم في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2010، ودفعت عائلته غرامة قدرها 1400 دولار، كما تم سجنه من نيسان/ أبريل وحتى حزيران/ يونيو من العام 2012، ثم عاد إلى السجن لمدة سبعة أشهر أخرى، وتشهد الرسوم الغرافيكية على حائط منزل العائلة عندما أُفرِج عنه، وظلت على الجدران حتى لحظة وصول عشرات الجنود لاعتقاله من جديد، في 8 تموز/ يوليو  الماضي، واستغرقت عملية القبض عليه ثماني دقائق. وخلال العام الماضي، قامت جماعة الدفاع عن الأطفال في العالم، وهي جماعة حقوقية، بتوثيق 360 حالة اعتقال لفتيان فلسطينيين، وأثناء الاعتقال تم تعصيب عيونهم وضربهم وتهديدهم أثناء عمليات الاستجواب. واعترف معظمهم بالتهم الموجهة إليهم، وتمّ سجن 90 في المائة منهم وفقًا للنظام العسكري الإسرائيلي، كما قال تقرير الجماعة الحقوقية. وقارنت الجماعة ذلك بعمليات القبض على أطفال إسرائيليين، فكانت النسبة 6.5 في المائة فقط مقارنة باعتقالات الأطفال الفلسطينيين، بالإضافة إلى أن المحاكمة للإسرائيليين كانت تتم أمام القضاء المدني وليس العسكري كما يحدث مع الفلسطينيين. ويُنتظر أن يواجه محمد السجن لمدة عشرة أشهر خلال جلسة المحاكمة التي تُعقد يوم 18 من الشهر الجاري، وذلك في ضوء اعترافه بإلقاء الحجارة خلال مشاركته في جنازة طفلة، وقال محاميه إنه لا يملك أن يفعل شيئًا من أجله بعد اعترافه.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة الحجارة مستمرّة في القرى الفلسطينية على يد الأطفال انتفاضة الحجارة مستمرّة في القرى الفلسطينية على يد الأطفال



GMT 15:01 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تكشف أن خمس الجيش البريطاني غير جاهز للقتال

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 03:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الأمم المتحدة تحذّر من أن النزاع في سوريا لم ينته بعد

GMT 07:21 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

روايات مرعبة لسجناء محررين من صيدنايا

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab