تكهنات بشأن الدوافع الحقيقية لزيارة مدير الـسي آي إيه إلى ليبيا
آخر تحديث GMT19:46:08
 العرب اليوم -

تكهنات بشأن الدوافع الحقيقية لزيارة مدير الـ"سي آي إيه" إلى ليبيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تكهنات بشأن الدوافع الحقيقية لزيارة مدير الـ"سي آي إيه" إلى ليبيا

وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية
طرابلس _العرب اليوم

انشغلت الأوساط السياسية في شرق ليبيا وغربها بزيارة ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» إلى البلاد، وطرحت أسئلة وعلامات استفهام كثيرة، كما زادت من المخاوف عن دوافعها، لا سيما أن البلاد تعيش حالة من «القلق والتشكك». وزيارة بيرنز، التي تعد الأولى لمسؤول أميركي رفيع المستوى إلى ليبيا منذ عام 2012، جاءت في وقت لا تزال فيه الاتهامات تحاصر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بعد تسليمه ضابط الاستخبارات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود إلى واشنطن، بذريعة تورطه في تفجير طائرة «لوكربي» عام 1988. وفور الإعلان عن هذه الزيارة، التي جاءت مفاجئة للبعض، تباينت الآراء حولها، ونظرت إليها الأطراف المنقسمة في طرابلس وبنغازي بعين من الريبة، كما لم تستبعد أن تكون امتداداً لحالة المناكفات الأميركية - الروسية، التي بدأت مبكراً باستخدام ورقة سيف الإسلام، نجل الرئيس الراحل معمر القذافي.

وكانت بنغازي أولى محطات مدير الاستخبارات الأميركية، حيث التقى فيها المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» لوقت قصير، قبل أن ينتقل إلى غرب ليبيا للقاء الدبيبة، في العاصمة طرابلس. وعدّ إدريس إحميد، المحلل السياسي الليبي، زيارة بيرنز للبلاد «تحولاً جديداً في السياسة الأميركية»، ورأى أن اجتماعه بحفتر «يحمل رسالة مهمة بخصوص عناصر شركة (فاغنر) الروسية في ليبيا»، التي توجد في البلاد منذ عام 2016، والتي كشف عن دورها في الحرب التي شنها «الجيش الوطني» على العاصمة طرابلس. وقد عبّرت واشنطن في مناسبات وفعاليات عدة عن قلقها من الدور الذي لعبته روسيا في الصراع الليبي.

ولفت إحميد في حديثه إلى «الشرق الأوسط» إلى «وجود جهود أميركية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، ولذلك جاءت زيارة المسؤول لحفتر والدبيبة لكون واشنطن تعوّل عليهما لإنجاز هذا المسار»، ورأى أن هناك «تخوفاً أميركياً من استخدام موسكو لليبيا كورقة ضغط في الحرب الروسية الأوكرانية». وهو ما تحاول أميركا استباق حدوثه، والتصدي له.

ولم يصدر أي تعليق من القيادة العامة عن مضمون زيارة المسؤول الأميركي لحفتر، لكن مكتب الدبيبة نقل باقتضاب عن بيرنز «إشادته بحالة الاستقرار والنمو التي تشهدها ليبيا خلال الفترة الأخيرة»، وقال إن اللقاء، الذي حضره من الجانب الليبي نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية، ورئيس جهاز الاستخبارات الليبي حسين العائب، يتعلق بـ«تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين».

ولم يستبعد إحميد أيضاً وجود دوافع أمنية وراء الزيارة، وقال إن «استقرار ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية يمنعان انتشار الإرهاب، خصوصاً في ظل الجهود التي يبذلها الجيش الوطني جنوب البلاد».

ومنذ اندلاع «ثورة 17 فبراير (شباط) التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، يعتقد الليبيون أن بلادهم «باتت مسرحاً متسعاً لاستخبارات دول أجنبية وعربية عدة»، ويشيرون في أحاديثهم إلى أن «الأطراف الدولية المتداخلة في أزمتهم تسعى للحصول على مكاسب نفطية»، من باب أنها «تسعى لحل الأزمة».

ومنذ تسليم حكومة الدبيبة أبو عجيلة إلى واشنطن، وتيار النظام السابق يتخوف من إقدامها على تكرار الخطوة ذاتها مع عبد الله السنوسي، صهر القذافي، رئيس جهاز الاستخبارات السابق، أو مسؤولين ليبيين آخرين، على الرغم من نفي الدبيبة في وقت سابق الإقدام على ذلك. غير أن الليبيين، الذين شاهدوا بامتعاض موكب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وهو يعبر من طريق باب العزيزية باتجاه وسط العاصمة تحت حراسة مشددة، يشيرون إلى أن «الصراع على السلطة في البلاد يجعل كل شيء قابلاً للحدوث».

وقال رمضان التويجر، القانوني والباحث الليبي: «يبدو أن خطراً ما يداهم وجود ومصالح الولايات المتحدة الأميركية في ليبيا هو ما جعل مدير الـ(سي أي إيه) يجري هذه الزيارة، وفي هذا الوقت بالذات، الذي تشتد المعارك فيه بين روسيا وأوكرانيا». مضيفاً أن هذه الزيارة «تأتي في الوقت الذي تفقد فيه ليبيا سيادتها واستقرارها، وتتمركز القواعد والقوات الأجنبية من مختلف الأطراف الدولية المتصارعة للسيطرة على العالم في كل مكان من أرض بلادي».

وانتهى التويجر قائلاً: «أتمنى من الأطراف الليبية كافة العمل على توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، وإخراج جميع القوات الأجنبية و(المرتزقة)، والتصالح فيما بينها، وإقامة علاقات متوازنة وقوية مع مختلف الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا بما يعيد سيادة ليبيا ويجعلها بلداً محايداً».

ويتمحور جانب من المناكفات بين أميركا وروسيا في ليبيا منذ عدة شهور حول سيف الإسلام، حيث تتمسك الأخيرة بحقه في لعب دور سياسي، وقد سبق لريتشارد ميلز، نائب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، مطالبة السلطات الليبية بضرورة تسليم سيف الإسلام إلى المحكمة الدولية، وقال إن السلطات الليبية «لم تتعاون في تقديم سيف القذافي ليخضع أمام المحكمة في لاهاي. ويجب أن يحدث هذا في أقرب وقت ممكن».


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"سي آي إيه" تغري وتجند جواسيس روس طمعاً في أسرار موسكو

 

مجلس الشيوخ يصادق بالإجماع على تعيين وليام بيرنز مديراً لـ"سي آي إيه"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكهنات بشأن الدوافع الحقيقية لزيارة مدير الـسي آي إيه إلى ليبيا تكهنات بشأن الدوافع الحقيقية لزيارة مدير الـسي آي إيه إلى ليبيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab