الفقر يقتل ثُلث أطفال مدغشقر بمرض سوء التغذية
آخر تحديث GMT18:02:12
 العرب اليوم -

الفقر يقتل ثُلث أطفال مدغشقر بمرض سوء التغذية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفقر يقتل ثُلث أطفال مدغشقر بمرض سوء التغذية

أطفال مدغشقر
أنتاناناريفو ـ عادل سلامه

يعد أطفال أمبوهيجافي، وهي قرية ريفية بين الوديان الخضراء والتلال المنحدرة من المرتفعات المركزية الخصبة في مدغشقر، من أفقر الأشخاص في العالم، لكنهم يحلمون بالتغلب على ظروفهم.

وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، يعاني نصف أطفال مدغشقر من سوء التغذية المزمن، ويتعرضون لحالة مرضية تعرف باسم "التقزم" فمثل هذا المرض يعترض سبيل هؤلاء الأطفال في الذهاب إلى المدرسة الثانوية، ناهيك عن صعوبة حصولهم على وظيفة ذات تحدي فكري أو جسدي، وتبين البحوث أنه إذا كان الطفل يعاني من التقزم في سن الثانية من عمره، فإن الأضرار التي لحقت بعقله وهيئته الصغيرة لا يمكن معالجتها تقريبا .

 وتحكي فرانسين راسواناندرانسان، 25 عاما، والدة توأم، وهي حامل بالشهر الثامن في طفلها الخامس، عن أولادها: ليسوا أطول بكثير من شقيقتهم ليوني البالغة من العمر أربع سنوات"، وأضافت " إنهم يبلغون من العمر 7 أعوام لذلك يجب أن يكونوا أكبر من ذلك بكثير "، ووفقا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية، فإن الأطفال ممن هم في نفس الطول يبلغوا من العمر خمسة أعوام.

 وعانت راسواناندرانسان من الحمى أثناء الحمل وكان لديها حليب ثدي قليل لا يكفي التوائم بعد الولادة، لذلك فطمتهما عن الرضاعة في وقت مبكر، في ثلاثة أشهر، ليتغذوا على نبات المَنِيْهُوت والمياه فقط، نظام غذائي فقير في المواد الغذائية، حيث يعتبر المَنِيْهُوت من المحاصيل الأساسية الموجودة على مدار السنة هنا.

 وتعد هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي نقطة للتنوع البيولوجي، غنية في المحاصيل والمعادن، غير أنه بلد فقير ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكانه الريفيون البالغ عددهم 24 مليون نسمة بحلول عام 2030 ، وأن يبلغ معدل الفقر أكثر من 90 %، ويقوم القرويون هنا بزراعة كميات صغيرة من المحاصيل الغنية بالمغذيات، مثل الأفوكادو والبطاطا الحلوة والذرة، ولكن الحصاد يستمر شهرين فقط، ويضطرون إلى بيع الغذاء مقابل النقد - وهو ما يحتاجونه كثيرا لشراء الكتب المدرسية والملابس وغيرها من الضروريات.

ويرتبط سوء التغذية بثلث وفيات الأطفال - 18000 حالة وفاة في السنة، كما أن النظم الغذائية للأمهات وسلوك الرضاعة الطبيعية سببا في ذلك، وقد لا يسبب سوء التغذية المزمن أو الطويل الأجل الوفاة، ولكن آثاره تطارد ضحاياه إلى الأبد؛ فالطفل الذي يولد بالتقزم عرضة للإصابة بالأمراض، وغالبا ما يجد صعوبة في التعلم أو التركيز بشكل سليم. وتصف منظمة الصحة العالمية التقزم بأنه"من أهم العوائق التي تحول دون التنمية البشرية على الصعيد العالمي".

 وفي المجتمعات الريفية حيث يعيش ما بين 70 و 80 % من سكان مالاغاساي، يمكن أن تؤدي المعدلات المرتفعة لسوء التغذية إلى فقر الدم وانخفاض معدل المواليد وتأخر التنمية، التي تستمر من جيل إلى آخر، بينما تشير التقديرات إلى أن الخسارة السنوية للدخل في مدغشقر بسبب سوء التغذية وتقدر بـ 740 مليون دولار، أي 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

وخلال الأزمة السياسية الأخيرة، التي أعقبت انقلاب عام 2009، أغلقت العديد من المراكز الصحية، ولم تسدد الرواتب وتوقفت المساعدات الخارجية. وقد قُوّض التقدم الصغير المحرز في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، واليوم، يعد التعليم والصحة والتغذية والحصول على المياه في البلاد من بين أسوأ المؤشرات في العالم،وفي أيار / مايو 2017، حددت مدغشقر هدفا للحد من سوء التغذية من 47 % إلى 38 % بحلول عام 2021.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقر يقتل ثُلث أطفال مدغشقر بمرض سوء التغذية الفقر يقتل ثُلث أطفال مدغشقر بمرض سوء التغذية



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عبير صبري تتعاقد على ثاني بطولاتها المطلقة
 العرب اليوم - عبير صبري تتعاقد على ثاني بطولاتها المطلقة

GMT 16:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عاصفة شمسية ضخمة تتجه نحو الأرض خلال ساعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab