حياة معلّقة لنحو ٣٠ ألف عائلة عراقية عائدة من سوريا عقب سقوط داعش
آخر تحديث GMT20:27:05
 العرب اليوم -

حياة معلّقة لنحو ٣٠ ألف عائلة عراقية عائدة من سوريا عقب سقوط "داعش"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حياة معلّقة لنحو ٣٠ ألف عائلة عراقية عائدة من سوريا عقب سقوط "داعش"

اللاجئين
بغداد - العرب اليوم

تتطلع العراقية عواطف مسعود البالغة من العمر 35 عاماً للعودة إلى قريتها في الأنبار بعد 3 سنوات قضتها في سوريا، لكنّ مركز «الجدعة للتأهيل المجتمعي» محطّة ضرورية قبل ذلك، لاستبعاد أي فكر متطرّف وتقديم دعم نفسي كما كلّ قاطني المركز، وهو جزء من مخيم يؤوي نازحين ويقع جنوب مدينة الموصل في شمال العراق، كانت عواطف مسعود في مخيّم الهول في شرق سوريا الذي يضمّ عائلات عراقية وأجنبية لعناصر في تنظيم «داعش»، لا يزال نحو 30 ألف عراقي عالقين في الهول، بينهم 20 ألف طفل، وفق وزارة الهجرة العراقية.

لكن إعادتهم تطرح إشكالية حساسة هي المصالحة في بلد لا تزال فيه العائلات المتهمة بالارتباط بتنظيم «داعش»، الذي عاث خراباً في المدن والقرى وارتكب المجازر، مرفوضة في مناطقها الأصلية وتعيش عواطف التي بدا التعب على ملامحها، في المركز منذ أربعة أشهر. وتقول: «هنا تقدّم لنا المنظمات الدعم النفسي عندما يلاحظون أننا نشعر بالحزن. توجد أنشطة مثل الحياكة، وصناعة الحلويات».

وتضيف: «يذهب أولادي إلى المدرسة» العامة في المخيم، و«بدأوا الامتحانات». عند سؤالها عن ارتباطها بـ«داعش»، قالت عواطف: «أهل زوجي كانوا في التنظيم، أجل، لكن الآن، لا أعرف». أما زوجها، فقتله تنظيم «داعش»، بقي ثلاثة من أطفال عواطف مع أهل والدهم في سوريا. وتقول: «أنا الآن أنتظر عودة أطفالي. وبعدها أريد العودة عند أهلي في الأنبار» تتلاصق حولها الخيام التي تؤوي 452 عائلة أُعيدت حتى الآن. للوصول إلى هناك، لا بدّ من المرور بنقطة تفتيش أمنية عند مدخل المركز الواقع على أطراف البلدة المحاذية وسط أرض قاحلة. ويُحظر الدخول من دون تصريح من السلطات.

- وصمة عار «داعش»

وتحاذي المخيم البيوت الخرسانية المترامية على أطراف البلدة التي ترتفع في شوارعها صور عسكريين قُتلوا خلال المعارك مع التنظيم في المركز، تقرّ بعض النساء اللواتي قابلتهنّ وكالة الصحافة الفرنسية، بارتباط أزواجهنّ أو أقربائهنّ بتنظيم «داعش»، في حين نفت أخريات أي علاقة يشرح مدير دائرة الهجرة والمهجرين في نينوى خالد عبد الكريم، أن «هذا المركز ليس من أجل حجز العائلات وحصرها وإنما هي عملية ترانزيت». تعمل أيضاً منظمات دولية ومحلية في إطار عملية التأهيل. تقوم الفرق التابعة لوزارة الهجرة بمساعدة العائلات على الحصول على أوراق قانونية، بالتوازي، «لدينا تعاون مع فريق الأمن القومي»، ووفق عبد الكريم، «لديهم فرق جوالة من أجل أخذ استبيانات... ومعرفة ما إذا كان لدى (العائلات) أفكار مخالطة»، في إشارة إلى التطرّف، بالتعاون «مع مجموعة باحثين مختصين في الدعم النفسي».

ويوجد في المركز «فريق مختص بكيفية معالجة وصمة عار (داعش)، لدينا بعض العائلات أفرادها كانوا منتمين لعصابات (داعش). في نهاية المطاف الحكومة العراقية هي الأب الروحي لهذا المواطن فكانت النظرة الأبوية أنه لا بد من معالجتهم وإعادتهم» يُقرّ بأن بعض العائلات «تأثّرت بهذا الفكر، لكن العدد قليل جداً»، ويوضح: «بتواصلنا اليومي مع العائلات... لم نجد أي حالة رفض لكل الفعاليات الاجتماعية أو حتى وجود النساء مع الرجال وكذلك الأطفال والملابس... لا توجد رسائل بأن هناك فكراً متطرفاً» في الخيام، يعيش الجيران حياة شبه طبيعية، فيتبادلون الزيارات بينما يكوّن أطفالهم الصداقات. من غرفة تتصاعد أصوات ماكينات الحياكة، حيث انهمكت نساء على درز الأقمشة. على أطراف الخيام، ملعب صغير معدّ للأنشطة الرياضية للأطفال.

- المصالحة

بانتظار العودة إلى مناطقهم، وكجزء من إعادة التأهيل والتهيئة للاندماج، تجري كل أسبوع زيارات من ذويهم للعائلات لتمهيد عودتهم أُعيدت حتى الآن على خمس دفعات أكثر من 100 عائلة: «سواء إلى الأنبار، وجزء قليل إلى صلاح الدين وجزء آخر إلى نينوى»، بعد التنسيق مع الجهات الأمنية والسلطات المحلية، وفق عبد الكريم ومن أجل ضمان عودة تلك العائلات، لا بدّ من الحصول على موافقة الزعامات العشائرية المحلية وحسب البنك الدولي في تقرير صدر في يناير (كانون الثاني)، فإنّ «العائلات التي يُعتقد أنها مرتبطة بتنظيم (داعش)، تجد عودتها متوقّفة بسبب عوامل أمنية، ورفض المجتمع ووصمة العار، ومعرّضة للاعتداءات الثأرية».

كذلك «من الشائع أن يشعر السكان في مناطق العودة بالخوف من أن رجوع العائلات التي يعتقدون أنها ساندت تنظيم (داعش) أو لا تزال، سيزعزع استقرار مجتمعهم ويخلق مخاطر جديدة على الأمن والعلاقات الاجتماعية» ويتطرّق التقرير إلى ثمانية اتفاقات مصالحة بين عامي 2015 و2020 لإفساح المجال أمام عودة نازحين. ويشير خصوصاً إلى أن «التمثيل غير المباشر للنازحين عبر شيوخ العشائر أتاح المفاوضات التي ما كان يمكن أن تحصل لولا ذلك».

وفي كلمة هذا الشهر، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عن استعداد بلده لمواصلة إعادة العائلات من «الهول» بعد «التدقيق الأمنيِّ، والتأكّد من جنسيّتهم العراقيَّة». ودعا دول التحالف الدولي لمكافحة المتطرفين إلى الدعم في مجال «إعادة الاندماج والتأهيل»، مشيراً إلى أن غالبية من أُعيدوا هم «نساء وأطفال». وتتمنى شيماء علي (41 عاماً) العودة قريباً إلى منطقتها (القائم) الحدودية مع سوريا، لكن تقول: «نحن الآن ننتظر أن يتقبلنا الأهالي. يقولون: أنتم (داعش). صحيح أنا لا أنكر، كان زوجي عنصراً في تنظيم (داعش)، لكن إن كان زوجي في (داعش)، هل أصبح أنا مثله؟». وتضيف: «لو يقولون لي الآن بإمكانك الخروج، لخرجت». تقول: «بعد خمس سنوات من التهجير، أنا همي الآن مصير ابنتيَّ، ربّما ضاع مستقبلي، لكن لا أريد أن يضيع مستقبلهما أيضاً».

وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق قد أعلنت أمس مقتل ثلاثة من عناصر تنظيم «داعش» بضربات جوية استهدفت مناطق متفرقة من محافظة صلاح الدين، وقالت خلية الإعلام، في بيان صحافي أمس، إن طائرات القوة الجوية وجهت ضربتين جويتين لمجموعة من عناصر «داعش» تستقل سيارة من نوع «بيك أب» مما أدى إلى مقتل عنصرين من تنظيم «داعش»، وأشارت إلى مقتل عنصر ثالث بضربة جوية منفصلة في صحراء الثرثار. وتواصل القوات العراقية عملياتها بشكل شبه يومي لمطاردة فلول «داعش» في مناطق متفرقة من البلاد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

روسيا تتحرك ضد داعش في سوريا بعملية عسكرية

البنتاغون يؤكد غالبية قتلى غارة الباغوز السورية من داعش

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة معلّقة لنحو ٣٠ ألف عائلة عراقية عائدة من سوريا عقب سقوط داعش حياة معلّقة لنحو ٣٠ ألف عائلة عراقية عائدة من سوريا عقب سقوط داعش



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
 العرب اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 19:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
 العرب اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab