بنيامين لوياتي يؤكّد أن الحلوى لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة
آخر تحديث GMT10:14:24
 العرب اليوم -

بنيامين لوياتي يؤكّد أن "الحلوى" لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بنيامين لوياتي يؤكّد أن "الحلوى" لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة

حلوى "لولوبتي" التي صممها لوياتي
بروكسل - سمير اليحياوي

يعتبر الفنان بنيامين لوياتي الحلوى لغة عالمية حيث تعيد الحنين إلى أيام الطفولة والمشاحنات مع شقيقته التوأم على الحلوى، ولذلك اعتمد عليها كوسيلة مثالية على المدى الطويل لتسليط الضوء على التراث المعنوي لسورية، وقدم المصمم  لوياتي ومقره بروكسل شكل غير متوقع للحلوى، حيث بدت الحلوى باللون الوردي وفقا لمواصفات خاصة بالمصمم، وربما تظن للوهلة الأولى أنها حلوى رخيصة مثل تلك التي تباع من قبل الباعة الجائلين السوريين، إلا أن كل منها يشبه شكل " معبود العين" وهي تلك التماثيل السورية القديمة التي لا يزال لاستخدامها معنى يناقشه العلماء، ويصف لوياتي الحلوى بكونها " عناصر مُرسلة، مضيفا " كل شيء له قيمة يرتبط بالعاطفة والتاريخ والتراث"، وكتب لوياتي في إحدى لوحاته " الحلوى تُبقي الماضي على قيد الحياة".

بنيامين لوياتي يؤكّد أن الحلوى لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة

وتابع لوياتي "قالت إحدى السيدات أنها لم تأكل هذه الحلوى لأنها تباع على عربات بها غبار وأتربة، إنها ليست للأغنياء، وعندما اختفت هذه الحلوى من الشوارع بسبب الحرب تذكرتها السيدة وقالت إنها افتقدتها"، وتُعرض الحلوى هذا الشهر في معرض "لندن ديزين بينالي"، ويضم معرض لوياتي " نحت عملي"  لما يعرب بآلة البيع، والتي تقدم كيس من الحلوة مقابل 5 أسترليني، مع دعوة هواة التصميم للقيام بواجبهم، ويتم تحويلا لاموال التي ستوضع في الآلة مباشرة إلى مبادرة موزايك وهي مؤسسة خيرية صغيرة مقرها لندن توزع مساعدات  للمشاريع التعليمية للاجئين السوريين في سورية وخارجها ، وإذا نجحت فكرة لوياتي ستكون الخطوة الأولى لجمع الناس معا من خلال الحلوى.

بنيامين لوياتي يؤكّد أن الحلوى لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة

وأطلق لوياتي على الحلوى اسم "لولوبتي" يمزج بين اسم حيوان آليف للأطفال مع الحروف الأخيرة "بتي" لتعكس الهوس السوري باستدعاء أسماء الحلويات مثل "كيوتيس"، ويفكر لوياتي في التعاون مع شركة كبيرة مثل كرافت لإنتاج الحلوة واستخدام الأموال التي تجنيها لحماية التراث السوري، ويضيف لوياتي "  هاريبو يبيع بليون من حلوى الفراولى سنويا، أنا حالم ولكن إذا بعت 100 ألف في عامين فقط يعد ذلك شيء ملموس"، ويُعرض في المعرض فيلم "العيون المذهلة في سورية" والذي تم تصويره في مخيم وادي البقاع للاجئين، ويوجد المخيم في المنطقة الحمراء من الحدود اللبنانية مع سورية، وسافر لوياتي إلى المخيم الشتاء الماضي مع أصدقاء سوريين ولبنانيين فضلا عن المنظمات غير الحكومية لتلبية حاجة العائلات، وكانت النتيجة تصوير 20 دقيقة من حديث السوريين عن الحلوى التي افتقدوها، وأوضح التركيز على هذه التفاصيل  اللذيذة من حياتهم كيق جرفت الحرب ثقافة الحياة والمجتمعات المتماسكة والمتع البسيطة.

بنيامين لوياتي يؤكّد أن الحلوى لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة

وأفاد لوياتي أن العائلات استمتعت بفرصة مناقشة الذكريات السعيدة، مضيفا " هناك غربيون يريدون تصوير الغبار والرعب، وكانوا شاكرين لإظهار البسمة من بين الرعب، يمكننا تحطيم المباني وقتل البشر ولكن لا يمكن محو التراث الحي وذاكرة الأشياء والثقافة والحضارة"، وتحدث الوالد "هنادي عباس" عن حلوى القرش التي اعتاد شرائها لإعطائها للضيوف أو الأقارب، واليوم تتكلف الحقيبة ما يتراوح بين 10-20 أسترليني، فيما عرضت غحدى السيدات قوال خبز بلاستيكية احتفظت بها خلال رحلتها إلى المخيم، وأبرزت السيدة قواطع البسكويت وتذكر عندما كانت تخبز لزوجها البسكويت على شكل قلب، وعندما كان يسألها عن سبب كثرة القلوب فكانت تجيب " لأنني أحبك".
وتذكرت الأم  لثلاثة أطفال"هاني قبيصي" كيف كانت تدعو الجيران في أيام الأعياد إلى منزلها لتناول الحوى المنزلية، وتمثل هذه الدعوة فرصة للمصالحة إذا كانت على خلاف مع إحداهن، وتقول الأم حزينة " الأن ضاع كل شيء ولن نستعيد ذلك مجددا"، وتتخلل حكايات أعضاء المخيم مشاهد خيالية مثل بائع حلوي في متجر فارغ، بينما يقدم أحد صانعي الأيس كريم الذي اشتهرت به دمشق موسيقى جميلة، ما أعاد المشاهد والأصوات في سورية إلى الحياة، ويعتقد لوياتي أن الحلوى تمثل كرم السوريين وهي الفكرة التي أعادها مرارا وتكرارا، موضحا "حلوى لولوبتي هي سفيرة وسائل العيش في سورية من حيث مشاركة الحلوى في الشارع، في سورية الناس يشاركون الحلوى وحتى في المخيم"، وأفاد لوياتي أنه لاحظ ذلك بشكل لا إرادي، مشيرا إلى انه عندما ذهب إلى متجر صغير لشراء الحلوى لإعطائها للعائلات لم يرغب صاحب المتجر في أخذ المال رغم أنه كان فقيرا للغاية، وليس من الصعب رؤية مدى حب لوياتي لسورية حيث سافر هناك في عمر العشرينات للمرة الأولى التي خرج فيها من أوروبا، لكنه اليوم يعتبر نفسه مواطنا عالميا، حيث نشأ في قرية صغيرة مع المزارعين ولم يكن مستعدا لرؤية العجائب الأثرية في تدمر أو الكنيسة البيزنطية القديمة، ويضيف لوياتي " كنت مثل الأسفنج عندما ترى في الكتاب المدرسي الخاص بك قلعة ثم تراها في الحقيقة"، وأوضح لوياتي أنه عاني من متلازمة ستندال بسبب أنقاض تدمر، وهي رد فعل جسدي من هذه العجائب، وتابع لوياتي " قال الطبيب إنه البلاد بها الكثير من الجمال والمعلومات حتى أنها استحوذت على جزء من دماغي".

بنيامين لوياتي يؤكّد أن الحلوى لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة

وزار لوياتي دمشق في العطلات وتعلم اللغة العربية، واتسعت دائرة أصدقاءه السوريين، وشعر كما لو كان في وطنه، واعتقد أنه يووما ما سينتقل للعيش هناك، ولكن اليوم تحطمن البلاد لكنه يريد سداد الدين، مضيفا " أريد أن أعيد إلى سورية ما أعطته لي"، ودعا لوياتي أصدقاءه السوريين لكتابة بطاقات  له عن الحلوى التي يذكرونها، ما جمع العديد من البطاقات الموجودة حاليا ضمن كتاب يصاحب مشروعه، بما في ذلك بطاقة خاصه به جاء فيها " الحلوى تذكرني بصديقتي أميرة، ولم أرها أو عائلتها أو منزلها منذ وقت طويل، لقد سرقت الحرب كل هذه اللحظات الرائعة لكنها لا زالت تعيش في ذاكرتنا".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنيامين لوياتي يؤكّد أن الحلوى لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة بنيامين لوياتي يؤكّد أن الحلوى لغة عالمية تعيد الحنين إلى أيام الطفولة



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 18:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab