واشنطن - العرب اليوم
أكدت الأمم المتحدة، الجمعة، أن أي طرف «لن ينتصر» في الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا، مضيفة أنها تحاول بكل السبل «تخفيف التأثير المدمر» للحرب على الأمن الغذائي العالمي. وأوضح أن العديد من البلدان العربية مثل مصر ولبنان واليمن وغيرها في المنطقة العربية وأفريقيا تحتاج إلى إمدادات الحبوب من البلدين المتحاربين. ووصفت التهجير والنزوح لـ15 مليون شخص من الجمهورية السوفياتية السابقة في ثمانية أسابيع بأنه غير مسبوق في التاريخ. ومع مضي مائة يوم على بدء حرب أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، وصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقها للأزمة في أوكرانيا أمين عوض الحرب بأنها انتهاك لسلامة أراضي أوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن «هذه الحرب لن يكون فيها منتصر».
ولفت إلى أن «الحرب تخرب البلاد بلا هوادة ولا سيما في شرقها»، محذراً من أنه «بحلول فصل الشتاء، قد تتعرض حياة الملايين من المدنيين للخطر». وأكد أن الأمم المتحدة «تتبع كل السبل لتخفيف التأثير المدمر لتداعيات الحرب على الأمن الغذائي العالمي من خلال السعي إلى تحرير تجارة الحبوب والسلع الأساسية»، قائلاً إنه «قبل كل شيء نحن بحاجة إلى السلام. يجب أن تنتهي الحرب الآن». وأكد أيضاً أن هذه الحرب «طاحنة بشكل كبير»، مضيف أن تداعياتها «ظهرت في الزحف البشري الذي حصل»، إذ «خرج نحو ستة ملايين أوكراني إلى دول الجوار وما بعدها، وهناك 7.6 مليون أوكراني داخل البلاد أصبحوا نازحين».
ورأى أن «هذه من أسرع تداعيات الحرب التي شهدناها في الماضي، بل في تاريخ البشرية، كون أن يخرج 15 مليون شخص في ثمانية أسابيع من دولة في وسط أوروبا بهذه الطريقة»، قائلاً إن هذا «نزوح لم نسمع به في التاريخ»وتحدث عوض عن «جهود كبيرة تجري وراء الكواليس» مع دول أوروبية وغيرها، لافتاً بصورة خاصة إلى جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي زار موسكو وكييف وإسطنبول أخيراً، ووجد قبولاً لأن يكون «رسول سلام» بين الطرفين، مؤكداً أن «تقارب وجهات النظر (…) يتطلب مجهوداً ليس فقط من الأمين العام، ولكن أيضاً من بعض الأطراف الأخرى».
وأشار إلى زياراته لأوكرانيا حيث توجد «قصص مؤسفة وحزينة للغاية»، ومنها «تدمير آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات في المناطق التي دارت فيها هذه الحرب»، بالإضافة إلى «مقتل أو إصابة نحو سبعة آلاف شخص». وعن الاتهامات للجانب الروسي بترحيل الآلاف من المدنيين من أوكرانيا إلى روسيا وخصوصاً الأطفال الصغار، بالإضافة إلى سرقة الحبوب من أوكرانيا، قال: «تحققنا من هذه الاتهامات في مكاتبنا في روسيا وأعطينا هذه الملف إلى منظمتين مختصتين باللاجئين والأطفال، وبدأتا في التحري عن هذه المواضيع، ولكننا لم نتسلم أي نتيجة إلى الآن»، ولكنه أقر بأن «روسيا فتحت، أثناء الحرب في الشرق، ممرات إنسانية إلى داخل روسيا، وبالتالي ذهب الناس في هذا الاتجاه شرقاً بدلاً عن الغرب».
وسئل عن آثار الحرب التي تطول مناطق عديدة من العالم وخصوصاً الدول الضعيفة التي تعتمد على استيراد القمح من أوكرانيا مثل اليمن والسودان وغيرهما، فأوضح أن أوكرانيا تنتج نحو 85 مليون طن من القمح والحبوب سنوياً، والحصاد لهذا الموسم يحصل بين يوليو (تموز) وأغسطس (آب) المقبلين، ولكن «بسبب الحرب، نتوقع أن ينخفض المحصول من 85 مليون طن إلى نحو 55 مليون طن». وأضاف: «لا بد من تفريغ الصوامع والمخازن من محصول 2021»، لأن عدم تفريغها سيؤدي إلى ترك مخزون 2022 في الأرض وسيصاب بحشرات أو آفات، وسيتلف». ودعا القوات الروسية إلى فتح المنافذ البحرية في البحر الأسود.
كما نبه إلى أن «هناك 1.4 مليار شخص في العالم يحتاجون إلى غذاء - من حبوب أو غيرها - من أوكرانيا، وعلى رأسها الدول العربية، بما فيها مصر ولبنان واليمن وبلاد الساحل الأفريقي وبلاد تعاني من الجفاف والتصحر - مثلا في القرن الأفريقي - وغيرها من الدول في آسيا وأميركا اللاتينية». ذكر بأن المحصول الزراعي أو الغذائي الروسي والأوكراني يعادل 30 في المائة من السلة الغذائية العالمية. ولذلك، «لا بد أن يوجد حل لهذه المشكلة»، متمنياً أن «نصل إلى حل وتنفرج الأزمة وينفتح تصدير هذه المواد الغذائية إلى بقية العالم». وقال إن «الموانئ الأوكرانية كلها مغلقة، وعليها حصار من الجانب الروسي. لذلك ليست هناك عمليات تصدير».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الأمم المتحدة تعلن مقتل 19 مدنيا في اليمن رغم هدنة الشهرين
ترحيب خليجي وأوروبي وشكر أُممي وأميركي لجهود السعودية تمديد الهدنة في اليمن شهران إضافيان
أرسل تعليقك