تكرار التفجيرات في جنوب لبنان يضاعف الغموض حول ملابساتها
آخر تحديث GMT19:46:08
 العرب اليوم -

تكرار التفجيرات في جنوب لبنان يضاعف الغموض حول ملابساتها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تكرار التفجيرات في جنوب لبنان يضاعف الغموض حول ملابساتها

التفجيرات في جنوب لبنان
بيروت - العرب اليوم

أضاف الانفجار الذي وقع مطلع هذا الأسبوع في بلدة بنعفول في جنوب لبنان، غموضاً إلى الغموض الذي تركته عدة تفجيرات وقعت خلال الأشهر الماضية، وأسفر بعضها عن وقوع قتلى، ودخلت سجل الحوادث التي وقعت نتيجة «حريق»، أو «احتكاك كهربائي».
وتضاربت المعلومات حول طبيعة الانفجار الذي وقع في مركز لكشافة «الرسالة الإسلامية» ليل الاثنين الثلاثاء، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 7 آخرين بجروح. ففيما تحدثت معلومات عن أن الانفجار وقع في مستودع للأسلحة، أعلنت «حركة أمل» أن الانفجار وقع نتيجة حريق فجر عبوات أكسيجين عائدة لقسم «الدفاع المدني» في «كشافة الرسالة»، كانت مخصصة لمعالجة مرضى «كورونا»، وانفجرت نتيجة النيران، ما أدى إلى دمار المبنى.
ويعد هذا الانفجار، الأحدث في سلسلة انفجارات غامضة وقعت في جنوب لبنان منذ الصيف الماضي. وتُسجل ملاحظة أن هذا الانفجار وقع في منطقة سكنية، مثل الانفجار الذي وقع في مخيم «برج الشمالي» للاجئين الفلسطينيين في صور في الجنوب، بينما وقعت الانفجارات الأخرى في مناطق غير مأهولة أو حرجية، وشوهدت ألسنة اللهب أو سمع دوي الانفجارات من بعيد، ولم يتمكن أحد من السكان من معاينتها عن كثب.
ويعد جنوب لبنان منطقة موالية بمعظمها لـ«الثنائي الشيعي» أي «حزب الله» و«حركة أمل»، ولا يخفى أن المناطق غير المأهولة فيها الواقعة في الأحراش والوديان، تتضمن نشاطاً عسكرياً لـ«حزب الله»، وهو ما عزز في مرات سابقة فرضيات أن تكون مسيرات إسرائيلية تقف وراء الانفجارات الغامضة، أو أن الانفجارات تقع في مخازن أسلحة عائدة للحزب.
وبعد وقوع الانفجار الأخير، كلف القضاء اللبناني مديرية المخابرات في الجيش بجمع الأدلة والتحقيق بالحادث، وأنجزت المديرية المهمة وبات الملف بعهدة القضاء الذي «يجري تحقيقاته بكامل الملف بعد جمع المعلومات والمعطيات والأدلة الجنائية من الموقع»، حسب ما قالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط». وبعد أقل من 24 ساعة على الانفجار، نقل مصدر أمني تأكيده أن الانفجار لم يكن عملاً تخريبياً، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
ويزيد تكرار الانفجارات المجهولة من مستوى غموضها، بالنظر إلى أن كل حدث ينتهي في اليوم التالي لوقوعه، من غير أي معلومات تُنشر عن التحقيقات بتلك التفجيرات ومسبباتها، وكيفية تجنب تكرارها.
ويشير الباحث والمحلل السياسي طوني أبي نجم إلى واقع غريب في لبنان عند وقوع أي حادث، إذ بدلاً من أن تعزل الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية مسرح الجريمة، يقوم بهذه المهمة «حزب الله»، ما «يحد من قدرة الأجهزة الرسمية على أن تقوم بعملها»، مضيفاً : «لذلك، فإن كل ما يصدر من بيانات عن الحزب أو الأطراف المعنية بالأحداث، به شك»، مستغرباً لماذا صدر بيان عن «حركة أمل» من دون أي بيان رسمي يصدر عن السلطات اللبنانية الرسمية.
وتطرح كل الأحداث أسئلة ترتبط بظروف تلك التفجيرات أو الحرائق، وملابساتها. وسأل أبي نجم: «إلى متى ستبقى الدولة عاجزة عن بسط سيطرتها على مناطق الجنوب؟ وماذا عن تطبيق القرار الدولي 1559 ونزع سلاح الميليشيات؟»، مضيفاً أن الصور التي أظهرت الدمار في المبنى «تشير إلى أن حجم الانفجار قد يكون أكبر من انفجار قوارير أكسيجين كونه دمر مبنى من طابقين بالكامل». وقال أبي نجم إن الدولة «مغيبة بالكامل، فرئيس الجمهورية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو جزء من المنظومة التي يديرها (حزب الله)، أما الحكومة فعاجزة، ورئيس مجلس النواب شريك لهذا السلاح، وبالتالي، لا يعول على البيانات الصادرة في ظل غياب القضاء والأجهزة الأمنية». وقال إن الشبهات بوجود أسلحة مخزنة بين المدنيين «يضع المدنيين في ورطة ويجعلهم عرضة لتهديد أمني، ويتسبب بمزيد من انفصال لبنان عن واقعه ومحيطه العربي».
وتكررت تلك الأحداث خلال الأشهر الأربعة الماضية. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، دوى انفجار فجراً في منطقة حرجية بين بلدتي حومين الفوقا ورومين في جنوب لبنان، وأفاد السكان بسماع دوي انفجارات، كما انتشرت مقاطع فيديو لمشاهد النيران التي اندلعت في موقع الانفجار، من غير أن تقدم إفادات لاحقة بظروف الانفجار أو النيران.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقع انفجار ضخم في مخيم برج الشمالي في الجنوب، اندلعت إثره نيران ضخمة، وتضاربت المعلومات حول ما إذا كان ناتجاً عن «حريق في مستودع ذخيرة وأسلحة ومواد غذائية تابع لـ(حركة حماس)»، حسب ما قالت مصادر لبنانية، أو أنه «ناتج من تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأكسيجين والغاز المخصصة لمرضى (كورونا)»، كما قالت «حماس»، وأسفر الانفجار عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.
وفي سبتمبر (أيلول) 2020 وقع انفجار في منطقة عين قانا في قضاء النبطية، أدى إلى تدمير المبنى الواقع في منطقة نائية، ونُقِل عن «حزب الله» قوله بأن المبنى هو مركز لتجميع الألغام من مخلفات حرب يوليو (تموز) 2006.

قد يهمك ايضا 

اليونيفيل تدعو لضبط النفس بعد تبادل إطلاق صواريخ بين لبنان وإسرائيل

اليونيفيل تحقق في تبادل إطلاق صواريخ بين لبنان وإسرائيل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكرار التفجيرات في جنوب لبنان يضاعف الغموض حول ملابساتها تكرار التفجيرات في جنوب لبنان يضاعف الغموض حول ملابساتها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab