ألمانيا تحظّر أنشطة السلفيين للحفاظ على اللاجئين
آخر تحديث GMT21:22:01
 العرب اليوم -

ألمانيا تحظّر أنشطة السلفيين للحفاظ على اللاجئين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ألمانيا تحظّر أنشطة السلفيين للحفاظ على اللاجئين

رجل يوزع المصاحف في فرانكفورت
برلين - جورج كرم

رصدت السلطات الألمانية على مدى أعوام، حظّر أنشطة السلفيين وأتباعهم الذين يتبعون الإسلام المتشدد العدواني، ويتعاطفون مع تنظيم "داعش"، واتخذ المسؤولون إجراءات صارمة في إطار حملة واسعة ضد إحدى الجامعات السلفية الأسبوع الماضي، بعد أيام من اعتقال إمام رفيع المستوى.

وتعدّ هذه اليقظة المفاجئة بسبب القلق من محاولة السلفيين تجنيد مئات الآلاف من اللاجئين المسلمين الذين وصلوا قبل عام، وتشجيع بعضهم للاشتراك في الجهاد في سورية والعراق أو تنفيذ هجمات في ألمانيا، وأكد بوريس بيستوريوس وزير الداخلية في ولاية سكسونيا أنه تم الإبلاغ عن 400 حالة اقتراب السلفيين من اللاجئين على الصعيد الوطني في الأشهر الأخيرة، وذكر السيد بيستوريوس في تصريحاته عبر الهاتف، أن الموظفين في مراكز اللاجئين حذروا السلطات من نشاط السلفيين هناك وسعيهم لتجنيد طالبي اللجوء.

ويخشى المسؤولون في ظل سعى اللاجئين من الدول الإسلامية إلى النضال، من أجل بناء حياة جديدة في ألمانيا، أن يكونوا معرضون بشكل استثنائي لاجتذاب الجماعات السلفية، ما دفع السلطات إلى تكثيف الجهود لمنع التجنيد، واستهداف الجماعات والدعاة الذي يرسلون أتباعهم من الشباب إلى الجهاد. وأكدت السلطات الألمانية أن أحد هؤلاء الدعاة عراقي، عمره 32 عامًا، يدعى أبو ولاء، والذي اعتقلته السلطات في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويعرف أحيانًا باسم "الرجل بلا وجه" لأنه يقوم بالدعوة باللغتين العربية والألمانية، ويظهر من ظهره فقط في الكاميرا، ويعرفه المسؤولون باسم أحمد عبد العزيز، وصنع الداعية قاعدة له في هيلدسهايم وهي مدينة هادئة ظاهريًا، تضم 100 ألف شخص، ويزداد أتباعه بشكل كبير حتى قدم تطبيقًا خاصًا به في 2014، ويُذكر أنه أرسل شخصًا واحدًا على الأقل إلى الجهاد، ووجهت إليه تهمة الإرهاب وتأييد تنظيم "داعش".

ويقضي عبد العزيز وقته بين هيلدسهايم وستافليا، وهو متزوج من اثنين أو ثلاثة من النساء، ويصفه وزير الداخلية رالف جاغر بكونه الرئيس العقائدي للسلفيين في ألمانيا، وتم اعتقال أبو ولاء، ضمن حملة داهمت فيها الشرطة 190 موقعًا في أنحاء ألمانيا، لحظّر جماعة "الدين الحقيقي" والتي تصفها السلطات بأنها تجمع للمتطرفين المحتملين. ونظّمت الجماعة حملة "اقرأ" تحت إرشاد الواعظ الفلسطيني إبراهيم أبو ناجي، ووزعوا المصاحف مجانًا في كثير من مناطق التسويق. وأوضحت السلطات أن الجماعة أرسلت أكثر من 140 شخصًا في معارك متطرفة، وذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي مايستر، قائلًا "سنسحب البساط من تحت أقدامهم" بعد المداهمات التي وصفت بكونها أكبر عملية مناهضة للإسلاميين في 15 عامًا.

وأكد سياسيون ومسؤولون أن هذا النشاط يؤثر على نسبة ضئيلة من اللاجئين، وأن السلفية استقطبت نحو 5 مليون مسلم في ألمانيا، ويذكر أن عدد السلفيين اليوم يبلغ 9200 على الصعيد الوطني، حيث تضاعف العدد 3 مرات تقريبًا في الخمسة أعوام الماضية، وزاد العداء منذ الوصول العشوائي إلى نحو مليون لاجئ العام الماضي في ألمانيا، وبخاصة بعد تورطهم في الاعتداءات الجنسية في احتفالات رأس السنة الميلادية في مدينة كولونغ، ويليها سلسلة هجمات متطرفة ارتبطت بتنظيم "داعش"، وقامت السلطات الألمانية بزيادة التمويل لتوظيف موظفين جدد مع إضافة المراقبة بالفيديو في العديد من الأماكن العامة، وتعدّ هذه التدابير محاولة لتجنب النقد الذي واجهه المسؤولون نتيجة الفشل، في توقع المشاكل التي يمكن أن يحدثها اللاجئون، وتُعرض بعض هذه المشاكل حاليًا أمام القضاء بعد قيام فتاة مراهقة من هانوفر، بطعن وجرح ضابط شرطة أثناء فحص هوية روتيني في محطة قطار هوفر في فبراير/ شباط.

وكشف سياسيون معارضون في ولاية سكسونيا أن السلطات أغفلت عدة أدلة بشأن الفتاة وعمرها 16 عامًا، وتدعى "صفية" حيث رصدت  عام 2009 في فيديو تشارك بفخر في مكوب السلفي الألماني الذي اعتنق الإسلام بيير فوجل، كفتاة شابة ترتدي الحجاب وتعيش حياة الورع، وشوهدت في مدرجات توزيع القرآن في هانوفر، في حين اختفى شقيقها الأفغاني منذ ذلك الحين، وهو شاب مسلم يشتبه في صلته بالهجوم الإرهابي الذي أحبطته السلطات قبل عام ما أدى إلى إلغاء مباراة لكرة القدم الوطنية مع هولندا على الرغم من امتلاء الملعب بالمشجعين، وربما ينكشف مدى تطرف صفية أثناء محاكمتها المغلقة للجمهور بموجب قوانين حماية الشباب، وتبين أن صفية سافرت إلى تركيا في يناير/ كانون الثاني بنية الوصول إلى سورية، كما سافرت والدتها المغربية المتدينة للغاية إلى تركيا، لإعادة ابنتها إلى ألمانيا.

ألمانيا تحظّر أنشطة السلفيين للحفاظ على اللاجئين

وبيّن ستيفان يركنر النائب المعارض في ولاية سكسونيا، والمشرف على الأعمال الشرطية والاستخباراتية في الولاية أن الشرطة تابعت عودتها، لكنها صنفت صفية باعتبارها لا تمثل خطر على الأمن العام، وأوضحت صفية في الفيديو المسجل قبل يوم من اعتدائها على ضابط الشرطة أن عملها لصالح تنظيم داعش، بينما لم يتسن التوصل إلى محاميها موتلو غونال للتعليق، وتنظر السلطات في واقعة الطعن التي حدثت قبل عدة أشهر، وذلك قبل أن يصيب اثنان من المهاجمين أشخاص عدّة في هجومين منفصلين في ولاية بافاريا في أول هجوم لصالح تنظيم "داعش" في ألمانيا.

ونفى السيد بيستوريوس تباطؤ المسؤولين في التعامل مع قضية الفتاة إلا أن المعارضين يقولون إن السلطات فقدت الإشارات الدالة على تطرف الفتاة لكونها شابة مراهقة، ونقلت جينس ناكي من الحزب الديمقراطي المسيحي عن ضابط شرطة قوله "كنا نبحث عن رجل ملتحي عمره 26 عامًا، لكنهم استخدموا فتاة مراهقة عمرها 15 عامًا"، فيما أضاف السيد بركنر "يوضح ذلك أنه علينا أن تخيل أي شيء".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا تحظّر أنشطة السلفيين للحفاظ على اللاجئين ألمانيا تحظّر أنشطة السلفيين للحفاظ على اللاجئين



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab