دماء متناثرة وقصة مأساوية وراء تفجير داعش في تركيا
آخر تحديث GMT11:56:16
 العرب اليوم -

دماء متناثرة وقصة مأساوية وراء تفجير "داعش" في تركيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دماء متناثرة وقصة مأساوية وراء تفجير "داعش" في تركيا

لذاين سيفيك يحتضن زوجته هايس الملطخة بالدماء
أنقرة -جلال فواز

أظهرت صورة رجل يُدعى لذاين سيفيك وهو يحتضن زوجته هايس الملطخة بالدماء جرّاء انفجار قنبلة بالقرب من محطة القطار في أنقرة، وقد نجا الزوجان من الإنفجار إلا أن ابنتهما باساك سيدار توفت على الفور حيث كانت تنتظر والديها بالقرب من محطة القطار التي انفجرت فيها القنبلة.

وكانت باساك سيدار من بين 97 شخصًا لاقوا حتفهم عند وقوع انفجارات في مسيرة سلمية مؤيدة للأكراد في شوارع أنقرة صباح السبت، وأوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن متطرفي داعش هم المشتبه فيهم الرئيسي.

دماء متناثرة وقصة مأساوية وراء تفجير داعش في تركيا

وصرّحت جريدة حريت أن لذاين وزوجته سافرا من منزلهما من محافظة أورفا فى الجنوب الشرقي حيث يعمل الزوج أستاذًا جامعيًا للدعوة إلى السلام وسط أعمال العنف التي تجتاح تركيا، وترك الزوجان طفليهما الصغيرين في المنزل وانطلقا للقاء ابنتهما الكبيرة باساك سيدار التي كانت تدرس هندسة البناء في جامعة أتيليم في أنقرة، واتفقا الوالدان على لقاء ابنتيهما بالقرب من محطة القطار إلا أنه وقعا انفجاران يصما الآذان خلال مسيرة سلمية في أنقرة.

والتقطت صور الواقعة ويظهر فيها لذاين وجهه ملطخًا بالدماء كما تمزقت ملابسه جرّاء شدة الإنفجار، إلا أن زوجته مرشحة الحزب الديمقراطي الشعبي كانت في حاجة إلى نقلها إلى المستشفى بسبب تضرر عينيها جراء الإنفجار، كما توفت شقيقة لذاين التي كانت برفقة الزوجين في أنقرة أثناء الإنفجار.

وأخذ لذاين جثمان شقيقته وابنته بعد يوم من الهجوم إلى أورفا للدفن، وفي طريقه للجنازة أخبر صحيفة "حريت" : " لدينا حزن كبير، كنا نكتفي بقول السلام لكنهم فعلوا هذا بنا في قلب أنقرة، كل ما أريده الآن هو أن ترقد أرواحنا بسلام".

ولم تكن عائلة لذاين الوحيدة المتضررة من الإنفجار، حيث توفي الطفل Veysel Atilgan  9 سنوات أصغر ضحية للإنفجار هو ووالده "إبراهيم" (55 عامًا)، وأشارت صحيفة "حريت" إلى أن فيسيل استيقظ في وقت مبكر صباح يوم السبت قبل عشرة أيام من عيد ميلاده العاشر وابتسم عند تجمع السلام مع والده، وكان يمسك بيد والده خارج محطة قطار أنقرة عندما انفرجت القنبلة الأولى وقتلتهما الاثنين في موقعهما.

ولفتت شبكة أخبار تركية إلى دفن الإثنين معًا في مسجد Carsi في بلدتهم "باتمان" في منطقة الأناضول جنوب شرق تركيا، وعندما أخبرت Fatos شقيقة إبراهيم بوفاته لم تصدق وقالت " لا أصدق أنه توفي دعوني أراه"، كما أقامت مدرسة فيسيل حفل تأبين مؤثر له حيث ارتدى جميع الطلاب والمعلمين صورة لزميلهم المتوفي، وأوضح أحد معلمي فيسل " ألمنا لا يوصف، عيناك الخضراواتين لن تتابع الدروس مجددًا ولن يستيطعون القراءة ، لن ننساك أبدًا".

وقُتلت الطالبة الجامعية Dijle Deli وهي من شباب الحزب الديمقراطي الاجتماعي أثناء مشاركتها في المسيرة مع زملائها، والتقطت Dijle Deli صورة سيلفي مع زملائها قبل أن يقتلوا جميعًا جراء الإنفجار، ونشرت الصورة على "فيسبوك" مع تعليق " نحن ذاهبون إلى أنقرة لإحلال السلام".

وأشار رئيس الوزراء داوود أوغلو إلى أن جماعة داعش المتطرفة هي المشتبه الرئيسي في الحادث الشنيع الذي قتل هؤلاء الأبرياء، إلا أن التنظيم لم يعلن عن مسؤوليته في الحادث حتى الآن، موضحًا أنهم قريبون من تحديد واحد من اثنين من الانتحاريين الذين نفذوا هذا الهجوم الدموي.

وذكر أوغلوا لوسائل الإعلام أن هجوم السبت كان محاولة لتعطيل الانتخابات العامة في أول تشرين الثاني/نوفمبر، مضيفًا "من المؤكد أنها كانت عملية انتحارية، وتجري اختبارات الحمض النووي، وعلمنا كيف وصل الانتحاريون إلى هناك ونحن قريبون من تحديد أحدهم والجماعة التى ينتمي إليها".

ونُظمت المسيرة يوم السبت بواسطة نشطاء أتراك وأكراد الذين دعوا إلى وضع حد للمعركة الجديدة بين قوات الأمن التركية والمتمردين الأكراد والتي أسفرت عن مقتل المئات منذ تموز/ يوليو.

وأطلقت الشرطة التركية الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق المشيعين الذين كانوا يضعون الزهور في موقع الهجمات الدموية في تركيا، ولفتت الحكومة إلى ارتفاع عدد القتلى نتيجة الهجوم إلى 97 شخصًا بما في ذلك شخص فلسطيني، إلا أن حزبًا مواليًا للأكراد أوضح أن عدد القتلى يصل إلى 128 شخصًا ووجود مالا يقل عن 165 شخصًا في المستشفى بما في ذلك 65 منهم في العناية المركزة، وشرعت عدة نقابات للعمال في إضراب لمدة يومين اعتبارًا من يوم الأثنين لإدانة الهجمات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دماء متناثرة وقصة مأساوية وراء تفجير داعش في تركيا دماء متناثرة وقصة مأساوية وراء تفجير داعش في تركيا



GMT 16:47 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون الجنرال الذي قاد لبنان وكسب رئاسة الجمهورية

GMT 10:06 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

توافق واسع على انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab