الذكرى السنوية الـ17 لاستشهاد المهندس يحيى عياش
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

الذكرى السنوية الـ17 لاستشهاد المهندس يحيى عياش

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الذكرى السنوية الـ17 لاستشهاد المهندس يحيى عياش

الضفة الغربية ـ ناصر الأسعد

يوافق السبت الذكرى السنوية السابعة عشرة لاستشهاد المهندس الأول في الجناح العسكري لحركة "حماس" كتائب القسام الشهيد يحيى عياش الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتفجير عبوة ناسفة زرعتها بهاتفه النقال بعد سنوات أسس خلالها للعمل الاستشهادي وضرب عمق الاحتلال بالعمليات النوعية. وكان الشهيد يحيى عياش علامة فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وشكل بجهاده إضافة نوعية للكفاح المسلح، واستحدث أدوات جديدة للمقاومة خلدت اسمه في قلوب الفلسطينيين. وينحدر الشهيد عياش في قرية رافات جنوب غرب نابلس، وأنهى دراسته الجامعية في جامعة بيرزيت من كلية الهندسة، وسرعان ما التحق بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" عام 1992، وأسس أولى الخلايا التي فجرت معسكرات الاحتلال ومستوطناته. وكان عياش يتمتع بالصدق والتواضع ودماثة الخلق، بارًا بوالديه مهمومًا بوطنه، بسيط النفس، مرتبطًا بالقرآن تلاوةً وحفظًا، هادئ الطبع، يهتم بأداء الواجب وصلة الأرحام، يمزح بدون تكلف أو مبالغة، يساعد من يلجأ إليه، يغلب عليه التسامح في البيت والقرية والجامعة، زاهدًا في الدنيا، يرضى بالقليل، عفيفًا، بعيدَا عن الرياء، ويَعمل في الخفاء. وبدأ نجم الشهيد عياش يسطع في العام 1993 بعد أن اكتشفت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن ذاك الشاب الوسيم هو مهندس العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، فشرعت بحملة مراقبة حثيثة ومداهمات يومية لبلدته ومنازل أقاربه وأصدقائه في محاولة لاعتقاله. ولكن التحول الكبير في مسيرته النضالية جاء إثر مذبحة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في 25 فبراير 1994، حينما أطلق اليهودي المتطرف باروخ جولدشتاين النار على المصلين في المسجد أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، ما أدى لاستشهاد 29 مصليًا وجرح 150 آخرون. وبعد هذه المجزرة خفتت كل الأصوات وعلا صوت واحد، أقسم أن يثأر لكل دماء الشهداء وأنات الجرحى، ففي بيان لكتائب القسام نعت فيه شهداء الحرم الإبراهيمي، ووعدت بالانتقام والقصاص من المحتل المجرم، واضعةً بذلك خطة خماسية للرد في الوقت والمكان المناسبين. وبعد شهرين حانت ساعة الصفر للانتقام والرد الذي خطط له المهندس يحيى عياش الذي لم يكن غائبًا عن أرض المعركة، فجاء الرد الأول في يوم 6/4/1994م في عملية نوعية هزت عمق الكيان الإسرائيلي وبالتحديد في مستوطنة العفولة حيث فجر الاستشهادي رائد زكارنة نفسه في حافلة إسرائيلية، مما أدى لمقتل 9 إسرائيليين وجرح 50 آخرون. ولم يكتف الشهيد عياش بتلك العملية النوعية، حيث أرسل الاستشهادي عامر العمارنة بعد أسبوع من العملية الأولى، وقبل أن يستوعب الإسرائيليين الدرس، ويُدركوا حجم الصدمة، ليفجر نفسه في حافلة بمدينة الخضيرة وليقتل 8 إسرائيليين ويصيب العشرات، لتُعلن حالة الطوارئ القصوى ويوضع اسم المهندس وصوره على كل حاجز ومركز للجيش الإسرائيلي. ومن بين العمليات التي حملت أيضًا بصمات الشهيد عياش "بيت أيل وميحولا وديزنغوف والقدس ونتساريم وغوش قطيف وغيرها، حيث ظل الشهيد مطاردًا لست سنوات نجا خلالها من عشرات محاولات الاغتيال. وتمكن الشهيد من الإفلات من قبضة الاحتلال مرات عديدة، حتى جن جنون قادتهم الذين أصبح شغلهم الشاغل وهمهم الأكبر الوصول إلى يحيى عياش. ولكن بعد اشتداد حملة المطاردة التي تعرض لها في الضفة الغربية، قرر الانتقال إلى قطاع غزة للتمويه أولًا ولتدريب نشطاء كتائب القسام على صناعة المتفجرات ثانيًا، وقد استطاع خلال فترة وجيرة إنجاز الكثير من أهدافه. وبينما كان يختبئ في منزل أحد نشطاء حركة حماس، تمكنت المخابرات الإسرائيلية من إرسال هاتف محمول مفخخ بواسطة أحد عملائها المدعو كمال حماد وهو خال صاحب المنزل الذي كان يتواجد به عياش. وما أن حاول المهندس الرد على مكالمة من والده صبيحة يوم الجمعة الموافق الخامس من كانون الثاني/ يناير 1996م، حتى دوى انفجار كبير داخل المنزل أودى بحياة رجل بألف رجل إنه يحيى عياش. ولم يكن استشهاده نهاية العمل المقاوم والجهادي في فلسطين، بل عمل تلاميذه على الانتقام له عبر سلسلة عمليات استشهادية قُتل فيها أكثر من 76 إسرائيليًا في القدس المحتلة والمجدل و"تل أبيب" عبر عمليات استشهادية زلزلت الاحتلال الإسرائيلي. كما شكل اغتيال المهندس علامة فارقة جديدة في الصراع مع الاحتلال من خلال عمليات الرد التي أوقعت 80 قتيلًا إسرائيليًا وجرحت المئات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكرى السنوية الـ17 لاستشهاد المهندس يحيى عياش الذكرى السنوية الـ17 لاستشهاد المهندس يحيى عياش



GMT 15:01 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تكشف أن خمس الجيش البريطاني غير جاهز للقتال

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 03:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الأمم المتحدة تحذّر من أن النزاع في سوريا لم ينته بعد

GMT 07:21 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

روايات مرعبة لسجناء محررين من صيدنايا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab