وقعت مواجهات جديدة بين متظاهرين معارضين للحكومة مسلحين بحجارة وعصي والشرطة في اسلام اباد الاثنين وذلك بعد ساعات على دعوة وجهها الجيش لحل الازمة التي تعاني منها باكستان بشكل سلمي.
وكان المحتجون بدأوا مسيرتهم نحو العاصمة في 15 اب/اغسطس مطالبين باستقالة شريف ما ادى الى ازمة زادت من احتمالات تدخل الجيش.
وحث الجيش الحكومة والمعارضين على تسوية الخلافات بشكل سلمي ليل الاحد محذرا في الوقت نفسه من انه لن يتوانى عن اداء دوره كاملا في "حفظ امن الدولة".
واندلعت اعمال العنف ليل السبت الاحد بعد ان حاول الاف من انصار الزعيم المعارض عمران خان والداعية الاسلامي طاهر القادري اقتحام منزل رئيس الوزراء نواز شريف الذي يطالبونه بالاستقالة.
ووقعت اشتباكات جديدة صباح الاثنين بينما هطلت امطار غزيرة على العاصمة اذ حاول اكثر من ثلاثة الاف متظاهر السير نحو المقر، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان.
ورشق المتظاهرون عناصر شرطة مكافحة الشغب بالحجارة كما قام بعضهم بتحطيم دراجات نارية مستخدمين هراوات من الخشب. وحاولت الشرطة الرد من خلال الغاز المسيل للدموع الا ان الامطار ابطلت مفعوله.
والاحد عقد قادة الجيش اجتماعا في مقر قيادة الجيش في مدينة روالبندي القريبة من اسلام اباد اصدروا في ختامه بيانا قالوا فيه انهم "وإذ يجددون تأكيدهم على دعمهم للديموقراطية" فانهم تباحثوا خلال الاجتماع "بكثير من القلق في الازمة السياسية الراهنة والمنحى العنيف الذي اتخذته".
واضاف قادة الجيش في بيانهم "لقد تم التأكيد مجددا على ان الوضع يجب ان يحل سياسيا بدون هدر للوقت وبدون اللجوء الى العنف".
واكد البيان ان "الجيش سيستمر في اداء دوره المتمثل بحفظ امن الدولة ولن يتوانى ابدا عن تلبية التطلعات الوطنية".
وقال مسؤول كبير في الحكومة ان النبرة التي اختتم بها البيان توحي باختلاف وجهات النظر في القيادة العليا للجيش، وذلك مع ان البيان بدا بتاييد للحكومة.
وكان عمران خان وعد الاحد بأن يواصل "حتى النفس الاخير" الاحتجاجات التي بدأت في 15 اب/اغسطس للمطالبة باستقالة شريف مما ادى الى ازمة زادت من احتمالات تدخل الجيش. ويزعم المعارضون ان انتخابات 2013 التي جاءت بشريف إلى السلطة كانت مزورة، رغم ان مراقبين محليين واجانب وصفوا تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة.
وانتهى الحكم العسكري الاخير في باكستان في 2008، الا ان المسؤول اعتبر ان حصول انقلاب اخر لا يزال "اقل احتمالا".
واضاف المسؤول "نحن على هذا الخط منذ سبع الى ثماني سنوات، والمؤسسات اكثر قوة وتمرسا".
ومضى يقول "امل ان ينجو النظام. ستقع بعض الخسائر لكن سيتم التعويض عنها"، في اشارة الى التنازلات الكبيرة التي يتعين على الحكومة تقديمها بحسب المراقبين اذا ما ارادت ان يستمر الجيش.
ويزعم المعارضون ان انتخابات 2013 التي جاءت بشريف إلى السلطة كانت مزورة، رغم ان مراقبين محليين واجانب وصفوا تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة.
وكان عمران خان وعد الاحد وهو يقف على سطح حاوية شحن بأن يواصل الاحتجاجات "حتى النفس الاخير"، مضيفا انه سيرفع دعوى بتهمة القتل بحق رئيس الوزراء حول اعمال العنف.
وبحسب مصادر طبية ارتفعت حصيلة المواجهات بين متظاهري المعارضة والشرطة التي دارت يومي السبت والاحد الى ثلاثة قتلى و481 جريحا بينهم 92 شرطيا و118 امراة و10 اطفال.
ورغم ان الاحتجاجات حشدت الالاف، الا انها لم تحشد دعما كافيا في البلد البالغ عدد سكانه 180 مليون نسمة.
وعلى وقع الاحتجاجات، اعلنت الحكومة ان استقالة نواز شريف غير واردة، علما بان الاخير يتمتع بشعبية لا يستهان بها في مواجهة المعارضين خان والقادري.
وكانت الحكومة طلبت قبل اسبوعين من الجيش حماية المباني الاستراتيجية في وسط العاصمة وبينها المقر الرسمي لرئيس الوزراء مستندة الى المادة 245 من الدستور.
أرسل تعليقك