واشنطن ـ أ.ش.أ
رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية القائمة التي أصدرتها كوريا الشمالية عن انتهاكات الولايات المتحدة لحقوق الإنسان والتي وصفتها فيها "بجحيم حقيقي تنتهك فيه بقسوة الحقوق الأساسية للوجود"، وذلك ردا على قائمة مماثلة صادرة عن الأمم المتحدة بإيعاز من الولايات المتحدة وفرنسا واستراليا بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية ـ في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت ـ أنه في شهر فبراير الماضي، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا شاملا عن انتهاكات كوريا الشمالية الملحوظة في مجال حقوق الإنسان، وأضافت أن التقرير تضمن مقابلات مع 320 شخصا، بينهم عدد من الناجين من النظام السياسي السري سيئي السمعة، وخلصت إلى أن هذا البلد يرتكب "انتهاكات لحقوق الإنسان" لا مثيل لها في العالم المعاصر".
ووصفت الصحيفة الرد الكوري الشمالي بأنه نابع من الغضب، وأن وسائل الإعلام الكورية الشمالية قدمت مختلف الردود المدعومة بالاسانيد على مدى أسابيع، وفي شهر ابريل، ألقى المتحدث باسم وزارة الخارجية فى كوريا الشمالية باللائمة على الولايات المتحدة وحلفائها يديرون حملة صاخبة عن حقوق الإنسان ضد بلاده، وذلك بعد يوم من اجتماع مجلس الأمن لبحث تقرير جديد يتهم النظام الشيوعى فى بيونج يانج بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وبعد بضعة أسابيع، نشرت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية تعليقا تساءلت فيه عن كيف يمكن لرجل مثلي الجنس أن يقود تحقيقا بشأن حقوق الإنسان"دون الإشارة إلى مسئول بعينه".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن كوريا الشمالية كشفت قبل ايام عن استراتيجية جديدة وهي اصدار تقاريرها الخاصة عن حقوق الانسان في الغرب، حيث أذاعت الوكالة الكورية الرسمية، يوم الأربعاء الماضي، مقالا بعنوان " تحليل اخباري عن سجلات حقوق الإنسان البائسة في الولايات المتحدة"، وسلطت الضوء على عدد من النقاط من بينها التمييز العنصري والبطالة والفقر والمراقبة، ويخلص المقال إلى أن "الولايات المتحدة هي أسوأ منتهك لحقوق الانسان في العالم، وتهدد حقوق الانسان في الوجود".
ورصدت الصحيفة النقاط الرئيسية من الانتقادات والتي نشرتها الوكالة الرسمية الكورية الشمالية؛ واستهلت بأولها وهو الاخطاء التي ترتكبها الولايات المتحدة وقالت أنه "بموجب قانون الجنسية، تزداد وطأة العنصرية في الولايات المتحدة وأصبحت الفجوة بين الأقليات و البيض واسعة جدا في ممارسة حقوق مثل العمل و الانتخاب".
وتابعت الصحيفة تقول أن المقال أشار الى أن "إن الوجه الحقيقي للولايات المتحدة باعتبارها مملكة التمييز العنصري تجلى تماما في حكم صادر بشأن قضية في العام الماضي، حيث برأت محكمة فلوريدا ساحة شرطي أبيض أطلق النار على صبي أسود برئ وارداه قتيلا ". كما تطرق الى أن الولايات المتحدة هي جحيم حقيقي حيث تنتهك الحقوق الاساسية للوجود البشري بلا رحمة"،وتابع بأنه "في الوقت الحاضر ، يتم تسجيل نحو 300ألف شخص في الأسبوع كعاطلين عن العمل، دون اتخاذ أي إجراء مناسب تجاههم".
وتابعت الصحيفة استعراض بنود الانتهاكات من وجهة نظر كوريا الشمالية والتي تمثلت في " ارتفاع أسعار المساكن بنسبة 5ر11 بالمائة في العام الماضي عن عام 2012، و 2ر13 بالمائة في يناير من هذا العام عن عام 2013، الأمر الذي ترك العديد من الناس بلا مأوى"، فيما " ازداد عدد الفقراء إلى 5ر46 مليون في العام الماضي، وقالت أن سدس عدد المواطنين و 20 بالمائة من الأطفال في قبضة المجاعة في مدينة نيويورك"، سابعا "جميع أنواع الجرائم المتفشية في الولايات المتحدة تشكل تهديدا خطيرا لحقوق الشعب في الوجود وحقوقهم التي لايجوز المساس بها"، وثامنا "إن حكومة الولايات المتحدة ترصد كل حركة لمواطنيها وللأجانب، باستخدام العديد من الكاميرات و أجهزة التنصت وحتى بإستخدام طائرات بدون طيار ، تحت ذريعة (الأمن القومي)"، وتابعت "وفي الوقت نفسه ، تم تمرير مشاريع قوانين بشأن تخفيف القيود على حمل الأسلحة في ولايات مختلفة من البلاد، الأمر الذي أدى إلى إرتفاع نسبة جرائم القتل، ونتيجة لذلك، شهدت الولايات المتحدة عددا متزايدا من الجرائم ذات الصلة بالاسلحة النارية في جميع أنحاء البلاد وحتى في قواعدها العسكرية هذا العام، وفي هذا الصدد، في 10 من شهر أبريل الماضي، وضعت الأمم المتحدة الولايات المتحدة على رأس قائمة العالم لجرائم القتل".
وأضافت الوكالة الكورية الشمالية في مقالها بأن "الولايات المتحدة لديها أيضا 2ر2 مليون سجين في الوقت الحاضر، وهو أعلى رقم في العالم، ولعدم وجود سجون من جانب الحكومة، يقوم الأفراد بتوفير مراكز للاحتجاز لكسب المال"، ولم ينج أوباما نفسه من تلك القائمة حيث ذكر أن " رئيسها التنفيذي، أوباما، ينغمس في الترف بشكل به يومي، و يهدر مئات الملايين من الدولارات على رحلاته الخارجية متجاهلا الحياة البائسة لشعبه".
وردت "واشنطن بوست" على ماجاء في مقال وكالة الانباء الكورية الشالية بقولها ، أن المرء يمكن أن يجادل بأن الولايات المتحدة هي" جحيم حقيقي تنتهك فيه بلا رحمة الحقوق الاساسية للوجود "، ولكن المؤكد أنه ليس ثمة مجال للمقارنة بين هذا الجحيم وبين القصص التي ترد من كوريا الشمالية، حيث يعتقد أن مئات الآلاف من الأشخاص لقوا حتفهم في معسكرات الاعتقال الكورية الشمالية، وحيث تتم مراقبة المواطنين وتجريمهم بسبب آرائهم السياسية، بل ان هذه الدولة الشيوعية تحظر عليهم حتى الفرار إلى بلد آخر ".
أرسل تعليقك