يستعد قادة حلف شمال الاطلسي للاعلان عن عقوبات جديدة ضد روسيا الجمعة بسبب تدخلها في اوكرانيا رغم استمرار الامال بالتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار خلال محادثات تجري اليوم في مينسك.
ويواصل قادة الاطلسي الجمعة محادثاتهم في اليوم الثاني والاخير من قمتهم في نيوبورت بويلز والتي اعتبرت الاهم للحلف منذ نهاية الحرب الباردة لانها تعالج عدة ازمات من اوكرانيا الى العراق وصولا الى افغانستان.
واتفقوا الخميس على تقديم مساعدات جديدة لاوكرانيا التي تشهد نزاعا منذ خمسة اشهر اوقع اكثر من 2600 قتيل.
وقال مسؤولو الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة انه سيتم الاعلان الجمعة عن عقوبات ضد روسيا ردا على التصعيد الكبير للجيش الروسي في الايام الماضية دعما للمتمردين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا.
لكنهم قالوا ان تطبيق العقوبات قد يرجأ في انتظار نتيجة المحادثات الهادفة للتوصل الى وقف اطلاق نار والتي ستجري في مينسك الجمعة.
وعبر الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو عن "تفاؤل حذر" ازاء المحادثات التي ستشارك فيها روسيا والمتمردون الموالون لموسكو.
كما يتوقع ان يوافق قادة الاطلسي على خطط لنشر قوات ومعدات عسكرية في اوروبا الشرقية لطمأنة دول من الكتلة السوفياتية السابقة متخوفة من تحركات روسيا الاخيرة في اوكرانيا.
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بعد المحادثات التي ركزت على اوكرانيا الخميس "فيما تتحدث عن السلام، لم تقم روسيا باي خطوة لجعل السلام ممكنا".
واضاف "بدلا من وقف تصعيد الازمة، قامت روسيا بتعميقها اكثر" مشيرا الى ان البيانات الروسية السابقة حول السلام كانت "تمويها لمواصلة زعزعة استقرار الوضع".
لكن راسموسن ترك الباب مفتوحا امام خطة السلام التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء والواقعة في سبع نقاط قائلا "اذا شهدنا جهودا صادقة من اجل حل سياسي، فسارحب بها".
وقال بوروشنكو انه متفائل بحذر ازاء هذه الخطة لان المبادرة جاءت من قادة المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا.
لكنه اضاف ان المحادثات السياسية ستكون "تحديا كبيرا" محذرا من ان استقلال اوكرانيا ووحدة اراضيها "ليسا موضع مفاوضات".
وقال بوروشنكو ان بعض اعضاء الاطلسي سيتعاونون مع اوكرانيا حول تقديم بعض المعدات العسكرية لكنه لم يحدد هذه الدول وما اذا كانت المساعدة ستشمل امدادات اسلحة مباشرة.
وحث المرشح الاميركي السابق للرئاسة جون ماكين خلال زيارة الى كييف الحلفاء الغربيين على تزويد اوكرانيا باسلحة لمواجهة روسيا، والا فان اوكرانيا مهددة بان تصبح بلدا محاصرا.
واعلن البنتاغون في الاطار نفسه الخميس ان روسيا حشدت على الحدود مع اوكرانيا جنودا ومعدات "اقوى بكثير مما شاهدناه" منذ بدء الازمة بين كييف والانفصاليين المقربين من موسكو.
واكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل ستيفن ورين للصحافيين ان "القوات المنتشرة على طول الحدود مزودة امكانيات استثنائية، كما ان قدرتها التدميرية لا سابق لها".
وقال "هناك جنود على الارض وتركيز اكبر لقطع المدفعية وتركيز اكبر لانظمة الدفاع الجوي وتركيز اكبر للصواريخ وانتشار اكثر من عشرة الاف جندي على الحدود" معربا عن "قلق شديد" حيال هذا الوضع.
والتقى بوروشنكو الخميس مجموعة من قادة الاطلسي بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
ودعا هولاند الى "وقف اطلاق نار فعلي" يؤدي الى تسوية سياسية اشمل.
لكن على الارض يبدو ان الوضع لم يتغير كثيرا حيث اشار مراسلو وكالة فرانس برس الى سماع دوي انفجارات قرب مدينة ماريوبول وتجدد القصف واطلاق النار في دونيتسك، معقل المتمردين.
ونفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تدخل روسيا، واتهم الولايات المتحدة بنسف جهود السلام عبر دعم "مؤيدي الحرب" في كييف.
وتتصدر الازمة في اوكرانيا جدول اعمال قمة الاطلسي لكن سيكون على القادة ايضا ان يبحثوا التهديد الذي يشكله متطرفو تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا الى جانب الانسحاب من افغانستان.
وقال راسموسن ان الحلف سينظر "بجدية" باي طلب يقدمه العراق لمساعدته في حملته ضد "الدولة الاسلامية" فيما اعلن كاميرون ان بريطانيا تدرس تسليح الاكراد.
ويواجه الاطلسي ايضا مسالة الانسحاب من افغانستان حيث يرتقب ان ينهي مهمته هذه السنة لكن ليس هناك حكومة بعد لتسليمها السلطات بسبب المأزق الانتخابي الذي لم يؤد الى تحديد فائز.
ومنذ حزيران/يونيو، لم يتمكن المرشحان المتنافسان للرئاسة الافغانية عبد الله عبد الله واشرف غني من الاتفاق على نتائج العملية الانتخابية، وعلى الرغم من اتفاق انتزعته الادارة الاميركية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، فان الوضع يبدو مجمدا.
وستسحب القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن (ايساف) التابعة للاطلسي والمنتشرة منذ 2001 في افغانستان اخر جنودها نهاية السنة الجارية.
أرسل تعليقك