القاهرة - العرب اليوم
فصل جديد فى العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية و كوبا تلك الجزيرة الاشتراكية ، فصل جاء ليغير المشهد السياسى المتوتر فى العلاقات بين البلدين منذ أكثر من خمسة عقود ، بعدما خطت أمريكا خطوة تاريخية لإنهاء حالة العداء مع كوبا ، وذلك بإعلان الرئيس أوباما عن فتح عهد جديد معها ملتزما بأن يبحث الكونجرس رفع الحظر عن كوبا ، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد اتفاق شمل اطلاق سراح معتقلين من الجانبين .
منهج جديد فى العلاقات سبقه إرسال إشارات تحمل رغبة كل من أمريكا وكوبا فى تحسين العلاقات ، الأمر الذى قد يترتب عليه مستقبلا فتح سفارة أمريكية فى هافانا ، ذوبان الجليد لقطيعة استمرت أكثر من نصف قرن حدث بعدما أعلنت أمريكا عزمها إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وتخفيف القيود المفروضة فى مجالات التجارة والسفر.
ولم يسلم هذا المنهج من معارضة عدة طوائف من بينها بعض اعضاء الكونجرس والمنفيون الكوبيون فى امريكا ودول امريكا اللاتينية المعادية لكوبا ، حيث لم تضع امريكا هذه الطوائف فى الاعتبار عند إبداء رغبتها فى تحسين العلاقات مع كوبا حيث تتضمن الخطط الامريكية التى وضعها البيت الابيض مراجعة موقف كوبا كدولة راعية للارهاب ورفع حظر سفر المواطنين الامريكيين لكوبا وتخفيف القيود المالية وزيادة وسائل الاتصال عن بعد بين البلدين وبذل مزيد من الجهود من أجل وقف المقاطعة الأمريكية لكوبا .
السير فى الاتجاه المعاكس للطبيعة العدائية التى سادت العلاقات بين البلدين لعقود طويلة وإعادة تطبيع العلاقات الثنائية ، وضع الرئيس الكوبى راؤول كاسترو شرطا لها وهو ألا تشترط الولايات المتحدة على كوبا تغيير نظامها السياسى ، مشيرا إلى أنه كما لم تطالب كوبا أمريكا يوما بتغيير نظامها السياسى فنحن أيضا نطالبها باحترام نظامنا السياسى.
والواقع أن العلاقات الأمريكية الكوبية تعد مثالا فريدا فى العلاقات الدولية حيث تقع كوبا فى النطاق الجغرافى المباشر للأمن القومى الأمريكى ، ولذلك فقد أصبحت منذ ثورتها فى مطلع عام 1959 مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة التى فرضت حظرا اقتصاديا على كوبا باعتبارها عدوتها في الحرب الباردة الأقرب إلى سواحلها في عام 1960 ، يحرم عليها التعامل مع المتاجرة والتعاون فى أى مجال تجارى أو اقتصادى ، ومنذ ذلك الحين انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وجاءت الانفراجة المفاجئة في العلاقات المقطوعة والمتوترة بعد حصار أمريكي خانق عانت منه كوبا طيلة هذه المدة، بعد إفراج السلطات الكوبية عن مواطن أمريكي يهودي يدعى آلن جروس المعتقل في سجون كوبا منذ خمس سنوات بتهمة التجسس، مقابل إفراج واشنطن عن ثلاثة كوبيين.
لقد جمعت المصالح المشتركة الولايات المتحدة الأمريكية وكوبا قبل ظهور الحركات الاستقلالية في كليهما ولطالما اقترحت الأولى شراء جزيرة كوبا في عديد من المرات، وسرعان ما اكتسبت الولايات المتحدة الأمريكية مكانة نافذة اقتصاديا وسياسيا في هذه الجزيرة ذلك أنه كان لها نصيب الأسد من الاستثمارات الخارجية في كوبا، كما أنها كانت تسيطر على مجموع الصادرات والواردات فيها وأيضا كانت داعما أساسيا لعلاقاتها السياسية.
وتتولى دائرة المصالح الأمريكية في هافانا مسألة التمثيل الدبلوماسي ، وتعادلها دائرة للمصالح الكوبية هناك في العاصمة واشنطن، وكلا الدائرتين يتبعان للسفارتين السويسرية في البلدين ، وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تدير قاعدة بحرية في خليج جوانتانامو في محافظة جوانتانامو التي لا تزال محل خلاف بين البلدين منذ استقلال كوبا فى عام 1902.
أ ش أ
أرسل تعليقك