عمان - العرب اليوم
يطلق قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول خلال زيارته للمملكة المقررة في الرابع والعشرين من ايار المقبل، رسالة سلام الى العالم والمنطقة العربية لوقف النزاعات والحروب والاقتتال بين جميع الاطراف بهدف الحد من المعاناة الانسانية المتفاقمة.
رسالة الحبر الاعظم يطلقها خلال لقائه مجموعة من اللاجئين السوريين والعراقيين، في تعبير عن حرصه على ادراج الفئات الانسانية من اللاجئين والمعاقين والأيتام على جدول أعمال زيارته للأردن، لتأكيد وقوفه الى جانب المملكة ودعمها، لرعايتها هذه الفئات وعلى الاخص اللاجئين، بحسب الاب رفعت بدر الناطق الرسمي باسم زيارة قداسة البابا الى المنطقة.
وقال الاب بدر، ان الدور الاردني في تحقيق العدالة والسلام هو منطلق بابا الفاتيكان في دعم المملكة والوقوف الى جانبها، مشيرا الى علاقات الصداقة التي تجمع الاردن والفاتيكان والممتدة على مدى خمسين عاما.
وتعد زيارة البابا فرنسيس الرابعة لبابا الفاتيكان خلال نصف قرن، بعدما زارها البابا بولس السادس في كانون الثاني 1964، ويوحنا بولس الثاني في 2000، وبندكتس السادس عشر في 2009.
وحسب بدر فان الزيارة البابوية القادمة للمملكة هي الاولى ضمن برنامج قداسته خارج الفاتيكان منذ توليه سلطاته الكنسية.
واوضح ان زيارة اربعة بابوات للمملكة يعتبر تعميقا لعلاقات الصداقة والتعاون مع الكرسي الرسولي في الفاتيكان، لافتا الى جهود الفاتيكان في الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق الاوسط.
وأشار الاب بدر الذي يشغل موقع مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الاردن، الى ان زيارة البابا فرنسيس تتزامن مع مرور عشرين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاردن والفاتيكان، لافتا الى ان الدولتين استطاعتا بجهود مشتركة منذ قيام العلاقات الدبلوماسية في العام 1994 رفع مستوى التعاون في مختلف القضايا التي تعنى بتحقيق العدل والسلام للبشرية.
وأكد على جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وحرصه على تعميق علاقات الصداقة مع الفاتيكان وجهوده المتواصلة لدعم قضايا الانسانية في مختلف مناطق العالم، حيث تعتبر هذه الزيارة الثانية للحبر الاعظم الى الاردن منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، فيما زار جلالته الفاتيكان مرتين، الاولى في آب من العام الماضي والثانية قبل حوالي شهر.
وتتوج زيارة البابا الى الاردن بلقاء يجمعه مع جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، الى جانب لقائه كبار المسؤولين، قبل أن يقيم القداس الحبري الحاشد في ستاد عمان الدولي، ثم يتوجه في زيارة الى موقع المعمودية في المغطس، ويلتقي اللاجئين والشباب ذوي الاعاقات في كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بندكتس خلال زيارته للمملكة قبل اربعة أعوام.
ووفق الاب بدر، فإن الزيارة الحالية للحبر الاعظم تتميز بوقوف البابا فرنسيس على نهر الاردن وهو ما لم يقم به أسلافه، لافتا الى "ان هذا الامر يدل على ان قداسته جاء الى الاردن حاجا ومصليا ومعززا لدور الاردن في رعاية الطوائف المسيحية ورعايتها، وحرصه على تمكين المؤمنين من اقامة شعائرهم بكل حرية ويسر".
واشار الى تطابق وجهتي النظر بين الاردن والفاتيكان تجاه احلال السلم والتسامح والوسطية والاعتدال تشكل "صرخة سلام" تنطلق من الاردن خلال زيارة البابا للتأكيد أولا على الاستقرار والأمن الذي تعيشه المملكة وابناؤها، وثانيها الدعوة الى الشعوب التي تعاني من انعدام الامن لتحقيق تطلعاتها في وقف معاناتها جراء ما ترزح تحته من ويلات وحروب.
وأشاد مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الاردن بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية، مشيرا الى "ان هذا الدور المشرف للقيادة الهاشمية، هو محط احترام مختلف الدول وعلى رأسها الفاتيكان الذي يقدر الدور الاردني الحريص بالحفاظ على دور العبادة لضمان ممارسة اتباع الديانات عباداتهم".
ودعا الاب بدر الى بذل الجهود لتعزيز مكانة الاردن على خريطة السياحة الدينية عالميا، نظرا لكونه يضم أكثر من 30 موقعا تخص اتباع الديانة المسيحية، لافتا الى الحضور الاعلامي الكبير الذي سيرافق زيارة البابا واهمية استثماره لترويج هذا الجانب من السياحة، اضافة الى استقبال الاردن للعديد من اتباع الديانة المسيحية خلال الفترة المقبلة التي تسبق الزيارة وتستمر الى ما بعدها.
ويرى ان نهج الاردن في بث قيم السلام والتسامح والحرية ينطلق من حرص هاشمي على تعزيز هذه المفاهيم، "ولا ادل على ذلك من رسالة عمان التي تمثل البنود التي تقوم عليها سياسة المملكة في الدعوة الى الحوار والجنوح الى السلم والحفاظ على المقدسات ورعاية الاقليات واحتواء الآخر ورعاية الانسان بغض النظر عن عرقه ودينه"، موضحا ان الاردن برعايته الهاشمية اضاف الى ذلك مبادرة "كلمة سواء" التي أسست للمنتدى الكاثوليكي الاسلامي برعاية الامير غازي بن محمد مستشار جلالة الملك عبدالله الثاني للشؤون الدينية، اضافة الى دعوة الاردن وعبر منبر الامم المتحدة لأسبوع الوئام تأكيدا على أهمية الحوار الاسلامي المسيحي في العالم.
نقلًا عن "بترا"
أرسل تعليقك