بانكوك - العرب اليوم
من الاتجار بالمخدرات إلى الاتجار بالبشر، تعد تايلاند أرضا خصبة للمجموعات الإجرامية على أنواعها التي تحصل فيها على وثائق مزورة... وقد عادت هذه المسألة إلى الواجهة إثر حادثة الطائرة الماليزية المفقودة التي عثر في إطارها على جوازي سفر مسروقين من المملكة.
وقد أثيرت مخاوف بشأن خطر وقوع هجوم إرهابي على متن الرحلة "ام اتش 370" التابعة للخطوط الجوية الماليزية وفتحت السلطات تحقيقا في هذه المسألة، لكن خبراء أكدوا أن وجود جوازي سفر مسروقين على متنها ليس بالضرورة مرتبطا بالإرهاب.وقال روميل بانلاوي المحلل المتخصص في مسائل الإرهاب في جنوب شرق آسيا إن "مجموعات إرهابية دولية لجـأت إلى تايلاند لتنفيذ عملياتها وحشد أموالها أو التخطيط لهجماتها".
وفي نهاية العام 2010، تم توقيف باكستانيين اثنين وتايلاندية في المملكة يشتبه في أنهم ساهموا في تزييف جوازات سفر، وذلك في إطار عملية نفذتها الشرطة الدولية للقضاء على خلية قوية مرتبطة بهجمات بومباي في العام 2008 (166 قتيلا) والتفجيرات التي وقعت في قطارات مدريد سنة 2004 (191 قتيلا).
وأكد بانلاوي أنه "لا يمكن البت بعد في هذه المسألة بالنسبة إلى طائرة الخطوط الجوية الماليزية. وقد تكون المسألة مرتبطة بنشاطات إجرامية أخرى مثل الهجرة غير الشرعية".فقد تضمنت قائمة ركاب الرحلة "ام اتش 370" اسمي النمسوي كريستين كوتسل والإيطالي لويجي مارالدي، علما أنهما لم يكونا على متنها.وقد سرق جواز سفر كل منهما في تايلاند، مرة في جزيرة بوكيت السياحية سنة 2013 ومرة سابقة خلال رحلة بين بوكيت وبانكوك سنة 2012.وأظهرت البيانات الخاصة بتلك الرحلة التي كان من المفترض أن تربط كوالالمبور ببكين أن بطاقتي السفر بهذين الاسمين تحملان رقمين متتاليين وهما قد حجزتا في السادس من آذار/مارس ودفعتا بالعملة التايلاندية.
وفتحت السلطات التايلاندية تحقيقا يطال شبكة محتملة من مزوري جوازات السفر في بوكيت، لكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الأخيرة مرتبطة بالمجموعات الإرهابية، بحسب مصدر من الاستخبارات التايلاندية.وقال المصدر "تعد تايلاند أرضا خصبة للمجموعات الدولية الإجرامية التي تلجأ إليها للحصول على مستندات سفر وأخرى مالية، وليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بأعمال إرهابية".وأضاف أن "الشبكة معقدة ومرتبطة بشبكات أخرى"، مشيرا إلى أن السلطات تكافح هؤلاء المجرمين التايلانديين والأجانب الذين يسرقون جوازات السفر ويزيفون المستندات.
ومن المعلوم أن المملكة التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي ومطار دولي كبير تشكل محورا رئيسيا من محاور الاتجار بالمخدرات وبالحيوانات البرية.وكشف مصدر دبلوماسي أن تايلاند باتت تعد ساحة ينشط فيها الكثير من المجرمين، لا سيما "أن الشرطة لا تدقق كثيرا في المسائل المشبوهة عندما تسهل رشوتها".وشرح أن المجرمين يقومون عادة "بالتلاعب بالصفحة الأولى من جواز السفر أو العثور على شخص يشبه كثيرا صاحبه الاصلي".وجوازا السفر المسروقان مدرجان في قائمة وثائق السفر المسروقة التابعة لمنظمة الشرطة الدولية، بالإضافة إلى أكثر من 40 مليون وثيقة آخرى.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك