نيويورك ـ كونا
أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بشؤون الأطفال والنزاع المسلح ليلى زروقي هنا اليوم ان الأطفال يدفعون ثمنا غاليا للنزاعات حول العالم.
وقالت زروقي خلال جلسة استماع لمجلس الأمن الدولي في اطار مناقشة مفتوحة بشأن الأطفال والصراعات المسلحة ان المجلس اطلع مرارا على الوضع في سوريا وعلى الزيارة التي قامت بها الى جنوب السودان والصومال ولكن رغم ذلك يبقى وضع الأطفال خطيرا.
وأشارت الى ان الأحداث الأخيرة في العراق كشفت عن زيادة الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها كافة أطراف النزاع مضيفة انها مصدومة إزاء التجاهل التام لحياة الإنسان الذي أبداه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خلال توسعه السريع في سوريا وامتداده من سوريا الى العراق.
وأبدت أيضا الهلع حيال حقيقة انه منذ بداية شهر يوليو الماضي قتل أكثر من 500 طفل فلسطيني وجرح 3106 آخرون على الأقل أو تعرضوا للتشويه على يد القوات الإسرائيلية علما بأن ثلثيهم تحت سن ال12 وثلثهم أصيب بإعاقات دائمة.
وأوضحت انه تم قصف 244 مدرسة على الأقل بما في ذلك 75 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) من قبل القوات الإسرائيلية فيما تم استخدام مدرسة واحدة كقاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي.
ولفتت الى أنه مع بداية العام الدراسي لايزال هناك 110 آلاف نازح في حين ان حصول الأطفال على التعليم في غزة سيبقى محدودا في المستقبل المنظور.
وشددت زروقي على انه "لا يمكننا تحمل الإفلات من العقاب في مواجهة مثل هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لأنه في بعض الحالات قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب" مطالبة بالتحقيق المعمق في أحداث غزة وقيام كل الأطراف بتحديد المرتكبين ومساءلتهم.
وفي موضوع متصل أعرب المبعوث الخاص لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من أجل السلام والمصالحة فورست ويتاكر عن خشيته من أنه بعد لقائه مع عدد من الجنرالات والجنود والمدنيين على الأرض "لا يعتقد بأن هناك نهاية للعنف في الأفق".
وعبر ويتاكر عن مدى عمق ظاهرة الجنود الأطفال وتعقيدات حلها مشددا على الضرورة القصوى لدعم الحكومات من أجل وضع حد لتجنيد واستخدام الأطفال في الصراعات.
وقال "يجب علينا أن نعمل لمنع هذا الأمر ليس فقط لأن هؤلاء الأطفال يستحقون الفرصة ليعيشوا حياة طبيعية وصحية ولكن أيضا لأنه لدينا فرصة لمنع العنف في المستقبل".
أرسل تعليقك