انتخابات اليونان تثير مخاوف من انهيار الحلم الأوروبي
آخر تحديث GMT21:22:01
 العرب اليوم -

انتخابات اليونان تثير مخاوف من انهيار "الحلم الأوروبي"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انتخابات اليونان تثير مخاوف من انهيار "الحلم الأوروبي"

حزب اليسار المعارض "سيريزا"
عواصم - العرب اليوم

تشير المؤشرات الأولية الى اكتساح حزب اليسار المعارض "سيريزا" للانتخابات المبكرة التي تشهدها اليونان ليعزز بفوزه موجة جديدة من التمرد على الأحزاب السياسية التقليدية والاتحاد الأوروبي،قد تجتاح أوروبا، وما اليونان إلا البداية أو أولا.

فبعد أن كان غالبية الأوروبيين وبالتحديد 52 في المئة في عام 2007 يثقون بالإتحاد الأوروبي، فإن هذه النسبة قد انخفضت الآن إلى نحو 33 في المائة .

وفي اليونان إذا ما حقق اليسار الراديكالي "سيريزا" فوزا في هذه الانتخابات فإن الحزب الفائز سيشكل الحكومة الجديدة بدعم من حزب "اليونانيين المستقلين" الذي حصل على 13 مقعدا، وهو يتبنى بدوره خطابا مناوئا لسياسة التقشف والإملاءات الأوروبية ما يجعله الأقرب للانضمام إلى حكومة حزب سيريزا بزعامة أليكسيس تسيبراس الذي اشترط في خطابه على أن "مستقبل اليونان في أوروبا يعتمد على إلغاء سياسة التقشف التي فرضت على اليونان"

وجاءت هذه الانتخابات بعد أن فشل البرلمان اليوناني خلال ثلاث جولات بالتصويت في انتخاب رئيس جديد للبلاد، وفي مثل هذه الحالة يقضي التشريع بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

ويطالب ائتلاف اليسار "سيريزا" وهو اسم يعني "نحو الجذور"، باستقلال اليونان عن منطقة اليورو في حين يرفض حزب المحافظين الحاكم المنافس هذا الاقتراح، ويدعو إلى اعتماد البرنامج التقشفي وجدولة ديون اليونان.

ويرفض حزب "سيريزا" سياسة التقشف ويطالب بإعادة هيكلة ديون البلاد، ويعتبر عمليات الخصخصة التي حصلت في اليونان خلال السنوات الأخيرة بأنها لم تساهم في التقليص من المديونية، بل خدمت مصالح فئات معينة، في حين ترفض دول في منطقة اليورو إعادة التفاوض بشأن الديون اليونانية في حال فوز حزب "سيريزا" اليساري بالانتخابات التشريعية.

ورجح أليكس ستوب رئيس الوزراء الفنلندي في تصريحاته بالمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" المنعقد في سويسرا حاليا، أن تواجه اليونان أحد ثلاثة أوضاع في المستقبل، إما أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه أو أن تشهد فترة من عدم الاستقرار يتم خلالها التفاوض على ملحقات الديون أو أن ينتهي بها الأمر بالخروج "بشكل مهين" من منطقة اليورو.

وقالت كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي إن الانسحاب من منطقة اليورو سيكون له تأثير كارثي على اليونان، مشيرة إلى أن هذا الأمر ليس مسموح به وفقا لقواعد منطقة اليورو.

وبداية عام 2001 انضمت اليونان إلى منطقة اليورو ،وحينها اعتمدت اليورو كعملة رسمية بدلا من "الدراخما" عملة اليونان تاريخيا.

أما اسبانيا على سبيل المثال ايضا لديها نسختها من حزب سيريزا اليساري اليوناني هو حزب بوديموس الذي فاجأ الجميع بفوزه بخمسة مقاعد في انتخابات البرلمان الاوروبي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدمه الآن على جميع الأحزاب الأخرى في اسبانيا، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف. وإذا كانت منطقة اليورو تتحمل انسحاب بلد مثل اليونان فإن رحيل اقتصادات أكبر مثل اسبانيا أو ايطاليا سيوجه ضربة الى العملة الاوروبية لن تشفى من آثارها.

ويرى الناخبون في بلدان مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا أن الأحزاب التقليدية تدافع عن مؤسسات الاتحاد الاوروبي وعملته اليورو، لكنها تتقاعس عن تمثيل مصالح شعوبها.

أما إيطاليا فقد كانت بدأت رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي حوالي منتصف العام الماضي 2014، بـ "اشتباك" مع ألمانيا، على خلفية برنامج طموح لماتّيو رينزي رئيس الحكومة الإيطالية هدفه الالتفاف على القواعد الصارمة التي فرضتها ألمانيا منذ بداية الأزمة المالية - الاقتصادية في القارة العجوز، والتأسيس لمحور جديد يلمّ شمل القوى اليسارية الأوروبية المتراجعة منذ سنوات، أمام الليبرالية الجامحة التي يخشى كثيرون أن تطيح المشروع الأوروبي.

ومع ذلك فإن رينزي كان يدرك صعوبة المواجهة مع ألمانيا القوية اقتصادياً، والمفاجآت التي قد تخبّئها الرمال المتحركة للسياسة الداخلية الإيطالية.

وفي بريطانيا وهولندا والسويد والدنمارك اصبحت الهجرة هي المحك لاختبار حكومات هذه البلدان وتمثيل مصالح شعوبها.

ولم تخلو المانيا أيضا من ظهور تصدعات في صرح النظام السياسي الاوروبي القائم على الاتحاد الاوروبي ومؤسساته.

وهناك فرص كثيرة يمكن أن تتيح للأحزاب المتمردة القيام باستعراض مماثل لعضلاتها،فبعد الانتخابات اليونانية ينتظر أن تجرى هذا العام انتخابات عامة في بريطانيا والدنمارك وايستونيا وفنلندا وبولندا واسبانيا، ويتوقع اجراء انتخابات مبكرة في ايطاليا.

ويرى مراقبون أن اليونان، حيث فاز اليسار الراديكالي على اساس برنامج ضد التقشف، ليست إلا البداية أو أولا. وأن من شأن هذه النتيجة أن تشجع الناخبين المستائين في دول أوروبية أخرى على رفض املاءات المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الأوروبي.

وعلى الجانب الأخر فإن اتخاذ مثل هذه الخطوات وخروج دول مثل اليونان واسبانيا وايطاليا من منطقة اليورو سيؤدي إلى انهيار وتفكك المنطقة مخلفة وراءها دولا متنافسة غير مستقرة بعد أن كانت في طريقها لمزيد من الوحدة السياسية والمالية لتصبح أشبه بدولة واحدة كبيرة في اتحاد تام تقريبا.

ويرى بعض المحللين السياسيين أن ذلك قد يؤدي ايضا لتهميش القارة بشكل متزايد مع بزوغ نجم القوى الناشئة - ليس فقط دول بريك التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين لكن دولا أخرى أيضا مثل تركيا واندونيسيا وجنوب أفريقيا.

المصدر : سبأ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات اليونان تثير مخاوف من انهيار الحلم الأوروبي انتخابات اليونان تثير مخاوف من انهيار الحلم الأوروبي



GMT 02:39 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجمهوريون يحتفظون بالأغلبية في مجلس النواب الأميركي

GMT 02:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يكشف تفاصيل لقائه مع الرئيس جو بايدن

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يقترح تشكيل لجنة يمكنها إقالة جنرالات في الجيش

GMT 02:57 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

البنتاغون يؤكد أن سفن حربية أميركية تصد هجمات للحوثيين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab