اكد المعارض الباكستاني القومي عمران خان ، بطل الكريكت السابق، الذي يقود منذ شهر اعتصاما للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف ، انه يفوز "بحرب الاعصاب" ضد السلطة، وذلك في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
ويعتصم خان والمعارض طاهر القادري الزعيم السياسي الديني الذي يتخذ من كندا مقرا، وانصارهما منذ 15 اب/اغسطس في وسط العاصمة اسلام اباد للمطالبة باستقالة شريف، ويتهمونه بالتزوير في الانتخابات التشريعية في ايار/مايو 2013.
وشكل هذا الاستحقاق اول عملية انتقال ديموقراطي فعلية في تاريخ باكستان التي شهد تاريخها عددا من الانقلابات بقيادة العسكريين طيلة ثلاثة عقود منذ استقلالها العام 1947. ورحب المراقبون الدوليون بهذه الانتخابات مع الاشارة في الوقت نفسه الى بعض المخالفات التي لم تترك اثرا على نتائج فوز نواز شريف الذي يرأس حكومة اكثرية.
واكد خان والقادري مشاركة مليون متظاهر في "ثورة" اسلام اباد، لكن عدد المشاركين بلغ عشرات الالاف فحسب في التجمعات الاكبر، والالاف في التجمعات اليومية.
وعلى الرغم من المشاركة التي اتت اقل من التوقعات، سرت شائعات حول احتمال تدخل الجيش لصالح المعارضة ولا سيما غداة مواجهات دامية بين الشرطة والمتظاهرين.
وهدأ التوتر قليلا عندما انفصل المقرب من خان، جواد هاشمي، عن الحركة الاحتجاجية متهما الجيش النافذ بكتابة "سيناريو" التظاهرات مع المعارضين للضغط على الحكومة التي يختلف معها على نقاط كثيرة.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في حاوية حولها الى مقطورة فخمة، اكد عمران خان انه ما زال قادرا على الفوز بعرض القوة مع الحكومة التي يصفها بانها "تحالف لصوص".
واوضح خان، وهو يرتدي لباسه التقليدي، بعد القاء خطاب حماسي امام انصاره "ليست المسألة مجرد تزوير، بل ابعد من ذلك. ففي العمق، لم يعد الناس يتحملون هذا النظام حيث تقوم نخبة حاكمة صغيرة استولت على السلطة على جميع المستويات، باستغلال الجماهير".
وتابع "انها حرب اعصاب، والمهم هو معرفة من سينهار اولا تحت الضغط. انا مقتنع اننا سنفوز"، واصفا اقوال هاشمي الذي اكد ان عناصر من الجيش يدعمون حركته الاحتجاجية، بانها "اكاذيب".
وفي العام 2011، تمكن خان الذي ينادي بطريق ثالث، من جذب الحشود في بلاد تقاسمت فيها عائلتا شريف وبوتو الساحة السياسية تقليديا. لكنه فشل في الاحتفاظ بهذه الجاذبية حتى انتخابات ايار/مايو 2013 حيث احتل "حزب العدالة" الذي يتزعمه المرتبة الثالثة.
وفيما اعتبر الكثير من ناخبي الطبقة المتوسطة الناشئة خان بطلهم، عاد البعض منهم عن هذا الموقف في الاسابيع الاخيرة واتهموه بانه يتبع طموحه الشخصي الى حد زعزعة الديموقراطية الباكستانية الهشة.
وصرح المعلق السياسي عمير جواد "لقد شهد (خان) نجاحا طوال حياته وهذا امر يلعب دورا حاليا". "الكل يريد ان يكون مثله وهو يؤمن بصدق ان شخصا واحدا قادر على حل مجمل مشاكل النظام"، كما قال.
ووسط المطالبات بالاستقالة، يرفض شريف الرضوخ لها معتمدا على دعم قوي على الرغم من الانتقادات لادارته الازمة السياسية. وتجري حاليا محادثات بين الحكومة وفريقي خان وقادري للتوصل الى حل لهذه الازمة الطويلة التي تشل الحكومة.
وفي مقره العام النقال المركون امام البرلمان، لا يصدر خان اي تعليق، في مسعى منه للفوز بحرب الاستنزاف هذه. وقال "هذا الامر يمكنه ان يستمر، ليست لدي اي مشكلة. لم ار في حياتي هذا العدد من الناس الذين ينتظرون (التغيير) في هذا البلد".
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك