مصر والسودان تعولان على مجلس الأمن لكبح إثيوبيا في أزمة «السد»
آخر تحديث GMT13:31:20
 العرب اليوم -

مصر والسودان تعولان على مجلس الأمن لكبح إثيوبيا في أزمة «السد»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصر والسودان تعولان على مجلس الأمن لكبح إثيوبيا في أزمة «السد»

سد النهضة الإثيوبي
القاهرة - العرب اليوم

للمرة الثانية تضع إثيوبيا دولتي المصب السودان ومصر أمام الأمر الواقع، باستمرارها في عملية الملء الأحادي لسد النهضة، قبل أن تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق مُرضٍ ومتوافق عليه، قبيل ساعات من جلسة خاصة لمجلس الأمن يبحث فيها تطورات النزاع حول السد، الذي حشدت له القاهرة والخرطوم دعماً كبيراً وسط عدد من الدول الأعضاء بالمجلس لوقف أي إجراءات أحادية من الجانب الإثيوبي.
وأكد وزيرا خارجية السودان ومصر خلال لقاء لهما في نيويورك أمس رفضهما المشدد إعلان إثيوبيا البدء في عملية الملء الثاني للسد من دون اتفاق، واعتبراه «تصعيداً خطيراً»، يكشف عن «سوء نية» إثيوبيا ورغبتها في فرض الأمر الواقع على دولتي المصب ودليلاً عملياً جديداً على إصرارها على التصرف الانفرادي الذي يهدد سلامة السدود السودانية والأمن البشري في كل من السودان ومصر.
وذكر بيان للخارجية المصرية، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى نظيرته السودانية مريم الصادق المهدي في إطار «التنسيق والتشاور القائم بين البلدين حول مستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي وفي إطار الإعداد لجلسة مجلس الأمن الدولي المقررة يوم غد الخميس بناءً على طلب من مصر والسودان».
وقالت الخارجية السودانية في بيان أمس، إن الإصرار الإثيوبي على التصرف الأحادي، الذي ألحق الضرر بالسودان جراء الملء الأول، وما يمكن أن يسببه الملء الثاني، يؤكد عدم توفر الإرادة السياسية لإثيوبيا للوصول لاتفاق. وأضافت «بعد الإعلان المؤسف من وزير الري الإثيوبي، فإن أهمية اضطلاع مجلس الأمن بدوره الوقائي في حفظ الأمن والسلم الدوليين أصبح أمراً بالغ الحيوية للدفع لتعزيز عملية التفاوض في المسار الأفريقي من أجل الوصول لاتفاق ملزم يلبي مصالح الدول الثلاث في سقف زمني لا يتعدى 6 أشهر».
وبحسب مصادر واسعة الاطلاع تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن السودان يرغب في صدور قرار بالتصويت أو بالتوافق بين الدول الأعضاء بالمجلس، يلزم جميع أطراف النزاع بعدم اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب، ويعزز دور الاتحاد الأفريقي في وساطة المفاوضات بضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا لفريق الوساطة، بالإضافة إلى توفير الضمانات للوصول إلى حل واتفاق ملزم قانوناً.
وبحسب المصادر، يحتاج السودان إلى 9 أصوات دون استخدام أي دولة حق الفيتو، لكن مثل هذه القرارات تتجاذبها المصالح والتقاطعات الدولية التي تلعب دوراً مؤثراً في اتخاذها داخل المجلس.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن صدور بيان رئاسي من مجلس الأمن لن يكون ملزماً، لكنه مفيد إذ يمثل رأى الدول فيما يتعلق بالنزاع بين الدول الثلاث.
وستشارك إثيوبيا في الجلسة رغم معارضتها انعقادها، حيث تُصر على مواصلة المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي. كما استنكرت إثيوبيا أمس «تدخل» جامعة الدول العربية، التي دعمت بدورها دوراً لمجلس الأمن في الخلاف.
وبدأت إثيوبيا المرحلة الثانية من ملء بحيرة سدّ النهضة، الذي تقيمه منذ 2011 على الرافد الرئيسي لنهر النيل، في إجراء حذرت منه مصر والسودان – مسبقاً - ما ينذر بمزيد من التصعيد.
ووصفت وزارة الري المصرية في بيان مساء أول من أمس الخطوة بأنها تعد «انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية التي تحكم المشروعات المقامة على الأحواض المشتركة للأنهار الدولية»، مؤكدة «رفض مصر القاطع لهذا الإجراء الأحادي الذي يُعدّ خرقاً صريحاً وخطيراً لاتفاق إعلان المبادئ».
وتسلمت وزارة الري والموارد المائية المصرية وكذلك السودانية «خطاباً من نظيرتهما الإثيوبية للإخطار ببدء الملء الثاني للسد خلال موسم الأمطار الحالي.
وسبق أن قامت إثيوبيا في يوليو (تموز) العام الماضي بإنجاز المرحلة الأولى للملء بسعة 4.9 مليارات متر مكعب، رغم حضّ مصر والسودان على تأجيل الملء حتى التوصّل إلى اتفاق شامل.
ورغم أن المخطط الإثيوبي للمرحلة الثانية يتطلب 13.5 مليار متر مكعب من الماء، فإنها «فشلت عمداً أو عجزاً من تعلية الجزء الأوسط للسد اللازم لتخزين تلك الكمية، واكتفت بنحو 4 مليارات فقط»، وفق وزير الموارد المائية المصري الأسبق الدكتور محمد نصر الدين علام، الذي وصف الخطوة بأنها لـ«تحقيق مكاسب داخلية من دون استفزاز حقيقي لمصر والسودان».
وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري سلسلة من اللقاءات خلال زيارته الحالية إلى نيويورك شملت مندوبي روسيا، والصين، وتونس، وإستونيا، وآيرلندا، والمكسيك والنرويج الأعضاء في المجلس، وسفراء اللجنة العربية المعنية بمتابعة تطورات الملف، والمندوبين الدائمين لمجموعة الدول الأفريقية بمجلس الأمن. وطالب بـ«ضرورة اضطلاع المجلس بمسؤولياته تجاه هذه القضية».
من جهته، عقد وزير الموارد المائية المصري محمد عبد العاطي اجتماعاً بتقنية الفيديو كونفرانس مع أنجر اندرسون، مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، للتباحث حول الموقف الحالي لملف سد النهضة، مستعرضاً الموقف المائي المصري وحجم التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر.
وأكد عبد العاطي، أن مصر ليست ضد التنمية في إثيوبيا، لكن يجب أن يتم تنفيذ مشروعات التنمية وفقاً لقواعد القانون الدولي، مع مراعاة شواغل دول المصب، مشيراً إلى أن «مصر أبدت مرونة في التفاوض قوبلت بتعنت كبير من الجانب الإثيوبي نظراً لأن إثيوبيا ليس لديها الإرادة السياسية للوصول لاتفاق، وإنها تسعى دائماً للتهرب من أي التزام عليها تجاه دول المصب».
وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا منذ نحو 10 سنوات بشكل متقطع للوصول إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السدّ الذي تبنيه أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاواط.
وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها؛ إذ يعتبر نهر النيل مصدراً لنحو 97 في المائة من مياه الري والشرب في البلاد.

قد يهمك ايضا

الأمم المتحدة ترفض تقليص قوة حفظ السلام بين الخرطوم وجوبا

"اليونيسيف" تحث على إعادة جميع الأطفال من مخيم الهول في سورية إلى بلدانهم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسودان تعولان على مجلس الأمن لكبح إثيوبيا في أزمة «السد» مصر والسودان تعولان على مجلس الأمن لكبح إثيوبيا في أزمة «السد»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab