نبيل عيوش لـالعرب اليوممدينون للرواد ولكننا نقدم سينما جديدة بلا عُقد
آخر تحديث GMT10:59:52
 العرب اليوم -

نبيل عيوش لـ"العرب اليوم":مدينون للرواد ولكننا نقدم سينما جديدة بلا عُقد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نبيل عيوش لـ"العرب اليوم":مدينون للرواد ولكننا نقدم سينما جديدة بلا عُقد

الرباط ـ جودي صباح

أكد المخرج المغربي نبيل عيوش في حوار خاص لـ "العرب اليوم"، أن جيل المخرجين الشباب يبقى مدينًا للرواد الذين سبقوه بسنوات عديدة، وأن سعادته كانت كبيرة لمشاركته في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، حيث قدم للمرة الأولى فيلم "يا خيل الله" للجمهور المغربي الذي يكن له احترامًا كبيرًا، وعن فيلمه الجديد وشغفه بتصوير حياة المهمشين وإبراز معاناتهم اليومية، كان حوار نبيل عيوش مع "العرب اليوم". تحدث عيوش في البداية عن فكرة فيلمه الجديد "يا خيل الله" قائلاً "في الحقيقة هي قصة قديمة بعض الشيء، ظهرت عندما بدأت بتصوير بعض المشاهد من فيلم علي زاوا، في أحياء منطقة سيدي مومن العشوائية، الواقعة وسط مدينة الدار البيضاء، وهي المنطقة التي ينتمي إليها بعض الانتحاريين، الذين نفذوا تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية سنة 2003، وأشير إلى أن مروري بهذه المنطقة ومخالطة ومعاشرة سكانها قبل الهجمات، أعطاني فكرة واضحة عمن يكونون، إنهم أناس مسالمون ومنفتحون لأقصى الحدود، واحتفظت بذكريات جميلة معهم". و يتابع عيوش قائلاً "بعد وقوع الفاجعة الكبيرة، وعلمي أن أربعة عشر شابًا فجروا أنفسهم في مواقع مختلفة من مدينة الدار البيضاء، صدمت كثيرًا، واعتبرت أن هذا الأمر مستحيلاً، كما تأثر و فجع المغاربة كثيرًا آنذاك، ولم يستطع كثيرون منا فهم ماذا حدث بالضبط، ولماذا قام هؤلاء الشباب بهذه العمليات الإرهابية، فما نعلمه جميعنا أن عمليات من هذا النوع ينفذها أشخاص تلقوا تدريبات في أفغانستان أو العراق، لكن أن ينفذها صبيان مغاربة أغلبهم في سن العشرين، فهذه كانت صدمة كبرى. من هنا أردت أن أفهم كيف ولماذا فجر هؤلاء الفتيان أنفسهم في الدار البيضاء، وبصيغة أخرى، أردت أن أبحث عن إرهاصات ظهور الأفكار الإرهابية لدى هؤلاء الشباب. وعن التشابه بين قصتي فيلميه "علي زاوا" و"يا خيل الله" الذييتحدث عنه بعض المتتبعين قال عيوش ضاحكًا "يمكن تشبيه الأمر بعلاقة زواج الأقارب، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. من جهة ثانية، أرى أنه ما يتوفر عليه المراهقون في فيلم "يا خيل الله" هو ما كان يتمناه صبية فيلم "علي زاوا"، وأظن أن وجوه التشابه تكمن هنا، ففيلم "علي زاوا" يرصد حكاية فتية صغار يعيشون متشردين في مدينة الدار البيضاء، و يحلمون فقط بدفن صديقهم الغالي، أما في فيلم "يا خيل الله"، فإن الحلم ينقلب إلى كابوس، و يبدأ هؤلاء المراهقون بحفر قبورهم بأنفسهم، قبور تجمعهم مع ضحاياهم في آن واحد". وكان فيلم نبيل عيوش "يا خيل الله" قد تم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، وقد علق عيوش على هذا الأمر قائلاً "أصبح المهرجان موعدًا سينمائيًا دوليًا متميزًا، إذ رسم لنفسه موقعًا بارزًا في خريطة أهم مواعيد الفن السابع في العالم أجمع، بل يمكنني القول أنه المهرجان الوحيد في العالم العربي الذي حقق النجاح في إثبات نفسه بشرعية لدى المهنيين، وفي الوقت ذاته، حقق شعبية كبيرة لدى عشاق السينما، وهذا يعني أنه حدث فني بارز جمع بين خلق صورة براقة ممتعة ومضمون محترم مقنع، لذا لا أخفي سعادتي الكبيرة بمنحي هذا التشريف، لأتواجد ضمن المتسابقين على أحد جوائزه، خاصة أنها كانت أول مناسبة يعرض فيها الفيلم للجمهور المغربي، لهذا فإنني سعيد للغاية بالأمرين معًا". وعن ما يردده المتابعون للسينما المغربية بشأن تركيز عيوش على نقل حياة المهمشين المغاربة في أفلامه، يعلق المخرج المغربي الشاب على هذا الأمر قائلاً "أبدًا، أنا لا أتفق مع هذا الطرح الذي أسمعه دومًا من بعض النقاد والصحافيين المغاربة، فالأمر ربما حاضر فقط في فيلم "علي زاوا" وفيلم "ياخيل الله"، أما في باقي أعمالي مثل فيلم "مكتوب" أو فيلم "ما تريده لولا" فلا وجود فيهما للمهمشين إطلاقًا، صحيح أنني صرت حاليًا أميل نوعًا ما إلى مواضيع المهمشين في المغرب، ولكن هذا لأنهم جيش صامت، له أحلامه ومطالبه وانتظاراته". كما تحدث عيوش كذلك معلقًا على تصنيف النقاد له ضمن مخرجي "الموجة الجديدة" في السينما المغربية، وعن أهم الفروق التي تميز الجيل الجديد عن جيل الرواد، قائلاً يجب أن أعبر أولاً عن مدى تقديري واحترامي لجميع الرواد من المخرجين المغاربة، وكل من سبقوني إلى ميدان الإخراج السينمائي، منهم من رحل إلى دار البقاء، ومنهم من لازال بيننا اليوم"، وأضاف "إن الرواد هم من ألهموني وشجعوني على الاستمرار، وأعتقد أن الأمر ذاته ينطبق على جميع مخرجي الجيل الجديد". وتابع عيوش قائلاً "سينما الجيل الجديد، إن صحت تسميتها هكذا، غالبًا ما تكون موشومة بالحفاظ على الارتباط بالبلد والهوية الوطنية. فغالبية مخرجي هذه الموجة ولدوا ودرسوا في الخارج، وعاشوا نوعًا من الغربة الثقافية، وهو ما أبقانا على مسافة معينة مع الداخل، وهو أيضًا الأمر الذي منح مقاربتنا السينمائية التجرد من العقد، ودفعنا لمعالجة مواضيع ينظر إليها العديد من الناس لحد الآن على أنها تابوهات". تحدث كذلك عيوش في نهاية المقابلة مع "العرب اليوم" عن مشروعه "فيلم إنديستري"، وعن مشاريعه المستقبليه التي يعد لها قائلاً "يمكنني أن أقول أنني انتهيت من الاشتغال عليه على الأقل حاليًا، ففي شركة الإنتاج التي أملك كنت قد أطلقت هذا المشروع من أجل خلق مضمار ينطلق منه المخرجون الشباب المغاربة، ومعهم الممثلون و كتاب السيناريو والتقنيون، لقد كانت الفكرة تعتمد على إنجاز أفلام تكون هي الانطلاقة الفعلية، وهنا لابد أن أشير إلى أن فيلم السراب الذي أنتجته سبق له أن شارك في المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، وكان هذا الأمر بمثابة انطلاقة أو رحلة طيران، بعدما صنعنا أجنحة، وهو الأمر الذي يجعل مني منتجًا سعيدًا وفخورًا بعملي. أما الأن، فأنا أعيش مرحلة كمون قصيرة، لقراءة مجموعة من السيناريوهات المعروضة عليَّ". يعد نبيل عيوش واحدًا من أشهر مخرجي الجيل الجديد في المغرب، عشق الجمهور كثيرًا فيلمه "علي زاوا"، و تمكن فيلمه "يا خيل الله" من حصد أغلب جوائز المهرجانات التي شارك فيها أخيرًا، إذ فاز بجائزة التحكيم الخاصة خلال الدورة الـ27 لـ"المهرجان الدولي للفيلم الفرانكفوني" في نامور، وانتزع جائزة فرانسوا شالي من مهرجان "كان" العالمي، والجائزة الكبرى للأسبوع الدولي للسينما في بلد الوليد، كما حصل على جائزة أفضل مخرج عربي في مهرجان "الدوحة" الأخير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبيل عيوش لـالعرب اليوممدينون للرواد ولكننا نقدم سينما جديدة بلا عُقد نبيل عيوش لـالعرب اليوممدينون للرواد ولكننا نقدم سينما جديدة بلا عُقد



GMT 14:13 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 12:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد هنيدي يكشف أسباب اتجاهه الى الكوميديا

GMT 14:20 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تتحدث عن طريقتها في تربية ابنتها

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

منى زكي تتحدث عن دورها في فيلم «الست»

GMT 12:31 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

نادية الجندي تتحدث عن سبب غيابها ورأيها في منى زكي

الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab