غزة– محمد حبيب
انتقد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذو الفقار سويرجو، دعوة الفصائل الفلسطينية كافة إلى لقاءات توافقية لإنهاء الانقسام، وفي الوقت ذاته تُعقد لقاءات ثنائية بين حماس وفتح في الدوحة بعيدًا عن ممثلي الفصائل، مطالبًا بعقد مؤتمر فلسطيني عام يبحث أصول الأزمة وسبل الخروج السليم منها بمشاركة القوى المجتمعية والثقافية والأكاديمية كافة.
وأوضح سويرجو، في مقابلة خاصة مع "العرب اليوم"، أن حركة فتح والسلطة الفلسطينية في الضفة تمران بأزمة تهدِّد وجودهما، بينما تواجه حركة حماس أزمات متتالية في غزة، مما دفع الحركتان إلى التقدم باتجاه المصالحة من واقع الأزمة العامة التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وأضاف أن فريق السلطة الفلسطينية الذي يتبنى طريق المفاوضات وصل إلى طريق مسدود، كذلك الازدواجية في المقاومة والسلطة في غزة والتي تقودها حركة حماس، داعيًّا إلى الخروج من هذا المأزق الذي يتمثل في تباعد البرنامجين السياسيين لحماس وفتح.
وناشد سويرجو أطراف الانقسام الفلسطيني التوقف عن التراشق الإعلامي، مؤكدًا أن هذا التراشق لم يعد شيئًا جديدًا في الساحة الفلسطينية, بل أصبح جزءًا من ثقافة القيادات السياسية التي لا تترك فرصة لتعبر عن مواهبها في التطاول على الطرف الآخر في محاولة لإثبات قوة مواقفها، لافتًا إلى أن التراشق الإعلامي قد يزيد من حالة الإحباط الجماهيري التي تصاعدت نتيجة انعدام ثقة الشارع بكل الأطراف التي فشلت سابقًا في إحداث اختراق حقيقي على أرض الواقع في ملف المصالحة.
وأشار إلى أن "بصيص أمل" يتوافر الآن في ظل وجود درجة من مستوى الثقة بين الحركتين، نتيجة الاجتماعات المستمرة التي عقدت بينهما أخيرًا، وبسبب الأزمات التي يفجّرها الاحتلال الإسرائيلي أمام الفلسطينيين، معتبرًا أن فتح وحماس تعيدان بأسلوبهما الثنائي "إنتاج الأزمة" مرة جديدة، وأنهما ليسا الوحيدين المعنيين بإنهاء الانقسام، فقد تغلغل الانقسام في المجتمع الفلسطيني، وأصاب جميع مكونات الشعب الفلسطيني.
وشدَّد القيادي في الجبهة الشعبية على أن المطلوب اليوم مصارحة علنية لما يحدث وإشراك الكل الوطني في اللقاءات، بحيث يكون ممثلو الشعب الفلسطيني في هذه الحوارات أكثر من ممثلي فتح وحماس.
وأكد سويرجو أن الجماهير الفلسطينية التي تنتظر من طرفي الانقسام درجة عالية من المسؤولية في قضية المصالحة، لن تصمت للأبد على هذا الوضع، لاسيما أن الشارع الفلسطيني يريد من ينتشله من حالة الضيم الشديد التي وصل إليها بفعل الانقسام، مؤكدًا أن الشارع سيتحرك عاجلاً أم آجلاً, وأن نقطة الصفر باتت تقترب إذا لم يتصالح الطرفان.
أرسل تعليقك